الحملات الانتخابية تشغل رئيس الوزراء الهندي

نشر في 23-11-2022
آخر تحديث 22-11-2022 | 19:17
 ذي دبلومات وحدها الحملات الانتخابية تشغل رئيس الوزراء الهندي، ناريندرا مودي، في هذه الأيام، فرغم وجوده في السلطة منذ ثماني سنوات وغياب أي تهديد عليه من المعارضة المنقسمة، هو ينشغل بالحملات الانتخابية الخاصة بمجالس الولايات على مر السنة.

لا يتخذ مودي أي خطوة من دون التفكير بالكاميرات التي تصوّره، عندما انهار جسر معلّق حديثاً في مدينة «موربي»، في ولاية «غوجارات»، ومات أكثر من 140 شخصاً بسبب إهمال السلطات البلدية، زار مودي المنطقة وسط تغطية إعلامية واسعة وقابل المصابين أمام وهج الكاميرات التلفزيونية.

هذه التصرفات الاستعراضية جعلت مودي يتعرّض للانتقادات، فقال زعيم «حزب المؤتمر» الجديد، ماليكارجون خارجي، إن مودي معتاد على افتتاح أصغر المشاريع وتلقي الإشادة عليها: «هو يتجول في أنحاء البلد لافتتاح كل واحد من تلك القطارات»، في إشارة إلى سلسلة افتتاحات شارك فيها مودي للقطارات السريعة «فاندي بهارات» في جميع المناطق، وذكر خارجي أنه افتتح بنفسه 27 قطاراً مماثلاً حين كان وزير سكك الحديد في حكومة «التحالف التقدمي المتّحد» بقيادة «حزب المؤتمر»، لكنه لم يحصد الإشادة على ما فعله يوماً.

كذلك، انتقد خارجي رئيس الوزراء لأنه يلهي الناس عن المسائل التي تحمل أهمية وطنية حقيقية بحِيَله المستمرة: «كل يوم يرتفع مستوى التضخم، وتتراجع قيمة الروبية، وتتوسع مشكلة البطالة». هو يدعو مودي إلى العمل على تخفيف هذه المشاكل.

في غضون ذلك، بدأ مودي منذ الآن يُركّز على الانتخابات المرتقبة في السنة المقبلة في ولايتَي «تيلانغانا» و«كارناتاكا» الجنوبيتَين.



في 11 نوفمبر زار مودي عاصمة «كارناتاكا»، «بنغالورو»، وافتتح المحطة الثانية من مطارها الدولي، فكشف النقاب هناك عن «تمثال الازدهار»، وهو عبارة عن تمثال طوله 108 أقدام لمؤسس مدينة «نادابرابو كيمبيغودا» في «بنغالورو». وفي اليوم نفسه، افتتح قطارَين في محطة سكك الحديد «كي إس آر»، وتهدف هذه الخطوة في الأساس إلى إثارة إعجاب مناصريه الهندوس، وفي «تيلانغانا»، حيث يسعى «حزب بهاراتيا جاناتا» إلى ترسيخ مكانته، افتتح مودي مصنع أسمدة في «راماغندام».

من الواضح أن انشغال مودي بالفوز في الانتخابات يتفوق على أي مسائل أخرى، لإرضاء ناخبيه الهندوس في «غوجارات»، وافقت الحكومة الهندية على إطلاق سراح 11 رجلاً مُداناً باغتصاب بلقيس بانو، المرأة المسلمة التي وقعت ضحية أعمال الشغب في «غوجارات»، عام 2002، حين كان مودي رئيس وزراء الولاية.

نَسَف مودي أي معارضة محتملة داخل «حزب بهاراتيا جاناتا» وهمّش كبار القادة، بما في ذلك مرشده الخاص لال كريشنا أدفاني. نتيجةً لذلك، أصبحت سيطرة مودي على الحزب كاملة، وباستثناء أسماء مثل رئيس وزراء ولاية «أوتار براديش»، يوغي أديتياناث، يخضع جميع رؤساء حكومات الولايات التابعين للحزب الحاكم لمودي، بمن في ذلك زعماء محليون أقوياء مثل شيفراج سينغ تشوهان من ولاية «ماديا براديش».

مودي هو ضامن الأصوات الأساسي لحزب «بهاراتيا جاناتا»، لهذا السبب، ينشغل رئيس الحكومة بانتخابات مجالس الولايات أكثر من جميع المسائل الأخرى، فليس مفاجئاً إذاً أن يدعو مودي الناخبين إلى عدم الاهتمام بهوية رئيس وزراء الولاية أو المرشّح عن الحزب، بل الاكتفاء بالتركيز عليه عند التصويت. قال مودي خلال تجمّع انتخابي في «هيماشال»: «لا داعي كي تتذكروا مرشّح «حزب بهاراتيا جاناتا»... يشير رمز زهرة اللوتس إلى الحزب ويعني أن مودي جاء إليكم».

تعليقاً على هذا الوضع، صرّح المحلل السياسي والمؤرخ أديتيا موخيرجي لصحيفة «ذا دبلومات»: «لم يسبق أن خاض أي رئيس وزراء الحملات الانتخابية بهذا الشكل الهوسي، حيث يستعمل مودي المؤسسات الديموقراطية لتخريب الديموقراطية».

* كافيتا شودري

back to top