واشنطن تعزز قواعدها في سورية والحوثيون يسعون لمواجهتها براً

6 هجمات على قواعد أميركية
• سفينة بريطانية تصد مسيَّرة في البحر الأحمر

نشر في 29-01-2024
آخر تحديث 28-01-2024 | 19:55
تدريب لوحدة مكافحة الدروع التابعة للحوثيين بصنعاء أمس الأول (أ ف ب)
تدريب لوحدة مكافحة الدروع التابعة للحوثيين بصنعاء أمس الأول (أ ف ب)

وسط تقارير عن انسحاب أميركي وشيك من سورية والعراق، عززت الولايات المتحدة وجودها العسكري في سورية، في مؤشر على عدم نيتها الانسحاب منها، غداة بدء مفاوضات مع العراق حول مصير التحالف الدولي ضد «داعش».

وأفادت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) بأن القوات الأميركية كثفت عمليات دعم قواعدها بسورية وأدخلت خلال الساعات الماضية عشرات الآليات المحملة بالأسلحة والذخائر والمواد اللوجستية إليها.

وأكدت «سانا» أن «رتلاً للاحتلال الأميركي مؤلفاً من 75 آلية معظمها برادات مغلقة وحاملات ضخمة لنقل الحمولات الكبيرة دخل الأراضي السورية عبر معبر الوليد غير الشرعي قادماً من قواعده في الأراضي العراقية، واتجه إلى قاعدة الاحتلال في مطار خراب الجير بريف اليعربية لتجميعها وتوزيعها إلى قواعد الحسكة».

ووفق الوكالة، «كانت قوات الاحتلال الأميركي أدخلت في 15 الجاري أسلحة وذخائر ومواد لوجستية إلى قواعدها بريف الحسكة».

فوضى البحر الأحمر تشعل سجالاً حول قدرات البحرية البريطانية

وأكد مدير المرصد السوري رامي عبدالرحمن لـ «العربية» أن القوات الأميركية تعزز انتشارها على الأراضي السورية»، معتبراً أن الترويج لانسحاب أميركي وشيك من سورية يناسب «3 أطراف هي تركيا وروسيا وإيران من أجل الضغط على قوات سورية الديموقراطية (قسد)» الكردية.

وصرح مدير المركز الكردي للدراسات الذي يراقب الوضع في سورية عن كثب، نواف خليل لـ «العربية» أن «واشنطن أعادت تموضع قواتها وعززت وجودها في المنطقة بعد 7 أكتوبر من خلال بناء قواعد جديدة وإرسال المزيد من الأسلحة»، لافتاً إلى أنها «بدأت السبت، بالمرحلة الثالثة من عملية عسكرية داخل مخيم الهول الذي يضم الآلاف من زوجات مقاتلي داعش، ما يؤكد عدم حصول أي تغيير على أرض الواقع رغم الحديث عن الانسحاب».

6 قواعد

إلى ذلك، أعلن ائتلاف «المقاومة الإسلامية في العراق» الذي يضم عدة فصائل مسلحة في مقدمها كتائب «حزب الله العراقية» و»حركة النجباء» أن مقاتليها هاجموا بالطائرات المسيّرة والرشقات الصاروخية قواعد القوات الأميركية في أربيل بكردستان والشدادي والركبان والتنف وخربة عدنان وكونيكو بسورية ومنشأة «زفولون» البحرية الاسرائيلية.

وقالت الفصائل الموالية لإيران، في بيان، «تؤكد المقاومة الإسلامية استمرارها في دك معاقل الأعداء لمقاومة قوات الاحتلال الأميركي في العراق والمنطقة، ورداً على مجازر الكيان الصهيوني بحق أهلنا في غزة».

وتبنى الاتئلاف الموالي لإيران أكثر من 150 هجوماً على القوات الأميركية في سورية والعراق منذ 7 أكتوبر 2023.

في موازاة ذلك، أعلن وزير الداخلية العراقي عبدالأمير الشمري أمس، إنجاز إقامة الجدار «الكونكريتي» على الشريط الحدودي مع سورية لمنع عمليات التهريب ومكافحة تنظيم داعش.

وأشاد الشمري خلال مراسم احتفال في منطقة الباغوز بجهود قيادة قوات الحدود، لكونها خط الدفاع الأول عن العراق.

الحوثيون

في اليمن، اعتبر عضو المكتب السياسي لجماعة أنصار الله الحوثية، محمد البخيتي، في تصريح تلفزيوني لقناة الميادين المقربة من طهران أمس، أن أي عملية برية للقوات الأميركية والبريطانية على الأرض اليمنية ستكون أمراً جيداً بالنسبة لقواته، وستكون فرصة لتوسيع دائرة الأهداف.

في المقابل، تعهد وزير البحرية الأميركية كارلوس ديل تورو بمواصلة حماية السفن وشن الضربات على مواقع الحوثيين، مشيراً إلى أن مدة العملية تعتمد على إجراءات إيران التي تقدم المساعدة لهم.

من ناحيته، أكد وزير الخارجية الإيراني حسين عبداللهيان أن «استقرار الأمن بالشرق الأوسط والبحر الأحمر سيكون لمصلحة الجميع، وسنواصل جهودنا عبر الحلول السياسية».

ميدانياً، احتجز الحرس الثوري ناقلة وقود ترفع علم أوقيانوسيا، وألقى القبض على 14 من طاقمها وهم أجانب ينتمون لدولتين آسيويتين. وقال القيادي الإيراني حيدر هنريان إن السفينة كانت تحمل مليونَي لتر من وقود الديزل المهرب، وتم ضبطها على بعد 60 ميلاً قبالة بوشهر في مياه الخليج، بعد الحصول على أمر قضائي.

قراصنة

وفي حادث يعكس خطورة الفوضى الملاحية في البحر الأحمر، أعلنت البحرية السريلانكية أمس أنّ أشخاصاً يُشتبه بأنّهم قراصنة صوماليون استولوا على سفينة صيد تحمل طاقماً مكوّناً من 6 أفراد.

جدل في بريطانيا

وفيما أعلنت لندن أن سفينة حربية بريطانية صدّت مسيَّرة في البحر الأحمر، وبعد الهجوم الذي شنه الحوثيون على ناقلة النفط البريطانية مارلين لواندا بخليج عدن، مما أدى إلى اشتعال حريق على متنها ساهمت القوات البحرية الأميركية والبريطانية والهندية في إخماده، وجه عدد من المسؤولين الأمنيين السابقين سهام الانتقادات إلى البحرية البريطانية.

واعتبر قادة دفاع سابقون أن السفن الحربية البريطانية تفتقر إلى القوة النارية الكافية لمهاجمة الأهداف البرية للحوثيين.

وقال وزير دفاع سابق، إنه من المخزي والعار ألا تكون تلك السفن مجهزة حالياً بصواريخ أرض-أرض.

كما اعتبر تلك المشكلة «فضيحة مخزية»، لافتاً إلى أن «بريطانيا باتت مضطرة الآن إلى إرسال طائراتها لآلاف الأميال من أجل تنفيذ مهمة يمكن أن يفعلها صاروخ أرض-أرض»، في إشارة إلى أن المدمرات البريطانية المنتشرة في البحر الأحمر لا تملك القدرة على إطلاق صواريخ على أهداف أرضية، ما يترك للولايات المتحدة مهمة تنفيذ غالبية الضربات ضد الحوثيين بدعم من طائرات سلاح الجو البريطاني المتمركزة على بعد 1500 ميل، وفق ما نقلت صحيفة «التليغراف».

وكشف مصدر دفاعي أن المدمرة «إتش إم إس دايموند» المتمركزة في البحر الأحمر، لم تشارك في ضرب أهداف حوثية لأنها لا تملك «القدرة على إطلاق النار على أهداف برية»، فيما أعلنت وزارة الدفاع البريطانية سابقاً أنها «شاركت بشكل مباشر في تدمير طائرات الحوثيين بدون طيار التي استهدفت السفن في البحر الأحمر».

وأشار أدميرال سابق إلى أن عدم قدرة بريطانيا على ضرب قواعد جماعة الحوثي المدعومة من إيران، من السفن الحربية يسلط الضوء على ضعف القوات البحرية وعدم قدرتها على منافسة السفن الحربية الصينية أو الروسية أيضاً لا سيما أن الأسلحة الوحيدة الموجودة على المدمرات حالياً والتي يمكنها ضرب سفن أخرى أو مواقع على الأرض هي المدافع الموجودة في مقدمة كل سفينة.

وفي حين تستطيع المدمرات الأميركية إطلاق صواريخ توماهوك الموجهة على أهداف برية، فإن الخيارات الوحيدة المتاحة أمام بريطانيا تتلخص في نشر طائرات أو غواصات، بعضها لن يكون متاحاً قبل الخريف المقبل.

back to top