مجلس معاد للشعب الكويتي؟

نشر في 23-11-2022
آخر تحديث 22-11-2022 | 19:12
 د. عبدالمحسن حمادة خير وصف يوصف به بعض أعضاء هذا المجلس أنهم أعداء للشعب الكويتي، فما يتقدم به بعض أعضاء هذا المجلس من مقترحات شعبوية غير مدروسة، ويدعون أنهم يهدفون إلى خدمة الشعب الكويتي، هي في الحقيقة ضارة بمستقبل الدولة، وعلينا أن نتساءل: من الشعب الكويتي الذي يزعم هؤلاء النواب أنهم يعملون على خدمته ومساعدته؟

مفهوم الشعب من وجهة نظر هؤلاء النواب ينحصر في محموع الناخبين الذين زاروهم في دواوينهم وانتخبوهم، فهم يشعرون بفضل هؤلاء الناخبين عليهم، لأنهم أوصلوهم إلى كرسي النيابة، ومن ثم أصبحوا أصحاب نفوذ وشهرة ووجاهة، لذلك يتقدم هؤلاء النواب بتلك المقترحات الشعبوية لإرضاء ناخبيهم، حتى لو كان تنفيذها يهدد أمن الدولة المالي والسياسي والاجتماعي.

ويبدو أن مثل هؤلاء النواب لا يكترثون بمستقبل الدولة، لأن اهتمامهم منحصر فقط في مصالحهم الخاصة، ويفكرون في إعادة انتخابهم مرات قادمة، حتى لو كان ذلك ضاراً بمستقبل الدولة، ومثل هؤلاء الأعضاء يمثلون فكراً أنانياً انتهازياً خطيراً، ويهدم الدولة ولا يساهم في بنائها.



وإذا أردنا أن نثبت خطر هؤلاء الأعضاء على الدولة فعلينا أن نوضح للقارئ الكريم المفهوم الحقيقي للشعب الكويتي، الشعب الكويتي هو الشعب الذي عاش على هذه الأرض منذ تأسيسها، وأحبها وأخلص لها، ولم يفكر في النزوح منها بالرغم من الظروف الصعبة والقاسية التي كانت تواجه سكان الكويت في تلك الحقبة، فهؤلاء المواطنون لهم حقوق على الأجيال الحاضرة يجب مراعاتها.

وأيضاً الشعب الكويتي هو الجيل الحاضر بكل أطيافه، فيجب دراسة مشاكله ومعاناته، ونسارع في معالجتها، والشعب الكويتي أيضاً يتمثل بالأجيال القادمة، فالجيل القادم له حقوق في هذه الدولة يجب مراعاتها وعدم الاعتداء عليها، وعلينا أن نفتخر ونعتز بموقف الحكومة الكويتية قبل ستين عاماً التي أسست صندوق الأجيال القادمة، وشرعت القوانين الضامنة لنجاح هذا المشروع، وكذلك يجب توجيه الشكر لأعضاء مجلس الأمة الذين رحبوا بذلك المشروع وأيدوه، وكذلك الشكر موصول للشعب الكويتي الذي أيد المشروع، وغرفة التجارة وجمعيات النفع العام التي أجرت الدراسات القيمة وبرهنت على أهمية المشروع.

ومن المقترحات الضارة التي يتقدم بها بعض أعضاء هذا المجلس ويستدل منها على أنهم أعداء للشعب الكويتي ولا تهمهم مصالحه، مطالبتهم بإلغاء الجهاز المركزي الذي اهتم بمعالجة أوضاع المقيمين في الكويت بصورة غير قانونية، وما توصل إليه من آراء قيمة حول تلك الفئة.

لقد أبلى هذا الجهاز بلاء حسناً في معالجة تلك القضية، حيث كشفت الدراسات التي أجراها الجهاز كذب أولئك المدعين، وكشف جوازاتهم التي دخلوا بها إلى الكويت، وأن كثيراً منهم مجرمون وأصحاب سوابق، وأمثال هؤلاء يطالب بعض أعضاء المجلس بمنحهم الجنسية الكويتية، ولا شك أن موقف هؤلاء الأعضاء يمثل اعتداء على الهوية الوطنية التي يجب أن نعتز بها ونحافظ عليها، فكيف نحمي الوطن من شرور هؤلاء الأعضاء الذين يجاهرون في التفريط بهويتنا الوطنية، ومنح الجنسية لمن لا يستحقها؟!

back to top