مركز قطري ينجح في علاج رضيعة كويتية تُعاني فرط إفراز الأنسولين الخُلقي

بعد ابتكاره بروتوكولاً علاجياً جديداً

نشر في 28-01-2024 | 18:08
آخر تحديث 28-01-2024 | 18:40
No Image Caption

أعلن مركز «سدرة للطب» في دولة قطر اليوم الأحد ابتكاره بروتوكولاً علاجياً جديداً لطفلة كويتية رضيعة تعاني من فرط إفراز الأنسولين الخلقي في سابقة هي الأولى من نوعها على مستوى العالم.

وقال رئيس قسم الغدد الصماء في مركز «سدرة للطب» البروفسور خالد حسين في بيان إنه في أوائل عام 2023 تم استقبال طفلة كويتية رضيعة تبلغ من العمر ثلاثة أشهر كانت حالتها تتدهور بسبب فرط إفراز الأنسولين الخلقي لديها، مبيناً أنها كانت تُعاني من نقص حاد في نسبة السكر بالدم.

وأضاف «أنه ورغم إمكانية إدارة الحالة باستخدام الأدوية في بعض الحالات الخفيفة فأنه بالنسبة لمعظم الأطفال لا يُمكن السيطرة على نقص السكر في الدم باستخدام الأدوية التقليدية»، مشيراً إلى أنه في مثل هذه الحالات تكون الجراحة لإزالة جزء من البنكرياس أو كلها (استئصال البنكرياس) هي الخيار الوحيد علماً بأن هذا الإجراء كبير ويضطر الأطفال بعده أن يعيشوا مع مرض السكري وقصور إفرازات البنكرياس مدى الحياة.

وذكر البروفيسور حسين أن فريق سدرة للطب كان حريصاً على تجربة طرق أخرى وقرر تجربة بروتوكول علاجي جديد باستخدام عقار «الألبيليسيب»، موضحاً أن بروتوكول إعطاء «الألبيليسيب» لرضيعة مصابة بفرط فرز الأنسولين الخلقي هو الأول من نوعه.

وأشار الى أن «الألبيليسيب» هو دواء يستهدف البروتين ويستخدم لعلاج سرطان الثدي واضطرابات النمو الزائد لدى الأطفال ويُنظّم الدواء نمو الخلايا وتكاثرها وتطورها وإشارات الأنسولين وأن أحد آثاره الضارة الشائعة هو زيادة تحلل «الغليكوجين» واستحداث السكر مما يؤدي إلى إصابة المرضى الذين يتناولونه بارتفاع مستويات السكر في الدم.



وقال البروفسور حسين «أردنا تجنب إجراء عملية استئصال البنكرياس التي من شأنها أن تؤثر بشكل كبير على نمو الفتاة الصغيرة وأسلوب حياتها في المستقبل»، موضحاً أن الإستراتيجية التي طبقت هي تناول دواء موجود مثل «الألبيليسيب» الذي يُستخدم لعلاج سرطان الثدي واضطرابات النمو الزائد وتوظيف آثاره الضارة المتمثلة في ارتفاع السكر في الدم لمعالجة انخفاض مستويات السكر في دمها.

وذكر أنه تم إخضاع المريضة الصغيرة لبروتوكول العلاج الجديد وفي غضون ستة أسابيع بدأت تشهد تحسناً كبيراً في مستويات السكر في الدم لديها كما واصلت الحفاظ على وزن وطول صحيين دون التأثير على نموها وخرجت من المستشفى وهي تُعاني من انخفاض طفيف في مستويات السكر في الدم وكانت إدارة حالتها تتطلب تناول الطعام عن طريق الفم كل ثلاث ساعات وجرعتين من الدواء يومياً.

ولفت البروفسور حسين إلى أن التجربة واعدة وتُشير إلى أنه يُمكن استخدام عقار «الألبيليسيب» علاجاً مساعداً للمرضى الذين يُعانون من فرط إفراز الأنسولين الخلقي والذين لا يستجيبون طبياً للعلاجات الأخرى.

من جهتها، قالت الرئيس التنفيذي لـ«سدرة للطب» الدكتورة إيابو تينوبو كارش إن هذه هي المرة الأولى في العالم التي يتم فيها إعادة تصميم دواء لعلاج الانخفاض الحاد في مستويات السكر في الدم لدى الأطفال الرضع.

وأضافت أن «الطفلة عادت إلى الكويت ومستويات السكر في دمها مستقرة وهي تواصل تناول عقار (الألبيليسيب) يومياً عن طريق الفم مع متابعة منتظمة من فريق سدرة للطب لمراقبة تقدمها»، مشيرة إلى أنها لم تعان من أي أثر جانبي حتى الآن.

يُذكر أن مركز سدرة للطب كيان تابع لمؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع.



back to top