جولة ثامنة من القصف على الحوثيين ضمن «قوس بوسيدون»

«أنصار الله» تتعهد بالرد وتطرد الموظفين الأميركيين والبريطانيين الأمميين

نشر في 24-01-2024
آخر تحديث 23-01-2024 | 20:03
مقاتلة تايفون بريطانية تنطلق من قبرص لشنّ هجوم على الحوثيين أمس الأول (وزارة الدفاع البريطانية)
مقاتلة تايفون بريطانية تنطلق من قبرص لشنّ هجوم على الحوثيين أمس الأول (وزارة الدفاع البريطانية)

نفذت الولايات المتحدة والمملكة المتحدة ضربات إضافية ضد أهداف الحوثيين في اليمن، أمس الأول، في جولة ثامنة من الهجمات في غضون 10 أيام، تهدفان من خلالها إلى ردع جماعة أنصار الله الحوثية عن مهاجمة السفن التجارية في البحر الأحمر.

وأفاد بيان أميركي ـ بريطاني مشترك بأن الضربات التي نفذتها الولايات المتحدة والمملكة المتحدة، ودعمتها كندا وهولندا والبحرين وأستراليا، استهدفت 8 مواقع بينها منشأة تخزين تحت الأرض ومواقع للمراقبة الصاروخية والجوية.

وقال مسؤول عسكري أميركي كبير ومسؤول آخر دفاعي، في إفادة لصحافيين، إن الضربات التي تم خلالها استخدام صواريخ توماهوك كانت «ناجحة»، ودمرت الصواريخ ومواقع تخزين الأسلحة وأنظمة الطائرات من دون طيار، و«حققت التأثير المطلوب».

وأضاف أن الولايات المتحدة قصفت للمرة الأولى منشأة تخزين تحت الأرض يستخدمها الحوثيون، وتحتوي على «أسلحة تقليدية أكثر تقدّماً»، بما في ذلك الصواريخ وطائرات من دون طيار هجومية.

وأكد المسؤول عدم وجود أي مخاوف من إمكانية سقوط ضحايا مدنيين، موضحاً أن «الاستهداف كان محدداً للغاية ومدروساً جداً لاستهداف الإمكانات التي يستخدمونها لمهاجمة السفن في البحر الأحمر وباب المندب وخليج عدن».

وقال وزير الدولة لشؤون الدفاع البريطاني، غرانت شابس، إن 4 طائرات مقاتلة بريطانية من طراز تايفون شاركت في الضربات، وحذّر من أن الهجمات الحوثية المستمرة ضد السفن التجارية «تهدد حياة البحارة وتعطّل الشحن بتكلفة لا تطاق على الاقتصاد العالمي».

من جانبه، أكد وزير الخارجية البريطاني، ديفيد كاميرون، أن الضربات الجديدة تبعث «الرسالة الأكثر وضوحاً بأننا سنواصل إضعاف قدرة الحوثيين على تنفيذ هجمات».

وقال رئيس الحكومة البريطانية ريتشي سوناك، إن «بريطانيا لا تسعى الى حرب مع الحوثيين، لكنها لن تتردد بتوجيه ضربات جديدة ضدهم وهي تحض الجماعة اليمنية، ومن خلفها، على وقف الضربات على السفن»، مشدداً على أنه «لا رابط بين الدفاع عن أنفسنا في البحر الأحمر والحرب بين حماس وإسرائيل». واذ كشف عن جولة قريبة لكاميرون الى الشرق الأوسط لبحث تداعيات أزمة البحر الأحمر، قال سوناك إنه يجب وقف موارد الحوثيين المالية لوقف تسليحهم، مضيفاً أنه ستعلن عقوبات قريبة ضدهم.

وغداة اتصال مع الرئيس الأميركي جو بايدن، شدد سوناك على أن «بايدن يشاطرني قلقي من وضع المدنيين في غزة والأعداد الكبيرة للضحايا»، لكنه أضاف: لا يمكن أن تكون حركة حماس مسؤولة عن قطاع غزة وعليها إطلاق كل الرهائن.

لن تمرّ

وتعليقاً على الضربات، قال القيادي الحوثي، محمد علي الحوثي، على موقع إكس: «ضرباتكم لن تزيد الشعب اليمني إلا قوة وإصراراً أكثر على مواجهتكم، فأنتم المعتدون على بلدنا».

من ناحتيه، أشار المتحدث العسكري باسم الحوثيين، العميد يحيى سريع، إلى «شن طيران العدوان الأميركي - البريطاني 18 غارة جوية خلال الساعات الماضية توزعت كالتالي: 12 غارة على أمانة العاصمة ومحافظة صنعاء، 3 غارات على محافظة الحديدة، غارتان على محافظة تعز، غارة على محافظة البيضاء»، وحذّر من أن «هذه الاعتداءات لن تمرّ من دون ردّ وعقاب».

كما طالبت جماعة الحوثي، أمس، منظمات الأمم المتحدة والدولية باليمن بمغادرة موظفيها الأميركيين والبريطانيين خلال شهر.

«قوس بوسيدون»

وكشفت شبكة سي إن إن، في وقت سابق أمس الأول، أن الولايات المتحدة أطلقت على العملية الجارية لاستهداف الحوثيين في اليمن اسم «عملية بوسيدون آرتشر» (قوس بوسيدون)، مما يشير إلى نهج أكثر تنظيماً وربما طويل المدى للعمليات في اليمن. وقال مسؤول إن العملية بدأت بالفعل مع أول جولة من القصف.

وشدد المسؤولون على أن عملية بوسيدون آرتشر منفصلة عن عملية حارس الازدهار، وهي تحالف دفاعي للدول التي خصصت أصولاً بحرية وأفراداً لتعزيز الأمن في البحر الأحمر.

وفي محاولة لتجنّب التصعيد، قال المسؤول العسكري الكبير: «نحن لا نتوسع في هذا الوقت إلى ما هو أبعد من هذا الهدف المحدد».

ولفتت نائبة السكرتير الصحافي لـ «البنتاغون»، سابرينا سينغ، لإلى أن الحوثيين لم يشنوا هجوماً جديداً على السفن التجارية منذ 18 الجاري.

وزعم الحوثيون، في وقت سابق، أنهم هاجموا سفينة الشحن العسكري المملوكة للولايات المتحدة، «أوشن جاز»، لكنّ الأسطول الخامس الأميركي والقيادة الوسطى نفيا تعرّض السفينة لأي حادث خلال «عبورها الآمن» بالمنطقة.

ويقول خبراء إن استراتيجية بايدن الجديدة بشأن اليمن تهدف إلى إضعاف المسلحين الحوثيين، لكنها لا تصل إلى حد محاولة هزيمة الجماعة أو الاحتكاك بشكل مباشر مع إيران، الحليف الرئيسي للحوثيين.

ويبدو أن هذه الاستراتيجية، وهي مزيج من الضربات العسكرية المحدودة والعقوبات، تهدف إلى منع اتساع رقعة الصراع في الشرق الأوسط.

تحذير إيراني

وفي نيويورك، صرح وزير الخارجية الإيرانية، حسين أمير عبداللهيان، بأن بلاده وجهت «رسالة وتحذيراً جدياً للأميركيين» مفادهما بأن ضرباتهم بالاشتراك مع بريطانيا في البحر الأحمر واليمن تمثّل «تهديداً للسلام والأمن، وتصعيداً لنطاق الحرب في المنطقة».

وأضاف: «أظهرت صور الأقمار الاصطناعية أن حوالي 230 سفينة تجارية ونفطية كانت تتحرك في البحر الأحمر»، مشيراً إلى أن السفن تلقت «رسالة اليمنيين جيداً بأن السفن المتجهة إلى موانئ الاحتلال الصهيوني هي فقط التي يوقفها اليمنيون».

back to top