السعدون ما بين المبادئ والاستقرار

نشر في 02-02-2024
آخر تحديث 01-02-2024 | 18:47
 سلمان الجوعانه

تعود الشعب الكويتي في العقدين السابقين على الأزمات السياسية وتقلباتها وكثرة الأحداث وسرعتها وصعوبة تفسير بعضها واستخدامها تارة، وتارة أخرى في الانتقام السياسي، وشهدنا أشرس أنواع الحروب الإعلامية حتى وصلنا لقناعة بأن ما نراه في عالم الإعلام شيء وما «وراء الستار» عالم آخر، وتكونت لدينا خبرات ومناعة ضد كل ما يتداول للتشويه أو التلميع لأي شخصية أو رمز وطني أو قطب سياسي.

وأبرز هذه الشخصيات رئيس مجلس الأمة التاريخي الوطني والإصلاحي والمدافع عن الدستور ومواده «أحمد السعدون» الذي عاش الشعب الكويتي بعودته لرئاسة البرلمان أخيراً «فرحة التحرير» والنصر لكننا أيضاً نعلم أن «كرسي الرئاسة» هو الصخرة التي تتحطم عليها المبادئ والقناعات التي حطمت أخيراً مبادئ رئيس مجلس الأمة أحمد السعدون الذي رفض في آخر مجلسين عقد الجلسات بسبب عدم حضور الحكومة، وهو من كان ينادي بانعقادها إذا اكتمل النصاب بحضور النواب قبل عام تقريباً، والذي نراه تائهاً اليوم بين قناعته بمادتي الدستور (116) حالياً و(74) سابقاً بشأن صحة انعقاد الجلسات. ورغم انتقادي له واعتقادي بأن ما يحدث معه يسيء لصورته النمطية والذهنية ومكانته السياسية أمام الأجيال الحالية والقادمة فإنني أؤمن بأن السياسة «مراحل» ومحطات مختلفة، فلا بد أن تكون هناك محطات للانهزام أو الاستسلام أو التنازلات، كما أن هناك مراحل للنصر والإنجاز. وبلا شك فإن الشعب اليوم انقسم إلى فريقين في تفسير ما يحدث، فريق يرى أن هذا التنازل انقلاب على المبادئ واستسلام للواقع والضغوط ومغريات السلطة، وفريق آخر يرى تنازله موقفاً وتنازلاً تاريخياً من أجل الإصلاح والاستقرار والتهدئة والتعاون لإيجاد المواءمة السياسية من أجل الكويت.

ولأننا لا نعلم ما سبب هذا التنازل الكبير! ولأننا نجهل ما يدور خلف الستار! ولأننا نرى من زوايا مختلفة دعونا ننتظر لنعلم ما الذي جعل السعدون بين سندان المبادئ ومطرقة الاستقرار.

back to top