الأمير إلى السعودية في زيارة الدولة

محمد الصباح نائباً لصاحب السمو بعد أدائه القسم من كرسي رئيس مجلس الأمة
• اليوسف رئيساً للوزراء بالإنابة: محاربة الفساد بالحزم ولا أحد فوق القانون
• الحكومة أدت اليمين وتدشن مهامها البرلمانية استعداداً لجلسة الثلاثاء المقبل

نشر في 30-01-2024
آخر تحديث 29-01-2024 | 19:20

مع توجه سمو أمير البلاد الشيخ مشعل الأحمد اليوم إلى السعودية، في زيارة الدولة، هي الأولى لسموه بعد توليه مسند الإمارة حيث سيجري مع القيادة السعودية مباحثات تهدف إلى تعزيز العلاقات الوثيقة بين البلدين الشقيقين، سيمارس رئيس الوزراء سمو الشيخ محمد الصباح مهامه نائباً للأمير، بعدما أدى سموه، أمس، اليمين الدستورية من منصة الرئاسة في جلسة خاصة بمجلس الأمة، عملاً بنص المادة 63 من الدستور.

وبينما أدى سمو رئيس الوزراء اليمين الدستورية رئيساً للحكومة في الجلسة ذاتها، أدى الوزراء من غير الأعضاء اليمين، عملاً بنص المادة 91 من الدستور، لتتمكن الحكومة بذلك من ممارسة أعمالها البرلمانية، استعداداً للجلسة العادية المقررة الثلاثاء المقبل.

وبممارسة سموه مهام نائب الأمير، سيشغل نائب رئيس الوزراء وزير الدفاع وزير الداخلية بالوكالة الشيخ فهد اليوسف، منصب رئيس الوزراء بالإنابة، حتى عودة صاحب السمو، بسلامة الله، إلى أرض الوطن.

اقرأ أيضا

وعقب تلاوة المراسيم والأوامر الأميرية الخاصة بتشكيل الوزارة واستقالة سابقتها، ثم تأدية الحكومة اليمين الدستورية، قال رئيس مجلس الأمة أحمد السعدون إن «هذا الجزء من الجلسة مخصص لقسم سمو نائب الأمير، وحاولنا أن نعود إلى السوابق، وهناك 6 سوابق لم تكن متماثلة، ولذلك وضعنا سابقة اليوم (أمس) بأن يقسم نائب الأمير من على المنصة وفي موقع الرئيس، حتى يمكن أن نستمر على هذا الأمر فيما بعد».

من جانبه، شدد اليوسف، في أول تصريح له عقب أدائه اليمين، على ترجمة التوجيهات السامية للعهد الجديد بأن لا أحد فوق القانون، مع ضرورة استكمال مسيرة الإصلاح ومحاربة الفساد بالحزم والمحاسبة.

وفي تفاصيل الخبر:

في أول زيارة رسمية له خارج البلاد منذ توليه مقاليد الحكم، يتوجه صاحب السمو أمير البلاد الشيخ مشعل الأحمد، اليوم، إلى المملكة العربية السعودية الشقيقة، في زيارة الدولة، يجري خلالها مع القيادة السعودية مباحثات تهدف إلى تعزيز العلاقات الوثيقة بين البلدين الشقيقين.

وتعكس زيارة سمو الأمير الحرص المتبادل لدى قيادتي البلدين الشقيقين على التواصل والتشاور المستمر حول مجمل القضايا استكمالاً لنهج متأصل لدى البلدين للدفع قدماً بتلك العلاقات نحو آفاق أرحب.

ويرتبط البلدان الشقيقان بعلاقات متجذرة تجاوزت أبعاد العلاقات الرسمية بين الدول إلى مفهوم الأخوّة والمصاهرة، إذ تربط بينهما أواصر النسب والجوار والتاريخ والمصير المشترك، إلى جانب التنسيق حيال القضايا الإقليمية والدولية، تأكيداً للتعاون الوثيق الذي رسخته قيادتا البلدين عبر الزمن ورؤيتهما الواعدة.

التعاون الاقتصادي يشمل التنسيق بشأن سياسة البلدين النفطية لتعزيز الاستقرار في الأسواق

وتعاقبت الزيارات المتبادلة في السنوات الأخيرة بين قيادتي البلدين، إذ زار سمو الأمير الشيخ مشعل الأحمد المملكة في الأول من يونيو 2021 حينما كان ولياً للعهد، ثم زارها في 25 أكتوبر عام 2021 لحضور قمة مبادرة الشرق الأوسط الأخضر في مدينة الرياض وأعقبها بزيارة في 14 ديسمبر لترؤس وفد الكويت في اجتماع الدورة الـ 42 للمجلس الأعلى لمجلس التعاون الخليجي.

وفي 16 يوليو عام 2022 زار سموه المملكة وألقى كلمة الكويت في قمة جدة للأمن والتنمية، ثم زارها في الثامن من ديسمبر لحضور الدورة الـ 43 للمجلس الأعلى لمجلس التعاون الخليجي، والقمة الخليجية - الصينية، والقمة العربية - الصينية التي أقيمت في الرياض.

وفي 19 مايو عام 2023 زار سموه المملكة لترؤس وفد الكويت في القمة العربية، التي عقدت في مدينة جدة، كما زارها في 19 يوليو للمشاركة في اللقاء التشاوري الـ 18 لقادة دول مجلس التعاون الخليجي العربية والقمة الخليجية مع دول آسيا الوسطى.

وفي 20 أكتوبر عام 2023 زار سمو الشيخ مشعل الأحمد المملكة لترؤس وفد الكويت في القمة الخليجية مع رابطة آسيان التي أقيمت في مدينة الرياض، كما زارها في 11 نوفمبر الماضي، حيث ترأس وفد الكويت في القمة العربية الإسلامية المشتركة، التي عقدت في الرياض.

وكان الأمير الراحل الشيخ نواف الأحمد قد زار المملكة في يناير 2021 لترؤس وفد الكويت في اجتماع مجلس التعاون الخليجي، سبقتها زيارة لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز إلى الكويت في ديسمبر عام 2016.

العلاقات الكويتية - السعودية نموذج استثنائي وفريد يستند على وشائج القربى والأخوّة والمصير المشترك

وفي موازاة ذلك، تبادل المسؤولون في البلدين الزيارات الأخوية للتنسيق المشترك بشأن مختلف القضايا، حيث زار وزير الخارجية السابق الشيخ سالم الصباح الرياض في يونيو 2022 كما زار وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان الكويت في فبراير عام 2023 فيما زار نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع السابق الشيخ أحمد الفهد المملكة في أكتوبر الماضي.

وكان رئيس مجلس الوزراء السابق سمو الشيخ أحمد نواف الأحمد قد زار المملكة في سبتمبر 2022 في أول زيارة خارجية له منذ توليه منصبه تأكيداً على أهمية المملكة للكويت ومتانة علاقاتهما.

السعودية وتحرير الكويت

وتجسدت الروابط الأخوية التاريخية بين البلدين الشقيقين في أبهى صورها في الموقف السعودي المساند لدولة الكويت والمدافع عن شرعيتها واستقلالها أثناء الغزو العراقي عام 1990 واستقبال المملكة للقيادة السياسية والحكومة وللشعب على أراضيها وتقديم المساعدة بكل أشكالها ومساهمتها الفاعلة في تأسيس تحالف الدول المشاركة بتحرير الكويت من الاحتلال العراقي.

ولم تأل الكويت جهداً في تأييد السعودية في كل الصعد والتضامن التام معها في كل ما تتخذه من إجراءات للحفاظ على أمنها واستقرارها انطلاقاً من الروابط التاريخية الوثيقة ووحدة المصير وإيمانها التام بأن أمن المملكة واستقرارها جزء لا يتجزأ من أمن الكويت.

مجالات التعاون

وتعززت العلاقات الأخوية باتفاقيات عدة في مختلف المجالات منها الإعلامية والثقافية والاقتصادية وخدمات النقل الجوي والعمل على تسهيل التنقل لمواطني البلدين وانسياب البضائع التجارية عبر الحدود إضافة إلى مذكرات تفاهم للتعاون في مجالات عدة والتي كانت تسبقها دائما اجتماعات تنسيقية وتشاورية بين الجانبين إضافة إلى مشاركة البلدين في الفعاليات المشتركة.

ويشمل التعاون بين الكويت والمملكة المجال الاقتصادي لاسيما التنسيق فيما يتعلق بسياسة البلدين النفطية لتعزيز الاستقرار في الأسواق النفطية باعتبارهما من أكبر المنتجين للنفط في العالم كما أن الاتفاقيات الاقتصادية الموقعة بين البلدين ضمن إطار مجلس التعاون الخليجي أدت إلى نمو ورواج حركة الواردات بينهما بمعدلات شبه مستقرة.

حقل الدرة

وفي 11 ديسمبر من عام 2022 وقعت الكويت والسعودية مذكرة تفاهم لتطوير حقل الدرة تهدف إلى إنتاج الغاز غير المصاحب بكميات إجمالية تعادل نحو مليار قدم مكعبة قياس من الغاز يوميا و84 ألف برميل يوميا من الغاز المسال.

وفي 26 سبتمبر عام 2023 أعلن مجلس الوزراء السعودي الموافقة على اتفاقية بين حكومتي البلدين الشقيقين بشأن مشروع الربط السككي بين البلدين، وهناك تعاون كويتي - سعودي في مجال النقل والمواصلات، إذ وقعت شركة الخطوط الجوية الكويتية في 14 مايو عام 2023 اتفاقية الرمز المشترك مع الخطوط الجوية العربية السعودية بهدف تعزيز الشراكة الثنائية والاتفاق على التوسع بجميع أنواع التعاون بين الجانبين وتقديم خدمات أكثر تنافسية وفعالية من حيث التكلفة وتعزيز العلاقة التجارية.

الكويت لم تأل جهداً في تأييد السعودية بكل ما تتخذه من إجراءات للحفاظ على أمنها واستقرارها

وعلى الصعيد البرلماني فإن التعاون بين مجلسي الأمة الكويتي والشورى السعودي متنامٍ على الدوام عبر لجنة الصداقة المشتركة وتبادل الزيارات والتنسيق المستمر في المحافل الدولية بشأن مجمل القضايا الإقليمية والعربية والدولية.

وفي مايو عام 2023 زار وفد سعودي الكويت للتعاون والتنسيق وتبادل الخبرات والتصدي لكل أنواع التهريب والتسلل عبر المنافذ الحدودية المشتركة بما يحقق الأمن والاستقرار للبلدين.

تعاون سياحي وديني

وفي مجال التعاون السياحي والديني زار وفد من الهيئة السعودية للسياحة الكويت في سبتمبر عام 2022 للترويج للوجهات السياحية في المملكة وبحث فرص التعاون والعمل المشترك فيما شغلت الكويت 75 رحلة في يونيو 2023 خلال موسم الحج لنقل تسعة آلاف حاج إلى بيت الله الحرام عبر خمس شركات طيران كويتية وسعودية.

ودائماً مثّلت العلاقات الكويتية - السعودية نموذجا استثنائيا وفريدا للعلاقات المبنية على أسس صلبة ترتكز على الروابط الأخوية التاريخية بين القيادتين والشعبين الشقيقين ووشائج القربى والمودة والمصير المشترك.

back to top