لبنان: مساع لتوفير الضمانات اللازمة لإعلان التفاهمات الدولية حول «جبهة الجنوب»

نشر في 08-02-2024
آخر تحديث 07-02-2024 | 19:22
وسط مظاهر عسكرية شيعت حركة أمل أمس قتلى سقطوا بقصف إسرائيلي (أ ف ب)
وسط مظاهر عسكرية شيعت حركة أمل أمس قتلى سقطوا بقصف إسرائيلي (أ ف ب)

تأكيداً لما نشرته «الجريدة» قبل أيام حول تحقيق تقدم في المساعي الدولية لترتيب الأوضاع في جنوب لبنان، نقل موقع أكسيوس عن مسؤولين إسرائيليين ومصادر مطلعة أن الولايات المتحدة، إلى جانب بريطانيا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا، تطمح إلى إعلان خطوات متفق عليها خلال أسابيع قليلة، تعهدت بها إسرائيل وحزب الله اللبناني، بهدف تخفيف التوتر على الحدود.

وبحسب «أكسيوس» فإنه من المتوقع أن تعلن الدول الخمس الغربية عن مزايا اقتصادية محتملة لتعزيز الاقتصاد اللبناني، بهدف تسهيل التوصل إلى صفقة مع حزب الله.

وأوضح الموقع أنه من غير المتوقع أن يُطلب من حزب الله نقل كل مقاتليه شمال نهر الليطاني، بل سيكون المطلوب على بعد مسافة تتراوح بين 8 إلى 10 كيلومترات فقط من الحدود. وبموجب التفاهم، سينشر الجيش اللبناني بين 10 و12 ألف جندي على طول الحدود مع إسرائيل.

وكشف «أكسيوس» أن الولايات المتحدة طلبت وقف طلعات المقاتلات الجوية الإسرائيلية في الأجواء اللبنانية، ولم ترفض إسرائيل الطلب.

ويعكس هذا التقدم حقيقة أن الطروحات الدولية أصبحت كلها في سلة واحدة، وبينها المقترح الفرنسي بتفعيل تفاهم ابريل 1995، واقتراح بريطانيا إنشاء أبراج للمراقبة على الحدود الجنوبية وتدريب الجيش اللبناني، بالإضافة إلى الاقتراح الأميركي حول ترسيم الحدود البرية الذي ينهي عملياً كل الخلافات الثنائية بين لبنان وإسرائيل.

تأتي هذه التطورات بعد جهود ومساع كثيرة بذلها موفدون دوليون، وهي تتزامن مع تقدم في مفاوضات الهدنة في غزة، وفي اليوم الذي ستدخل فيه الهدنة في غزة حيز التنفيذ فإن وقف العمليات العسكرية في جنوب لبنان سيكون سارياً، وتبدأ معه مفاوضات على 3 مراحل أيضاً، المرحلة الأولى هي تثبيت الهدوء، وسحب حزب الله أسلحته الثقيلة والصواريخ الدقيقة والمسيرات، دون أن يترك مقاتلوه وعناصره في قراهم وبلداتهم الجنوبية، مع وقف الأنشطة العسكرية، وعدم ظهور أي تحركات مسلحة، أما المرحلة الثانية فهي بدء عودة النازحين على جانبي الحدود، وبناء أبراج المراقبة ودخول الجيش اللبناني مع تعزيز عمل قوات اليونيفيل الدولية، أما المرحلة الثالثة فهي مخصصة للدخول في مفاوضات حول الترسيم البري.

يتزامن ذلك مع زيارة وزير الخارجية الفرنسي الجديد ستيفان سيجورنيه إلى لبنان، والذي كان واضحاً في التشديد على ضرورة إنجاز الاتفاق، واظهار استعداد فرنسا للمساعدة بأي طريقة، كما نقل رسالة إسرائيلية واضحة بأن إسرائيل مستعدة للدخول عسكرياً، وشن عملية كبيرة في حال فشلت الحلول الدبلوماسية بالتوصل الىحل مقبول يعيد الهدوء الى الحدود.

وتشدد الرسالة على ضرورة عدم ربط التفاهات بخصوص لبنان بوقف إطلاق النار في غزة.

وفيما يطالب الكثير من قادة سكان شمال إسرائيل بضمانات للعودة الى منازلهم، فإن لبنان أو بالأحرى حزب الله أيضاً يطالب بالكثير بالضمانات فيما يخص وقف الخروقات الإسرائيلية البحرية والبرية والجوية، وإبرام تسوية سياسية حول الوضع الداخلي، وضمانات اقتصادية ترفع ما يسميه حزب الله الحصار المفروض على لبنان والسماح بتقديم المساعدات.

back to top