«حماس» منفتحة على «صفقة باريس» ومساعٍ لهدنة رمضانية

كاميرون: ندرس الاعتراف بدولة فلسطينية
• «مستعربون» يقتلون 3 في مستشفى جنين

نشر في 31-01-2024
آخر تحديث 30-01-2024 | 19:59
نازحون يغادرون خان يونس باتجاه رفح جنوب غزة أمس (رويترز)
نازحون يغادرون خان يونس باتجاه رفح جنوب غزة أمس (رويترز)
أبدت «حماس» انفتاحها على قبول صفقة مرحلية طرحت على طاولة رباعية في العاصمة باريس أخيراً لتبادل الأسرى، وإنهاء الحرب الانتقامية التي تشنها إسرائيل على غزة منذ 116 يوماً، في حين هدّد وزير الأمن الإسرائيلي إيتمار بن غفير بنسف حكومة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في حال قبوله باتفاق «متهور» مع الحركة الفلسطينية.

في وقت تضغط إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن لاحتواء تداعيات الحرب الإسرائيلية الانتقامية على القطاع الفلسطيني، التي دخلت يومها الـ116، وسط معارك برية وقصف جوي وبحري أوقع العشرات من القتلى والجرحى، أكد رئيس المكتب السياسي لـ«حماس» إسماعيل هنية أن الرد على مقترح بشأن صفقة تمت مناقشتها خلال اجتماع رباعي في العاصمة الفرنسية باريس أخيراً سيكون على قاعدة أن الأولوية هي وقف الحرب على غزة، وانسحاب القوات الإسرائيلية كلياً إلى خارج القطاع.

ونقل بيان لـ«حماس» عن هنية قوله، إن الحركة تسلمت مقترح اجتماع في باريس، وإنها بصدد دراسته وتقديم ردها عليه، وشدد على أن الحركة منفتحة على مناقشة أي مبادرات جدية وعملية، «بشرط أن تفضي إلى وقف الحرب وتأمين النازحين». وأضاف أن «حماس» تلقت دعوة لزيارة القاهرة لدراسة مقترح اجتماع باريس، الذي ضم قادة أجهزة استخبارات من الولايات المتحدة وإسرائيل ومصر، إضافة إلى رئيس وزراء قطر محمد بن عبدالرحمن، وأن الحركة تقدر موقف مصر الرافض لأي وجود للجيش الإسرائيلي في «محور فيلادلفيا» على الحدود الفلسطينية - المصرية.

وكان مصدر فلسطيني مطلع، قال بعد مشاركة طرفي القتال، بشكل غير مباشر، في المفاوضات التي استضافتها باريس الأحد الماضي، إن المفاوضات قطعت أشواطاً مهمة، وإن هناك توافقاً على تفاصيل المرحلة الأولى من صفقة تبادل محتجزين ووقف مؤقت لإطلاق النار، مشيراً إلى أن المفاوضات وصلت إلى بحث مسألة اليوم التالي للحرب الإسرائيلية على غزة، والجهة التي ستدير القطاع الذي خضع لسيطرة «حماس» منذ 2007.

الدوحة وواشنطن

وجاء حديث «حماس» عن الانفتاح المشروط على المبادرة بعد ساعات من إعلان رئيس الوزراء القطري، عقب لقاءات مع مسؤولين أميركيين وإسرائيليين ومصريين، أن هناك تقدماً في المفاوضات للتوصل إلى صفقة لتبادل الأسرى، مشدداً على أنها الفرصة الوحيدة المتاحة لتهدئة الوضع في غزة، حيث تسببت الحرب في مقتل 26 ألفاً و751 شخصاً، وإصابة 65 ألفاً و636 منذ 7 أكتوبر الماضي.

وأوضح بن عبدالرحمن، في تصريحات أدلى بها من واشنطن عقب محادثات مع وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، «أعتقد في الوقت الحالي أن بإمكاني القول إن التقدم الذي حققناه في الأسبوعين الماضيين يجعلنا في موقع أفضل مما كنا عليه قبل أسابيع. رأينا أن العملية برمتها كانت تعمل بشكل جيد في نوفمبر، مما أدى إلى الإفراج عن 109 رهائن. للأسف انهارت هذه العملية في ذلك الوقت. وزادت حدة الحرب مما أدى إلى جعل الوضع أكثر تعقيداً».

وأشار إلى أنه يجب التركيز على إحلال الهدوء في غزة، باعتباره أمراً أساسياً في طريق خفض التصعيد بالمنطقة، في ظل تنامي المخاوف من اندلاع حرب شاملة على الحدود اللبنانية بين إسرائيل و«حزب الله» أو انجرار الولايات المتحدة إلى مواجهة شاملة مع «أنصار الله» الحوثية في اليمن أو حتى الصدام المباشر مع إيران.

من جهته، شدد بلينكن على أن قطر تقوم بدور مهم في الوساطة، مبيناً أنه ناقش الجهود المستمرة لإطلاق سراح الأسرى والتوصل إلى هدنة موسعة، واعتبر أن الاقتراح المطروح بشأن صفقة تبادل مرحلية «قوي ومقنع»، وتحدث عن توافق كبير بين الدول المعنية على قوته.

ووصف وزير الخارجية الأميركي الوضع الراهن في منطقة الشرق الأوسط بأنه خطير للغاية، مشيراً إلى أن المنطقة لم تشهد أوضاعاً بهذه الخطورة منذ عام 1973.

تفاؤل ووعيد

على الجهة المقابلة، عقد مجلس الحرب جلسة، ليل الاثنين، لمناقشة تفاصيل الصفقة المحتملة عقب عودة رئيس «الموساد» ديفيد برنيع من اجتماع باريس.

وذكرت صحيفة هآرتس أن الاقتراح يتضمن إطلاق سراح 35 محتجزاً إسرائيلياً مقابل وقف القتال في قطاع غزة لمدة 6 أسابيع، وتحرير آلاف الأسرى الفلسطينيين، على أن تشمل مجموعة الرهائن النساء والرجال الأكبر سنا، والمرضى أو المصابين.

وسارع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى نفي صحة التقارير عن صفقة الأسرى التي تحتوي على شروط غير مقبولة، مؤكداً أنه لن يسمح بـ»الإفراج عن آلاف الإرهابيين» ولن يوقف الحرب قبل تحقيق أهدافها المتمثلة بالقضاء على «حماس». وفيما شدد وزير الدفاع يوآف غالانت على أن الدولة العبرية ستحكم غزة بعد الحرب «عسكرياً» وليس مدنياً، هدد وزير الأمن القومي المتطرف إيتمار بن غفير بإسقاط الحكومة إذا تم التوصل إلى «اتفاق متهور» مع «حماس»، وفي حين صدرت انتقادات كثيرة من التيار اليميني المتشدد للتفاصيل التي تم الحديث عنها للصفقة، أكد زعيم المعارضة يائير لابيد أنه سيعطي الحكومة غطاء للمضي بصفقة التبادل التي تشمل الموافقة على تجميد طويل للحرب قد يمهد لوقف شامل لإطلاق النار.

وفي تحرك منفصل، أفادت مصادر، لـ«سكاي نيوز عربية»، بأن هناك مساعي مصرية قطرية لإبرام صفقة تبادل محدودة وهدنة إنسانية خلال شهر رمضان، في غزة، بالتوازي مع الجهود الجارية لإبرام صفقة شاملة.

تفكير بريطاني

في غضون ذلك، قال وزير الخارجية البريطاني ديفيد كاميرون، إن بلاده «تدرس الاعتراف رسمياً» بالدولة الفلسطينية، مؤكداً أنه «يجب منح الفلسطينيين أفقاً سياسياً لتشجيع السلام في الشرق الأوسط».

وأضاف كاميرون أن المملكة المتحدة «تتحمل مسؤولية تحديد الشكل الذي ستبدو عليه الدولة الفلسطينية»، لافتاً إلى أنه «سيتم النظر مع الحلفاء» في مسألة الاعتراف بالدولة الفلسطينية، بما في ذلك في الأمم المتحدة.

واقترح أن بريطانيا «يمكن أن تمنح اعترافاً دبلوماسياً رسمياً بالدولة الفلسطينية، ليس كجزء من اتفاق سلام نهائي، ولكن في وقت مبكر، خلال المفاوضات نفسها»، ضمن أمور تساعد على عدم التراجع عن العملية التي يرفض قادة الدولة العبرية الانخراط بها، ورأى أن الـ«30» عاماً الماضية كانت «قصة فشل» لإسرائيل.

معارك واغتيال

ميدانياً، اندلعت عدة معارك عنيفة بين الجيش الإسرائيلي و«حماس» على محاور بشمال وجنوب القطاع، حيث قتل أكثر من 215 فلسطينياً خلال 24 ساعة. وأفيد بعودة القتال إلى غرب مدينة غزة، عاصمة القطاع، الذي يحمل الاسم نفسه، بينما تركزت أعنف المعارك حول مدينة خان يونس قرب الحدود المصرية.

وفي الضفة الغربية المحتلة، قتلت وحدة خاصة من قوات «المستعربين» الإسرائيلية ثلاثة من عناصر «سرايا القدس»، الجناح العسكري لـ«الجهاد»، بعد تسلل قوات متنكرة بأسلحة مزودة بكواتم صوت إلى داخل مستشفى في جنين، بينما توعدت الحركة الفلسطينية بالرد على جريمة الاغتيال التي طالت أحد كوادرها خلال تلقيه العلاج.

في غضون ذلك، عقد الأمين العام أنطونيو غوتيريش اجتماعاً مع كبار مانحي «أونروا»، لبحث أزمة تعليق العديد من الدول الغربية تمويلها لمنظمة «أونروا» المعنية بغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين، بعد أن اتهمت إسرائيل 12 من موظفيها الإقليميين، البالغ عددهم 30 ألفاً، بالتورط في هجوم «طوفان الأقصى».

back to top