الحوثي يتعهد بالتصعيد في البحر الأحمر

ليندركينغ يبحث في الخليج عن حل لمعضلة اليمن
• بن مبارك يتعهد بشراكة إقليمية لاستعادة الدولة

نشر في 07-02-2024
آخر تحديث 06-02-2024 | 20:28
زعيم الحوثيين عبدالملك الحوثي يخاطب أتباعه عبر الفيديو في مسجد الشعب (الصالح) سابقاً في صنعاء أمس (رويترز)
زعيم الحوثيين عبدالملك الحوثي يخاطب أتباعه عبر الفيديو في مسجد الشعب (الصالح) سابقاً في صنعاء أمس (رويترز)

تعهد زعيم جماعة «أنصار الله» الحوثية اليمنية عبد الملك الحوثي أمس بمواصلة التصعيد في البحر الأحمر من خلال شن الهجمات على السفن حتى انتهاء الحرب في غزة.

وقال الحوثي في خطاب متلفز: «لا هيمنة ولا سلطة ولا قرار لأميركا علينا «، فيما «ترهب أميركا أكثر بلدان الأمة وأكثر زعمائها وأكثر جيوشها بكلمة تهديد أو وعيد»، مضيفاً أن «الأميركيين والبريطانيين هما أذرع أخطبوط الشر والظلم والطغيان اللوبي اليهودي ويعملون على أجندات لإضعاف العالم الإسلامي».

وفي خضم الضربات الأميركية ــ البريطانية والهجمات المستمرة في البحر الأحمر، استبق أمس المبعوث الأميركي إلى اليمن تيم ليندركينغ زيارته المرتقبة للخليج بالكشف عن استراتيجية جديدة لتقويض قدرات الحوثيين ومنعهم من الحصول على السلاح من إيران.

وأوضح ليندركينغ أن جولته الخليجية هدفها البحث مع الشركاء وقف هجمات الحوثيين على طرق الملاحة الدولية، وتأثيراتها على جهود السلام في اليمن، مبيناً أن الاستراتيجية الأميركية ‫تتضمن استمرار الضربات الجوية لإضعاف قدرتهم على مهاجمة السفن.

وقال ليندركينغ، لصحيفة نيويورك تايمز: «نتبع استراتيجية متعددة الجوانب لإعادة السيطرة على البحر الأحمر‬، تشمل أيضاً زيادة الجهود الدبلوماسية للضغط على ‫الحوثيين».

وأوضحت الخارجية الأميركية أن ليندركينغ سيناقش مع الشركاء بالخليج الحاجة الملحة للحد من التوترات الإقليمية، والخطوات اللازمة للتهدئة ومنع نشوب صراع إقليمي، والسبل الكفيلة لوقف هجمات الحوثيين، التي تقوض الملاحة بالبحر الأحمر والتقدم المحرز في عملية السلام باليمن.

وأكدت أن الولايات المتحدة تعمل بشكل وثيق مع شركائها لتجديد التركيز على تأمين سلام دائم في اليمن تحت رعاية الأمم المتحدة، ودعم كل الجهود في هذا الجانب، والتخفيف من الأزمات الإنسانية والاقتصادية المعقدة والمضرة باليمنيين.

وقبل زيارة ليندركينغ، رحب سفير واشنطن ستيفن فاجن بقرار رئيس مجلس القيادة اليمني رشاد العليمي، أمس الأول، بتعيين وزير الخارجية أحمد عوض بن مبارك، رئيسا للحكومة المعترف بها دولياً، خلفاً لمعين عبدالملك.

وعقب تعيينه، قال بن مبارك إن حكومته «ستعمل بروح الشراكة الإقليمية والدولية والحرص على أن يكون اليمن شريكا في إحلال السلام والأمن». وتابع: «سنعمل على تحقيق نتائج ملموسة مدركين ما يمر به الشعب اليمني من معاناة وما قدمه وما زال يقدمه من تضحيات في معركته لإنهاء الانقلاب واستعادة الدولة وانتصاره لقيم الجمهورية ومبادئها الوطنية الديموقراطية الأصيلة».

ميدانياً، أعلن المتحدث العسكري باسم الحوثيين يحيى سريع أمس «تنفيذ عمليتين بالبحر الأحمر، الأولى استهدفت بصورة دقيقة ومباشرة السفينتين الأميركية ستار ناسيا والبريطانية مورنينغ تايد».

ولاحقاً، تلقت هيئة عمليات التجارة البريطانية أمس تقريراً جديداً عن استهداف سفينة بضائع سائبة ترفع علم جزر مارشال أثناء عبورها على بعد 53 ميلاً بحرياً جنوب غرب عدن.

وقبل ذلك، أوضحت شركة «أمبري» أن السفينة البريطانية، التي ترفع علم باربادوس «تعرّضت لأضرار طفيفة على ميسرتها» على بُعد 57 ميلا بحريا من سواحل الحُديدة خلال هجوم «بمقذوف أُطلق من قارب صغير انفجر في مكان قريب منها».

وقالت القيادة الأميركية الوسطى (سنتكوم)، إنّها «شنّت ضربة دفاعاً عن النفس ضدّ زورقين مسيّرين محمّلين بالمتفجّرات رصدتهما بمناطق يسيطر عليها الحوثيون»، مبينة انها قرّرت تدميرهما بعدما خلصت إلى أنّهما يمثلان «تهديداً وشيكاً لسفن البحرية الأميركية والتجارية بالمنطقة».

كما شن الجيشان الأميركي والبريطاني لليوم الثاني على التوالي سلسلة غارات جوية على معقل الحوثيين في محافظة صعدة.

وشهدت جلسة لمجلس الأمن أمس الأول سجالاً بين مندوبي روسيا فاسيلي نيبينزيا والولايات المتحدة روبرت وود بشأن الضربات على الميليشيات الموالية لإيران باليمن وسورية والعراق.

واتهم نيبينزيا الولايات المتحدة بـ «خلق المزيد من المشاكل بالشرق الأوسط»، ووصف ضرباتها بأنها «غير قانونية وغير مسؤولة وتشكل تهديداً مباشراً للأمن الدولي».

ورد وود بأن ضرب الحوثيين والميليشيات الأخرى «يتماشى مع القانون الدولي، ولا تشكل انتهاكا لميثاق الأمم المتحدة». وتابع: «سنواصل الدفاع عن قواتنا، وسنستمر في محاسبة إيران وميليشياتها على أعمالهم المزعزعة للاستقرار»، مشيراً إلى 165 هجوما شنتها حتى الآن ضد الجنود الأميركيين.

في موازاة ذلك، دافعت رئيسة الوزراء الإيطالية جورجا ميلوني ووزير خارجيتها أنطونيو تاياني عن قيادة البعثة العسكرية الأوروبية المرتقبة بالبحر الأحمر، وتعهدا بالرد على أي استفزاز للحوثيين.

وقالت ميلوني، خلال زيارتها لليابان أمس الأول: «من مصلحتنا الاستراتيجية ضمان حرية الملاحة في البحر الأحمر، والمهمة الأوروبية ذات طبيعة دفاعية وهي مفيدة وضرورية».

ورد تاياني على تحذيرات القيادي في جماعة «أنصار الله» محمد الحوثي بمهاجمة إيطاليا ومصالحها إذا شاركت في العدوان على اليمن، بقوله: «تهديدات الحوثيين لا تخيفنا، ولو تعرضنا لهجوم فسنرد، ويجب أن يكون هذا واضحاً»، مشدداً على أن «إيطاليا تدافع عن حركة التجارة، ولا تهاجم أحداً ولا تريد أن يهاجمها أحد».

back to top