الديموقراطية بين الرأي والرأي الآخر

نشر في 26-01-2024
آخر تحديث 25-01-2024 | 18:13
 سالم المحيلبي

في نظرة على الحياد إلى «الرأي والرأي الآخر في الديموقراطية الكويتية» يجب أن تكون في صف جهة لا تكون محسوبة على الأخرى للأسف، أحد تلك التحديات هو انعدام الثقة بين الجمهور ووسائل الإعلام.

إن حياد الرأي مبدأ أساسي في الصحافة والإعلام، فيتعين على الصحافيين والكتّاب أن يتبنوا موقفاً محايداً دون التحيز لأي جهة أو اتجاه، لكن في الديموقراطيات الناشئة مثل الكويت قد تواجه حيادية الرأي تحديات ومعوقات تؤثر في فعاليتها.

تعد الكويت إحدى الدول الناشئة في العالم العربي، حيث خطت على طريق الديموقراطية بعدما استعادت استقلالها في عام 1961، ومنذ ذلك الحين حظيت بتقدم كبير في العديد من المجالات، لكن حيادية الرأي للأسف قد بدأت تتعرض لتحديات تعرقل تقدم الديموقراطية في البلاد.

فقد أصبح الجمهور المتحمس يتبع القنوات والمواقع الإخبارية ذات الميول السياسية المحددة، وبالتالي يمكن التحكم في وجهات نظرهم، وهذا يعني أنه من الصعب مناقشة قضايا مهمة بشكل موضوعي ومحايد، مما يعوق تأثير الحيادية في الديموقراطية الكويتية.

بالإضافة إلى ذلك، تؤثر عوامل أخرى مثل التحيز القومي والمراوغة السياسية في حيادية الرأي في الكويت، ويعدّ التحيز القومي واقعاً متجذراً في العديد من الدول العربية، حيث تعدّ بعض الآراء القومية هي المقبولة والمرغوبة، والأخرى غير مقبولة بل تعد خيانة، وهذا يحد من حرية التعبير والرأي ويقوض الحيادية التي تعد أساساً لنجاح الديموقراطية.

علاوة على ذلك، تعمل القوى السياسية المتنافسة على تعبئة وسائط الإعلام والصحافة بهدف الترويج لأجنداتها وتعزيز مواقفها، ويظل الصحافيون والكتّاب في حالة من الضغط المستمر على أن يتقبلوا الآراء المحسوبة والموقف الجانبي من أجل البقاء في الساحة الإعلامية، مما يحد من الحيادية ويؤثر في جودة المعلومات المقدمة للجمهور.

لحل هذه المشكلة يجب أن تعمل المؤسسات الإعلامية والصحافية على تعزيز مبدأ الحيادية والموضوعية، وأن يتم تمويل وسائل الإعلام بشكل مستقل، وألا تتدخل الجهات الحكومية أو السياسية في عملها، وأن توفر الحكومة الدعم الكافي والضمانات اللازمة لحماية حرية الصحافة وتشجيع التنوع في الرأي والمناقشة المفتوحة.

بالإضافة إلى ذلك، يجب على الجمهور أن يكون ناقداً ومنفتحاً على الآراء المختلفة، وأن يطالب بالمزيد من الحيادية والموضوعية في وسائل الإعلام، وأن نعمل جميعاً على بناء ثقافة إعلامية تحترم حق الجمهور في معرفة الحقيقة وتشجع المناقشة البناءة والديموقراطية.

في النهاية، إذا كنا نرغب في تعزيز حيادية الرأي والديموقراطية في الكويت، فإنه يجب أن نعمل سوياً للقضاء على العوائق التي تعوق تطبيقها بشكل فعال، وإن حيادية الرأي هي أساس لمجتمع ديموقراطي صحي وازدهاره، وعلينا جميعاً أن نكون منابر لتحقيق هذا الهدف، وأن نحافظ على رشاقة وحيوية الديموقراطية الكويتية.

back to top