أمل الفلسطينيين القادم من بعيد

نشر في 21-01-2024
آخر تحديث 20-01-2024 | 18:43
 مظفّر عبدالله

أول العمود:

أتمنى أن يتبنى عضو في البرلمان هذا الاستفسار: كم موظفاً في الدولة لا يتم إلزامه ببصمة الحضور والانصراف؟ وما الأسباب؟

***

مع بدء عمليات المقاومة الفلسطينية الموسومة بـ «طوفان الأقصى» في السابع من أكتوبر الماضي كفرت الشعوب بشريعة حقوق الإنسان التي أسست كنظام عالمي بعد إصدار الإعلان العالمي لحقوق الإنسان عام 1948، وكانت قاعدة لعشرات الاتفاقيات المتعلقة بالحقوق المتنوعة للبشر، ورأت الشعوب كيف تتنكر الدول المعروفة بتاريخها النضالي من أجل نيل الكرامة الإنسانية والحرية والعدالة للحق الفلسطيني، بل باتت تُضيق على مواطنيها في التعبير عن أي تعاطف تجاه ما يحدث في غزة المنكوبة.

نعم، لقد كفر الناس بكل هذه القواعد والشعارات التي تديرها الأمم المتحدة وتجاهر بها الدول الكبرى خاصة، ولكن ما حدث بعد ذلك، وخصوصاً بعد غلو الصهاينة في جرائمهم التي لم توفر شيئا للفلسطينيين، وأبقتهم بلا مأوى، إلى أن ظهر الأمل في تحركات جادة من دول لا تربطنا بها علاقات الدين واللغة والثقافة وبما يثبت وحدة الشعوب في الترابط الإنساني الفطري، وهو ما حدث في خطوة جنوب إفريقيا التي نقلت جزءاً من الصراع إلى قاعات محكمة العدل الدولية، وأحرجت الصهاينة بشكل أدى إلى تلفظهم بتصريحات سياسية عبّرت عن حجم الألم الذي مسهم بعد هذا التحرك الجريء، وهو ما جذب دولاً عديدة للانخراط في هذا الجهد القانوني والعدلي الجاد، مثل تشيلي وبوليفيا وسلوفينيا وغيرها من دول.

ما نريد قوله إن الفطرة الإنسانية لدى البشر مغروسة في نفوسهم ومستقرة في وجدانهم، ولا يمكن محوها أو نكرانها، وما حدث من شعور يائس في بدايات العمليات العسكرية كان في جُله بسبب توجهات حكومات الدول الكبرى التي عملت وفقاً لمصالحها الضيقة وأجنداتها الأنانية التي تستند إلى ترتيبات أمنية سخيفة لا تعي ولا تستوعب الخطر الحقيقي من تدمير الإنسان في أي منطقة من مناطق العالم لا فلسطين وحدها.

back to top