ضربات أميركية جديدة على الحوثيين في 4 محافظات يمنية

«أنصار الله» تواصل عملياتها في البحر الأحمر وتشن هجوماً كبيراً على شبوة النفطية
• موسكو تطالب واشنطن بوقف «العدوان» لإتاحة المجال للمفاوضات

نشر في 19-01-2024
آخر تحديث 18-01-2024 | 18:57
تشييع قتلى الضربات الأميركية في صنعاء أمس الأول (رويترز)
تشييع قتلى الضربات الأميركية في صنعاء أمس الأول (رويترز)

وجهت الولايات المتحدة، أمس، ضربات جديدة في اليمن، بعد ساعات من إعلان جماعة أنصار الله الحوثية استهداف سفينة تجارية أميركية في البحر الأحمر، ما يعني أن محاولات واشنطن لردع الجماعة المتحالفة مع إيران بعيدة عن التحقق، وقد تخرج عن السيطرة من خلال الهجمات والردود المتبادلة.

وغداة إعلانها قصف 4 صواريخ بالستية حوثية، قالت القيادة الوسطى الأميركية «سنتكوم» إنها شنت ضربات على 14 صاروخاً حوثياً تم تحميلها لإطلاقها، «في سياق الجهود المستمرة متعددة الجنسيات لحماية حرية الملاحة ومنع الهجمات على حركة المرور البحرية الأميركية والشركاء في البحر الأحمر».

وقالت «سنتكوم»، في بيان، «هذه الصواريخ شكلت تهديداً وشيكاً للسفن التجارية وسفن البحرية الأميركية في المنطقة، وكان من الممكن إطلاقها في أي وقت»، مؤكدة أن «الضربات ستؤدي إلى جانب الإجراءات الأخرى التي اتخذناها إلى إضعاف قدرات الحوثيين على مواصلة هجماتهم المتهورة على الشحن الدولي والتجاري في البحر الأحمر ومضيق باب المندب وخليج عدن».

ووفقا لأحد المسؤولين، استخدمت الولايات المتحدة صواريخ توماهوك من سطح سفن للبحرية الأميركية والغواصة «يو إس إس فلوريدا»، وهي غواصة موجهة بصواريخ، وفقاً لمسؤول آخر.

وتعد هذه رابع ضربة تنفذها الولايات المتحدة ضد الحوثيين خلال الأيام الماضية، إذ نفذت بشكل مشترك مع بريطانيا يوم الجمعة الماضي عشرات الضربات الجوية على أهداف داخل اليمن، ونفذت بعدها ضربتين بشكل منفصل.

وكان تقييم أولي للموجة الأولى من الضربات الأسبوع الماضي أشار إلى أن الحوثيين خسروا نحو 25% من قوتهم الهجومية، وتشكك الصحافة الغربية في نجاعة الضربات خصوصاً أن الحوثيين قدروا على تجديد وتوسيع ترسانتهم الهجومية رغم الحصار البحري الذي فرض عليهم من التحالف العربي بقيادة السعودية لسنوات.

4 محافظات

وأشارت قناة المسيرة، التابعة للحوثيين، إلى أن الضربات التي قالت إنها أميركية وبريطانية استهدفت مناطق في 4 محافظات، بينها الحديدة وصعدة والبيضاء وتعز وذمار.

وقال المدير العام لمديرية الصومعة ناصر العزاني إن مبنى المعهد المهني تعرض لعدة غارات، مشيراً إلى أن القصف جاء عقب إطلاق الحوثيين صواريخ بالستية من فناء المبنى، وشمل أيضاً مديريات عدة في محافظة البيضاء.

مستمرون

وبعد الهجوم قال مصدر عسكري حوثي: «مستمرون في استهداف السفن الإسرائيلية والمتجهة إلى موانئ فلسطين المحتلة مهما حاول العدوان الأميركي - البريطاني منعنا من ذلك».

وكان الحوثيون تبنوا قبل ذلك بساعات استهداف سفينة جينكو بيكاردي التجارية الأميركية في خليج عدن بمسيرة. كما تعهد الحوثيون بمواصلة هجماتهم على السفن في البحر الأحمر، عقب قرار الولايات المتحدة إعادة إدراجهم على قائمة الكيانات «الإرهابية».

وقال المتحدث باسم الحوثيين محمد عبدالسلام: «لن نتراجع عن استهداف السفن الإسرائيلية أو السفن المتجهة الى الموانئ في فلسطين، وسنرد على أي ضربات جديدة تشنها الولايات المتحدة أو بريطانيا على اليمن».

في وقت سابق، أعادت إدارة الرئيس جو بايدن إدراج الحوثيين على قائمة المنظمات الإرهابية، مؤكدة تصنيف الحركة المتحالفة مع إيران على أنها «كيان إرهابي عالمي»، لكن منسق مجلس الأمن القومي للاتصالات الاستراتيجية في البيت الأبيض جون كيربي قال إنه إذا أوقفت الجماعة هجماتها البحرية فستسحب مجدداً عن القائمة.

الدنمارك

من ناحيته، ذكر وزير خارجية الدنمارك لارس لوكه راسموسن أمس، أن بلاده ستنضم إلى التحالف البحري الذي تقوده الولايات المتحدة، ويضم ست دول أخرى، للتصدي لهجمات حركة الحوثي، موضحاً أن مساهمة البلاد ستتألف من جندي واحد.

وكانت البحرين الدولة العربية والخليجية الوحيدة التي تنضم إلى التحالف الأميركي، الذي رفض الأوروبيون الانخراط فيه، وأعلنوا عن إطلاق مهمة أوروبية بحرية قريباً.

لافروف والصين

إلى ذلك، أفاد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، أمس، بأنه على الولايات المتحدة وقف «العدوان على اليمن»، معتبراً أنه «كلما قصف الأميركيون والبريطانيون أكثر، يصبح الحوثيون أقل استعدادا للتحاور».

من ناحيته، قال المتحدث باسم وزارة التجارة الصينية خه يا دونغ، أمس، إن الصين تحث جميع الأطراف المعنية على استعادة وضمان الأمن في الممرات البحرية بالبحر الأحمر، لضمان سير حركة التجارة العالمية بشكل طبيعي، مؤكداً أن بكين «ستعزز التنسيق مع الإدارات المعنية، وستتابع التطورات عن كثب، وستقدم الدعم والمساعدة لشركات التجارة الأجنبية في الوقت المناسب».

بن مبارك وهجوم شبوة

في موازاة ذلك، قال وزير الخارجية في الحكومة اليمنية المعترف بها دولياً أحمد بن مبارك، لقناة الحدث السعودية، إن إعادة واشنطن الحوثيين لقائمة الإرهاب خطوة جادة لمساءلتهم، وطالب بدعم دولي لبسط سيطرة الحكومة على كامل أراضي اليمن، معتبراً أن «تهديد الحوثيين للملاحة فرض على المجتمع الدولي تغيير أولوياته، وأن الحوثيين لن يتراجعوا عن سلوكهم الإرهابي إلا بضغط دولي متزايد».

جاء ذلك فيما سقط قتلى وجرحى في هجوم عسكري كبير للحوثيين على مواقع قوات المجلس الانتقالي الجنوبي الانفصالي و«قوات العمالقة» الموالية للانفصاليين الجنوبيين في مديرية بيحان بالجهة الغربية من محافظة شبوة النفطية، ويعد الهجوم الأعنف منذ طردهم من محافظة شبوة في مطلع عام 2022.

وأكد مصدر عسكري في قوات دفاع شبوة أن هذه القوات بإسناد من قوات العمالقة تمكنت من صد الهجوم الحوثي.

back to top