الأمير: «الدقم» يجسد تطور الشراكة مع عُمان ويعزز اقتصاد البلدين

سموه أشاد في برقية لسلطان عمان بالمكانة الرفيعة للسلطنة ودورها المحوري إقليمياً ودولياً
• اعتبر أن الاستثمار البتروكيماوي يبلور الرؤى الحالية والمستقبلية المشتركة
• أكد التطلع إلى مزيد من التعاون الهادف لترسيخ العلاقات الوطيدة مع السلطنة
• صاحب السمو وبن طارق دشنا التشغيل التجاري لمصفاة الدقم والصناعات البتروكيماوية
• المرشدي: أكبر مشروع استثماري بين دولتين خليجيتين في قطاع المصافي والبتروكيماويات
• السعود: التحديات تحتم التشغيل الآمن والمربح للمصفاة وجعلها صرحاً عالمياً للابتكار والريادة

نشر في 08-02-2024
آخر تحديث 07-02-2024 | 21:33
اعتبر سمو أمير البلاد الشيخ مشعل الأحمد أن مشروع مصفاة الدقم يترجم الشراكة الكويتية - العمانية، ولاسيما في الاستثمار بالصناعات البتروكيماوية ويبلور الرؤى الحالية والمستقبلية المشتركة. وأعرب سموه، في كلمة دوّنها في السجل (الإرث) الخاص بكبار زوار المشروع، بحسب ما أوردت وكالة الأنباء العمانية الرسمية، أمس، عن تطلعه إلى المزيد من التعاون الهادف إلى ترسيخ العلاقات الوطيدة التي تجمع البلدين الشقيقين وتحقّق مصالحهما لما فيه خير شعبيهما الكريمين.

في ختام زيارة الدولة التي قام بها سموه لسلطنة عمان أمس، أكد صاحب السمو أمير البلاد الشيخ مشعل الأحمد أن مشروع مصفاة الدقم والصناعات البتروكيماوية، الذي دشن سموه وسلطان عمان هيثم بن طارق التشغيل التجاري له أمس، يجسد التطور الكبير في الشراكة الاقتصادية بين البلدين، راجياً سموه أن «يحقق هذا المشروع الحيوي الهام المنافع المشتركة لبلدينا الشقيقين ويعزز روافد الاقتصادين الكويتي والعماني».

وأشاد سموه، في برقية بعث بها للسلطان هيثم أمس، «بالمكانة الرفيعة التي يتبوأها بلدكم الشقيق ودوره المحوري الهام على المستويين الإقليمي والدولي، مؤكدين حرصنا على توطيد العلاقات التي تجمع بلدينا وشعبينا الشقيقين».

وفي كلمة دونها سموه بسجل (الإرث) الخاصّ بكبار الزوار، ثمّن صاحب السمو لسلطان عمان والحكومة والشعب العُماني تعاونهم الذي يترجم الشراكة الكويتية ـ العُمانية، لاسيما في الاستثمار بالصناعات البتروكيماوية، ويبلور الرؤى الحاليّة والمستقبليّة المشتركة، مُعربًا سُموّه عن تطلعه إلى المزيد من التعاون الهادف إلى ترسيخ العلاقات الوطيدة التي تجمع البلدين الشقيقين، وتحقّق مصالحهما لما فيه خير شعبيهما الكريمين.

وفي تفاصيل الخبر:

تحت رعاية وحضور سمو أمير البلاد الشيخ مشعل الأحمد وسلطان عمان هيثم بن طارق أقيم، ظهر أمس، حفل افتتاح «مصفاة الدقم والصناعات البتروكيماوية» بولاية الدقم بسلطنة عمان الشقيقة.

ووصل الموكب المقلّ لسموه والسلطان هيثم إلى موقع حفل الافتتاح، حيث أقيم استقبال شعبي شارك فيه عدد من أهالي وأبناء محافظة الوسطى قدموا خلاله مجموعة من الفنون العمانية.


صاحب السمو مودعاً السلطان هيثم لدى مغادرته سلطنة عمان صاحب السمو مودعاً السلطان هيثم لدى مغادرته سلطنة عمان

وكان في استقبال سموه وسلطان عمان نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير النفط د. عماد العتيقي، ووزير المالية بسلطنة عمان الشقيقة سلطان بن سالم الحبسي، وعدد من المسؤولين من الجانبين الكويتي والعماني.

المرشدي: رفع الطاقة التكريرية لسلطنة عمان إلى 500 ألف برميل يومياً بزيادة 230 ألفاً

وفي مستهل الحفل تم عرض فيلم حول المشروع، والذي يعد أكبر مشروع استثماري في قطاع المصافي والبتروكيماويات، حيث سلط الضوء على الدور الحيوي للشراكة الكويتية العمانية في رحلة المصفاة نحو الرخاء.

الدقم والعلاقة المتجذرة

وألقى رئيس جهاز الاستثمار العماني عبدالسلام المرشدي كلمة أشار في مستهلها إلى أن مشروع الدقم المشترك يأتي تجسيداً للعلاقات المتجذرة بين البلدين منذ القدم.

وقال المرشدي، «منذ أن مخرت السفن العمانية عباب البحار كانت بوصلتها تشير إلى شقيقتها الكويت فأشرعت تستبق الخطى إلى موانئها وهناك تجسدت معاني التعاون والتآلف بين الإنسان العماني والكويتي وغدت أنموذجاً يحتذى به بين دول العالم المختلفة، واليوم تسر الأعين وتبتهج الأنفس أن ترى العماني مع شقيقه الكويتي يعملان في مكان واحد يواصلان هذه المسيرة التاريخية المجيدة لتكون إرثاً خالداً للأجيال القادمة يسترشد به على طريق السعي نحو الازدهار والتقدم».

المرشدي: منطقة المشروع تكتسب أهميتها الاستراتيجية وحوافز جاذبة للاستثمارات

وأضاف أنه «تتويجاً لهذا الإرث المشترك وتعزيزاً لأواصر الصداقة المتجذرة، فقد تكاتفت جهود الجانبين للعمل على مشروع مصفاة الدقم والصناعات البتروكيماوية وهو أكبر مشروعٍ استثماري بين دولتين خليجيتين في قطاع المصافي والبتروكيماويات بتكلفة جاوزت تسعة مليارات دولار، وتعد المصفاة أول مصفاة خليجية تعتمد على النفط الخام المستورد في عملياتها ويتوقع أن تسهم في رفع إجمالي الطاقة التكريرية لسلطنة عمان إلى 500 ألف برميل يومياً بزيادة تبلغ 230 ألف برميل يومياً».

وأشار إلى أن «المشروع تشرّف بأن وضع حجر أساسه السلطان هيثم بن طارق في عام 2018م واليوم نرى حصاد الجهد ونتاج البذل فبارك الله المساعي وسدد الجهود فعلى الرغم من أن العالم قد عصفت به خلال هذه السنوات مجموعة من التحديات الاقتصادية والسياسية وغيرها إلا أن الإصرار الذي تلين أمامه الصعاب والهمم الوقادة للعاملين على المشروع جاوزت كل تلك التحديات فعملت بجد واجتهاد للوصول إلى هذا اليوم».


سموه والسلطان هيثم خلال إزاحة الستار عن اللوحة التذكارية الخاصة بالافتتاح سموه والسلطان هيثم خلال إزاحة الستار عن اللوحة التذكارية الخاصة بالافتتاح

ولفت إلى أهمية منطقة المشروع التي تكتسب أهميتها الاستراتيجية مما تتميز به من موقع متفرد ولما تمتلكه من مقومات وحوافز تجعلها منطقة جذابة للاستثمارات، مضيفاً أنه تزامناً مع افتتاح مصفاة الدقم فإننا كذلك نحتفي بإتمام مشروع «مرافق» الذي يدعم عمليات المصفاة فيما يخص تزويدها بالطاقة والماء باستثمار بلغ 196 مليون ريال عماني، بالإضافة إلى إنجاز مناطق تخزين النفط.

وثمّن جهود شركة البترول الكويتية العالمية المملوكة لدولة الكويت الشقيقة ولمجموعة «أوكيو» المملوكة لسلطنة عمان على نتاج جهودهم التي نشهدها اليوم فنهضتا بهذا الواجب الوطني خير نهوض.

التشغيل التجاري

بعدها ألقى الرئيس التنفيذي لمؤسسة البترول الكويتية الشيخ نواف السعود كلمة قال فيها: «نشهد التشغيل التجاري لأضخم مشروع خليجي مشترك. ولولا توفيق الخالق الباري ودعم قياداتنا السياسية وتفاني المهنيين من أبناء وطنينا، لما نجحنا في إنشاء هذه المصفاة».

السعود: الاحتفال لا يعد المحطة الأخيرة بل وقفة مستحقة للتطوير للقدرات التكريرية المأمولة

وأضاف السعود: «يدل هذا الإنجاز على الإخاء التاريخي بين سلطنة عمان الشقيقة وبلادي دولة الكويت فقصتنا معكم يا أشقائي لم تبدأ بالدقم بل تعود إلى سفن الغوص حين أبحر أجدادنا بحثا عن العيش الكريم فأجزل الله عليهم بنعمه بعد عقود من الكفاح وهم يشقون الجبال ويزرعون الصحراء ويبنون الأوطان».


الأمير خلال توقيعه على سجل الإرث بالمصفاة الأمير خلال توقيعه على سجل الإرث بالمصفاة

وقال «اليوم بعد الوصول إلى التشغيل التجاري الكامل لمصفاة الدقم ستقوم المصفاة بتصريف النفط الكويتي الخام والنفط العماني وتكريره محققة الأهداف الاستراتيجية لمؤسسة البترول الكويتية والتي تنص على الدخول في فرص استثمارية مع شركاء عالميين لتنمية قدرتنا التكريرية في الأسواق الواعدة بهدف الوصول إلى قدرة تكريرية تبلغ 425 ألف برميل نفط يومياً بحلول عام 2025 وبحمد الله وبتعاون أشقائنا في السلطنة حققنا هذا الهدف قبل موعده».

واعتبر السعود أن «احتفال اليوم لا يعد المحطة الأخيرة في طريق النجاح بل هي وقفة مستحقة لنا لنقدر جهود العاملين والعاملات في مصفاة الدقم ومن ثم نكمل السير، فالتحديات التي تعصف بصناعة النفط والغاز ليست بسهلة وأهمها التوجه العالمي للتحول بالطاقة الأمر الذي يستجوب العمل معاً كيد واحدة لتأمين التشغيل الآمن والمربح للمصفاة لكي نجعلها صرحاً عالمياً للابتكار والريادة في صناعة التكرير العالمية. مستشهداً بقول الشاعر الكويتي القديم عبدالله الفرج رحمه الله عن أشرعة السفن البحرية العالية:

«من يطلب العالي فيصبر على الراش

هذا وما كاد أوله هان تاليه»

ثم تفضل صاحب السمو والسلطان بن طارق بإزاحة الستار عن اللوحة التذكارية الخاصة بافتتاح المصفاة.

بعدها توجه سمو أمير البلاد وسلطان عمان وبمعيتهما رئيس مجلس ادارة مجموعة أوكيو ونائب رئيس جهاز الاستثمار العماني ملهم بن بشير الجرف إلى غرفة التحكم الرئيسية بالمصفاة حيث تم الاستماع إلى شرح تفصيلي عن عمليات المصفاة المشتركة.

ثم تم تقديم هدية تذكارية لصاحب السمو بهذه المناسبة بعدها غادر سموه وأخوه السلطان هيثم مكان الحفل بمثل ما استقبلا به من حفاوة وترحيب.

السعود: الدخول في فرص استثمارية مع شركاء عالميين لتنمية قدرتنا التكريرية في الأسواق الواعدة

وغادر صاحب السمو والوفد الرسمي المرافق لسموه عصر أمس سلطنة عمان، وكان في مقدمة مودعي سموه على أرض المطار السلطان هيثم بن طارق.

كما كان في وداع سموه بلعرب بن هيثم آل سعيد، وتيمور بن أسعد آل سعيد رئيس مجلس محافظي البنك المركزي العماني ووزير ديوان البلاط السلطاني خالد بن هلال البوسعيدي.

وقد عاد صاحب السمو والوفد الرسمي المرافق لسموه إلى أرض الوطن مساء أمس، بعد زيارة دولة، ورعايته وحضوره حفل افتتاح مصفاة الدقم والصناعات البتروكيماوية في سلطنة عمان.

استقبال رسمي وشعبي حافل في الدقم


استقبال شعبي من أبناء عُمان احتفالاً بالأمير لدى وصوله إلى ولاية الدقم استقبال شعبي من أبناء عُمان احتفالاً بالأمير لدى وصوله إلى ولاية الدقم

وصل سمو الأمير الشيخ مشعل الأحمد صباح أمس إلى مطار ولاية الدقم بمحافظة الوسطى وكان سلطان عمان الشقيقة هيثم بن طارق في مقدّمة مستقبلي سموه عند سلم الطائرة، بالإضافة إلى كبار المسؤولين في السلطنة، وتوجه موكب الأمير والسلطان إلى مقر المصفاة مروراً بين صفّين من حرس الشرف من الحرس السُّلطاني العُماني.

واصطفّ على جانبي الطّريق المؤدّي إلى المصفاة عددٌ من الطلبة العُمانيين والطلبة المُقيمين في الدّقم من مختلف الجنسيات الدارسين في مدرسة السّعد العالمية رافعين أعلامَ سلطنة عُمان ودولة الكويت وأعلامَ دولهم الصديقة، كما اصطفّ على طول الطريق المؤدّي للمصفاة جمع غفير من المواطنين معبّرين عن سرورهم وترحيبهم البالغ بسلطان عمان وضيفه صاحب السمو، ولدى وصول الموكب إلى بوابة المصفاة أقيم استقبال شعبي شاركت فيه مجموعة من أبناء وأهالي محافظة الوسطى، قدّموا خلاله عدداً من الفنون العُمانية المغنّاة مردّدين العبارات الترحيبية بهذه الزيارة.

صاحب السمو يحضر مأدبة غداء خاصة في اليخت السلطاني


اليخت السلطاني «فلك السلامة» اليخت السلطاني «فلك السلامة»

على شرف صاحب السمو أمير البلاد الشيخ مشعل الأحمد والوفد الرسمي المرافق لسموه أقام السلطان هيثم بن طارق سلطان عمان الشقيقة مأدبة غداء خاصة وذلك في اليخت السلطاني «فلك السلامة» بولاية الدقم.

الأمير يشكر بن طارق: سعداء بمشاركتكم مشروع الشراكة لتعزيز روافد اقتصادينا

بعث صاحب السمو أمير البلاد الشيخ مشعل الأحمد ببرقية لسلطان عمان هيثم بن طارق في ختام زيارة الدولة إلى السلطنة أمس، وجاء فيها:

يطيب لنا ونحن نغادر سلطنة عمان الشقيقة بعد زيارة دولة أن نعرب لجلالتكم عن صادق آيات الشكر والتقدير لما حظينا به والوفد المرافق من حفاوة استقبال وكرم ضيافة رسخا ما يربط بلدينا وشعبينا الشقيقين من علاقات تاريخية تمتد جذورها إلى عقود طويلة.

وفي هذا الصدد نود أن نشيد بالمكانة الرفيعة التي يتبوأها بلدكم الشقيق ودوره المحوري الهام على المستويين الإقليمي والدولي مؤكدين حرصنا على توطيد العلاقات التي تجمع بلدينا وشعبينا الشقيقين.

كما أود أن أعبر لجلالتكم عن عميق شكري وبالغ امتناني بتقليدي (وسام آل سعيد) مؤكداً بهذه المناسبة اعتزازي الكبير بهذه البادرة الأخوية الكريمة من لدن جلالتكم والتي لها بالغ الأثر الطيب في النفس لما تجسده من معاني الأخوة الوثقى التي تجمعنا.

ونؤكد سعادتنا بمشاركتكم حفل افتتاح مشروع مصفاة الدقم والصناعات البتروكيماوية الذي يجسد التطور الكبير في الشراكة الاقتصادية بين دولة الكويت وسلطنة عمان الشقيقة راجين أن يحقق هذا المشروع الحيوي الهام المنافع المشتركة لبلدينا الشقيقين ويعزز روافد الاقتصادين الكويتي والعماني.

وختاماً أدعو الله العلي القدير أن يمتع جلالتكم بموفور الصحة وتمام العافية وأن يديم على سلطنة عمان الشقيقة في ظل قيادتكم الحكيمة التقدم والرفعة والازدهار.

وزير الطاقة العماني: «الدقم» نموذج مثالي لتلاقي المصالح الاقتصادية


مشروع مصفاة الدقم مشروع مصفاة الدقم

قال وزير الطاقة والمعادن العماني سالم العوفي، إن مشروع مصفاة الدقم والصناعات البتروكيماوية يعد واحداً من أكبر الاستثمارات المشتركة من نوعها خليجياً، ونموذجاً مثالياً لتلاقي المصالح الاقتصادية المشتركة.

وأضاف العوفي، في تصريح صحافي عقب حفل افتتاح المصفاة الذي أقيم برعاية وحضور سمو أمير البلاد الشيخ مشعل الأحمد وسلطان عمان هيثم بن طارق، أن المشروع يشكل «أهمية اقتصادية كبيرة للاقتصادين العماني والكويتي».

وأوضح أن المصفاة تقوم بتكرير النفط ومعالجته وتحويله إلى منتجات عالية الجودة باستخدام أحدث التقنيات في المجال وبمراعاة السلامة والصحة والبيئة، لافتاً إلى أن نسبة انخفاض انبعاثات الغازات الدفيئة وصلت إلى 41 بالمئة منذ بدء التشغيل.

وذكر أن أبرز منتجات المصفاة التي تعمل على قدرة تكريرية تصل إلى 230 ألف برميل هي الديزل والغاز البترولي المسال و(نافثا) ووقود الطائرات والفحم البترولي والكبريت التي تمثل جميعها «منتجات ذات طلب عالٍ في السوق العالمية».

وأكد اهتمام سلطنة عمان المتواصل بجذب الاستثمار النوعي للبلاد والإسهام في تعزيز سياسات التنويع الاقتصادي وتنويع مصادر الدخل إضافة إلى تنمية عدد كبير من المؤسسات الصغيرة والمتوسطة المحلية.

وأشار في هذا السياق إلى أن البنية الأساسية للمنطقة الاقتصادية الخاصة بالدقم أصبحت مكتملة للاستثمار مبيناً أهمية دورها المحوري والتمكيني للصناعات المتعددة في الشق السفلي والصناعات الثقيلة والبتروكيماويات واللوجستيات.

back to top