زبدة الهرج: هل يجب إلقاء القبض على الحرية؟

نشر في 02-02-2024
آخر تحديث 01-02-2024 | 18:43
 حمد الهزاع

قد يظن البعض عند قراءة العنوان أني أطالب أو أحرض على اعتقال الحرية وإلقائها في غياهب السجون، لا أبداً لأن للحرية مفاهيم عديدة وتفسيرات كثيرة وتعريفات مختلفة ومبادئ ذات قيم سامية، وقد سقط تحت لوائها ضحايا كثر من أجل الحصول عليها والفوز بها.

ولم تكن الحرية سابقاً بالمنظور الحالي فأصبحت أكثر تنظيما وتشريعا وقانونا وتطورا وانفتاحاً، وفي الوقت نفسه أصبحت تشكل خطراً في ظل المساحة الواسعة من الحوارات والتعليقات التي تتداول في مواقع التواصل الاجتماعي، بل إنها أحيانا أصبحت خارج نطاق السيطرة ولم يعد صوت الحرية ذلك الصوت الشجي المؤثر الذي يحرك الأحاسيس والعواطف بل استغل أصحاب النفوس الضعيفة جمال الحرية ورونقها وحسنها واختطفوها وأجبروها على خلع رداء الحياء لتكون عبدةً لأهوائهم ونزواتهم.

فاستخدموا الألفاظ النابية في حواراتهم، وكالوا الشتائم والسب والقذف لمن يخالفهم الرأي، وأساؤوا الأدب للآخرين بالتقليل من شأنهم والتعرض الى أسرهم وأصولهم وطوائفهم، بل وصل الأمر بهم أن يكشفوا ستر غرف نوم الآمنين لاستباحة حرماتهم والطعن في أعراضهم، كل هذا الفُجور والانحدار الأخلاقي مغلف بغلاف اسمه الحرية. هكذا يصبح الوضع عندما تمنح مساحة من الحرية لأشخاص لا يستحقونها فتجدهم يتجاوزون كل الخطوط الحمراء والأعراف والعادات، ويقدمون جرأة فاحشة في الطرح، ويشعلون النيران في كل مكان لتصبح فوضى عارمة في المجتمع تشبه فوضى ازدحام السيارات عند تقاطع طريق تعطلت إشاراته.

ثم أما بعد:

لا أعلم كيف يطالب البعض بمزيد من الحريات وهم يرون السيطرة على عيار مواقع التواصل الاجتماعي «فالتا»، إلا إذا تم تغليظ العقوبة وتشديدها لردع المتجاوزين وذلك للحفاظ على كرامات الناس والسلم المجتمعي.

back to top