تعاون استخباراتي مع السعودية والعراق أوقع بـ «الدواعش»

النيابة واصلت التحقيقات مع المهتمين وخاطبت «أمن الدولة» لاستكمال تحرياته في القضية
• أحدهم اعترف بدراسة صناعة المتفجرات وشراء مواد لإعداد عبوات لتفجير معسكر لـ «الداخلية»

نشر في 28-01-2024
آخر تحديث 27-01-2024 | 20:33
النيابة العامة
النيابة العامة

في ضربة استباقية لمخططات استهداف الأمن والاستقرار في البلاد، تمكن جهاز مباحث أمن الدولة من ضبط تشكيلين إرهابيين يعملان بشكل منفصل لحساب تنظيم داعش الإرهابي، كانا يخططان لاستهداف أحد معسكرات وزارة الداخلية، وعدد من دور العبادة الخاصة بالشيعة في البلاد.

وبينما واصلت النيابة العامة، أمس، تحقيقاتها مع 4 مواطنين ينتمون إلى «داعش»، أكدت مصادر قضائية لـ «الجريدة» أن النيابة خاطبت جهاز أمن الدولة لاستكمال تحرياته في القضية، واعترافات أحد المتهمين بدراسة طرق صناعة المتفجرات، وشراء مواد كيميائية لصناعة العبوات الناسفة بهدف تفجير معسكر تابع لـ «الداخلية».

وعلى خط موازٍ، استمرت النيابة في تحقيقاتها بقضية الشبكة التونسية المتهم على ذمتها 3 مقيمين تونسيين بعد أن ضبطتهم أجهزة الأمن بوقائع الانتماء إلى «داعش» والتخطيط لارتكاب عمليات إرهابية تستهدف دور عبادة الشيعة، وتلقيهم أوامر من التنظيم بالتخطيط لتفجيرها، وكيفية صنع المفرقعات والمتفجرات.

ولفتت المصادر إلى أن المتهمين في القضيتين سيُعرضون أمام قاضي تجديد الحبس خلال الأسبوع الجاري للنظر في تجديد حبسهم.

وأبلغت مصادر أمنية مطلعة «الجريدة» أن ضبط التشكيلين المذكورين تم بتعاون استخباراتي ــ كويتي ــ سعودي ــ عراقي، مشيرة إلى أن «الأول» يضم 4 مواطنين وليس له صلة بـ «الثاني» الذي يتضمن 3 مقيمين تونسيين، ويعملان بشكل منفصل، إذ كان «الأول» على تواصل مع «داعش» بالعراق، في حين يتواصل «الثاني» مع التنظيم في ليبيا ومصر.

وأضافت المصادر أن «أمن الدولة» تلقى معلومات استخباراتية من العراق تفيد بأن كويتيَّين على تواصل مع «داعش» العراق، وتحديداً مع أحد قيادات التنظيم، وهو مواطن كويتي موجود بالعراق ويلقب بـ«الشاطري»، وأن أجهزة الاستخبارات العراقية ألقت القبض على بعض عناصر «داعش» الذين اعترفوا بعلاقة الكويتيَّين بـ «الشاطري»، وأنهما دخلا العراق أكثر من مرة والتقيا به في محافظة الأنبار، وقد تلقيا تعليمات لتنفيذ هجمات إرهابية على المساجد والحسينيات الشيعية ومواقع وجود القوات الأميركية والبريطانية في الكويت.

وأشارت إلى أن المباحث تمكنت من تحديد هوية المواطنين اللذين عمدا إلى تشكيل خلية إرهابية انضم إليها اثنان من أصدقائهما، وقد تم ضبطهم واعترفوا بما نسب إليهم.

وذكرت أن التحقيقات مع أحدهم أظهرت أنه استقبل في منزله اثنين من جنسية خليجية يتبعان «داعش»، وساعدهما في السفر إلى دول أجنبية يقيم فيها أعضاؤه حتى يشاركا في صفوف مقاتليه، موضحة أن المتهم أبدى عزمه على المشاركة معهم في القتال إلا أنه لم يتمكن من ذلك، فحوّل لهم مبالغ مالية.

وأوضحت أن المتهم أضاف في اعترفاته أنه سعى إلى دراسة طرق صناعة المتفجرات ونشر أبحاثاً فيها، واشترى إحدى المواد الكيميائية الأساسية المستخدمة في صناعة العبوات الناسفة بهدف تفجير أحد معسكرات «الداخلية».

وأضافت أن التحقيقات مع المتهمين التونسيين كشفت عن مفاجآت من العيار الثقيل، إذ دخلوا البلاد وسعوا إلى مراقبة دور عبادة الشيعة واستطلعوا أوضاعها الأمنية وحصروا أعداد المصلين فيها، لافتة إلى أن «المتهمين تعلموا صناعة المتفجرات بغرض استخدامها في تلك العمليات، واتفقوا على أن يستهدف كل واحد منهم داراً للعبادة، وتوجهوا إليها بنية قتل مرتاديها إلا أنه لم يتمكنوا من ذلك».

وفي تفاصيل الخبر:

بعد استهدافه مسجد الصادق في التفجير الإرهابي الآثم في 25 يونيو 2015، حاول تنظيم داعش الإرهابي العودة مجددا الى استهدافاته المحلية، في حلقة جديدة من مسلسله الإرهابي لاستهداف الجهات العسكرية والمساجد، حيث أحبطت وزارة الداخلية محاولتين لخليتين إرهابيتين، كانت أولاهما، وتضم 4 مواطنين، تخطط لاستهداف مقرات عسكرية لـ«الداخلية» بالاضافة الى القوات الاميركية والبريطانية في البلاد واستهدافات أخرى، فيما كانت تخطط الخلية الثانية، وتضم 3 وافدين من الجنسية التونسية، لاستهداف دور عبادة للطائفة الشيعية، إلا أن يقظة جهاز أمن الدولة أوقعت الشبكتين وأفسدت خططهما، وكشفت عن مفاجآت مثيرة تستهدف زعزعة الأمن والاستقرار في الكويت، وضرب الوحدة الوطنية بين فئات المجتمع الكويتي.



وفيما أمرت النيابة العامة، أمس، بحبس مقيمين احتياطيا متهمين بالانضمام إلى جماعة محظورة والتخطيط لأعمال إرهابية داخل البلاد، فجّرت التحقيقات مع المتهمين مفاجآت من العيار الثقيل، إذ إنهم دخلوا البلاد لهذا الغرض وسعوا في مراقبة دور العبادة الخاصة بالطائفة الشيعية واستطلاع أوضاعها الأمنية وحصر أعداد المصلين فيها.

وقالت النيابة، في بيان صحافي، إنهم «تعلّموا صناعة المتفجرات بغرض استخدامها في تلك العمليات، واتفقوا على استهداف كل واحد منهم دارا للعبادة، وتوجهوا إليها بنيّة قتل مرتاديها، إلا أن ذلك لم يتم».

وأكد البيان أن النيابة العامة استجوبت المتهمين ووجّهت إليهم تهم الانضمام إلى جماعة غرضها العمل على نشر مبادئ ترمي إلى هدم النظم الأساسية بطرق غير مشروعة، ومباشرة أنشطة من شأنها الإضرار بالمصالح القومية للبلاد، والتدريب على صناعة واستعمال المفرقعات لأغراض غير مشروعة، وإساءة استعمال وسائل الاتصال الهاتفية، فاعترفوا بها، وجار استكمال إجراءات التحقيق.

مواطنان وخليجيان ضمن التشكيل

كما أمرت النيابة بحبس مواطنَين احتياطيا لاتهامهما بالانضمام إلى ذات الجماعة المحظورة، إذ استقبل المتهم الأول اثنين من جنسية خليجية في منزله يتبعان تلك الجماعة، ويسّر لهما طريق السفر إلى دول أجنبية يقيم فيها أعضاؤها حتى يشاركا في صفوف مقاتليها.

وذكر البيان أن المتهم أبدى عزمه على المشاركة معهم في القتال، إلا أنه لم يتمكن من ذلك، وقام بتحويل مبالغ مالية لأعضائها عونا لهم، وأرشد المتهم الثاني إلى قنوات في وسائل التواصل تمكّن فيها الأخير من مراسلة قيادات تلك الجماعة التي حثته على القيام بأعمال إرهابية داخل البلاد.

تعاون استخباراتي كويتي - سعودي - عراقي أوقع تشكيلين يضمان 4 مواطنين و3 تونسيين

وأضاف أنه سعى الى دراسة طرق صناعة المتفجرات ونشر أبحاث فيها، واشترى إحدى المواد الكيميائية الأساسية المستخدمة في صناعة العبوات الناسفة، بهدف تفجير أحد المعسكرات التابعة لوزارة الداخلية.

تشكيلان منفصلان

وأبلغت مصادر أمنية مطلعة «الجريدة» أن ضبط التشكيلين الإرهابيين المنتميين الى تنظيم داعش، تم بتعاون استخباراتي كويتي - سعودي - عراقي، مشيرة الى أن التشكيل الأول الذي ضم 4 مواطنين، ليست له صلة بالتشكيل الثاني الذي ضم 3 مقيمين تونسيين، وأن التشكيلين يعملان بشكل منفصل، حيث إن الأول الذي يضم المواطنين الأربعة كان على تواصل مع تنظيم داعش بالعراق، فيما كان التشكيل الثاني على تواصل مع التنظيم نفسه في ليبيا ومصر.

لقاءات الشاطري

وفيما يتعلق بالتنظيم الأول الذي ضمّ المواطنين الأربعة، قالت المصادر إن جهاز أمن الدولة تلقى معلومات استخباراتية من العراق تفيد بأن هناك مواطنين اثنين على تواصل مع تنظيم داعش هناك، وتحديدا مع أحد قيادات التنظيم، وهو مواطن كويتي موجود بالعراق، يلقّب بالشاطري، وأن أجهزة الاستخبارات العراقية ألقت القبض على بعض من عناصر «داعش»، الذين كشفت اعترافاتهم أن هناك علاقة باثنين من المواطنين الكويتيين بالقيادي الشاطري، وأنهما دخلا العراق أكثر من مرة، والتقياه في محافظة الأنبار، وأنهما تلقّيا تعليمات بتنفيذ هجمات إرهابية على المساجد والحسينيات الشيعية ومواقع وجود القوات الأميركية والبريطانية في الكويت.

خلية إرهابية

وأضافت المصادر أن رجال مباحث أمن الدولة تمكّنوا من تحديد هوية المواطنين، وبعد إجراء التحريات تبين أنهما بالفعل غادرا الى العراق أكثر من مرة، إلا أنهما في المرة الأخيرة عادا وشرعا في تشكيل خلية إرهابية، وانضم اليهما اثنان من أصدقائهما من أصحاب الفكر التكفيري، وبدأوا في التخطيط لتنفيذ التعليمات التي تأتي اليهم من قيادات التنظيم بالعراق عن طريق برنامج «التلغرام».

المتهمون تدرّبوا على استخدام المواد المتفجرة وصناعة العبوات الناسفة بهدف تنفيذ تفجيرات في البلاد

ولفتت الى أن رجال مباحث أمن الدولة تمكنوا من ضبط الاثنين الآخرين، اللذين اعترفا تفصيليا بأنهما يعتنقان الفكر التكفيري، وأنهما من أتباع تنظيم داعش الإرهابي، وكانا على تواصل مع القيادي الشاطري بواسطة صديقيهما اللذين ذهبا الى العراق أكثر من مرة والتقيا الشاطري وتلقيا التعليمات منه.

تشكيل التونسيين

وفيما يتعلق بالتشكيل الثاني، أبلغت مصادر أمنية مطلعة «الجريدة» أن أفراد التشكيل الذي يضم 3 مقيمين تونسيين اعتنقوا الفكر التفكيري الضال، وكانوا على تواصل عبر برنامج «التلغرام» مع قيادات التنظيم في ليبيا ومصر، وأنهم تلقوا تعليمات بتنفيذ عمليات إرهابية داخل الكويت، وتحديدا ضد المساجد والحسينيات الخاصة بالشيعة.

وكشفت المصادر أن المتهمين الثلاثة شرعوا في تنفيذ التعليمات، وبدأوا في مراقبة دور العبادة والمساجد الخاصة بالطائفة الشيعية، واستطلاع أوضاعها الأمنية وحصر أعداد المصلين فيها، كما أنهم تعلموا كيفية صناعة المواد المتفجرة، بهدف استخدامها في العمليات المزمع تنفيذها ضد المساجد والحسينيات.

وأضافت أن رجال أمن الدولة - بعد القبض على أفراد التنظيم وتفتيش مقر سكنهم في محافظة حولي - عثروا على صور حديثة لمواقع دور العبادة والحسينيات، وكذلك على منشورات خاصة بصناعة المتفجرات، فضلا عن العثور داخل أجهزتهم النقالة على رسائل متبادلة مع قيادات التنظيم في ليبيا ومصر، والتعليمات الخاصة بالمواقع المراد استهدافها، لافتة الى أن المتهمين اعترفوا بأنهم دخلوا في مرحلة التنفيذ للعمليات الإرهابية، بعدما أنهوا عمليات التحضير والتخطيط والمراقبة، وأنهم كانوا في انتظار ساعة الصفر.

بيان «الداخلية»

وكانت وزارة الداخلية، أعلنت مساء الخميس الماضي، عن تمكّن الأجهزة الأمنية، متمثلة في جهاز أمن الدولة، من إحباط مخطط لخلية إرهابية كانت تنوي استهداف دور عبادة تخص الطائفة الشيعية وقتل أشخاص.

وأكدت الإدارة العامة للعلاقات والإعلام الأمني، في بيان صحافي، تمكّن رجال الأمن من متابعة الخلية ومراقبة تحركاتها وإلقاء القبض على 3 عناصر من جنسية عربية ينتمون الى تنظيم إرهابي.

وقالت إنه «تمت إحالة جميع المتهمين إلى النيابة العامة لاتخاذ الإجراءات القانونية بحقهم».

الاتهامات الموجهة من النيابة للمتهمين

- الانضمام إلى جماعة غرضها العمل على نشر مبادئ ترمي إلى هدم النظم الأساسية بطرق غير مشروعة.

- مباشرة أنشطة من شأنها الإضرار بالمصالح القومية للبلاد.

- القيام بأعمال عدائية ضد دول أجنبية وتمويل جماعة إرهابية بطرق غير مشروعة، مع العلم بالغرض المستخدم من أجلها.

- العيب بالذات الأميرية علناً عن طريق القول.

- الشروع في استعمال المفرقعات بقصد قتل الأشخاص وإشاعة الذعر بينهم.

- صناعة مواد مفرقعة دون الحصول على ترخيص.

- تلقي التدريبات على استعمال المفرقعات وصناعتها بقصد تحقيق غرض غير مشروع، مع العلم بذلك.

- إساءة استعمال وسائل الاتصال الهاتفية.

back to top