ترامب يتجه لفوز مريح بتمهيدية الجمهوريين في آيوا

يركز على استبعاد ديسانتيس من المنافسة... والعاصفة الثلجية والثقة الزائدة عدوّتاه في الاختبار الأول

نشر في 15-01-2024
آخر تحديث 14-01-2024 | 20:09
لافتة لترامب ومنافسيه في شارع تغطيه الثلوج بولاية آيوا (رويترز)
لافتة لترامب ومنافسيه في شارع تغطيه الثلوج بولاية آيوا (رويترز)
نال الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب دفعة قوية بتقدم مريح في استطلاعات الرأي عشية اقتراع حزبي في ولاية آيوا سيكون الاول للجمهوريين.

تنطلق اليوم الانتخابات التمهيدية في الحزب الجمهوري، حيث ينتخب الحزب مرشحه في ولاية آيوا، وستكون الانتخابات التي تُجرى بطريقة المجالس الحزبية بمنزلة الخطوة الأولى للحزب الجمهوري نحو اختيار منافسه لمواجهة جو بايدن، الرئيس الديموقراطي (81 عاماً).

ويُتوقع أن يتحدى أقل من 200 ألف ناخب من أصل نحو 335 مليون أميركي درجات الحرارة المنخفضة للإدلاء بأصواتهم الأولى في دورة الانتخابات الرئاسية لعام 2024 وتحديد مسار السباق.

وتشير استطلاعات الرأي إلى تقدم الرئيس الجمهوري السابق دونالد ترامب (77 عاماً) على منافسيه بفارق كبير، في وقت الذي يسعى لاستخدام نتائج آيوا لإبعاد حاكم فلوريدا رون ديسانتيس من الترشيح، ليركز على سفيرة واشنطن السابقة لدى الأمم المتحدة نيكي هيلي، قبل انتخابات ولاية نيوهامشير الأسبوع المقبل، حيث تظهر الاستطلاعات حضورا قويا لها هناك.

وترامب هو الخيار الأول لأقل بقليل من نصف المشاركين المحتملين في المؤتمرات الحزبية للجمهوريين، وفقًا لاستطلاع جديد أجرته جيه آن سيلزر لحساب «دي موين ريجستر» وشبكة إن بي سي نيوز، وينظر اليه على أنه «المعيار الذهبي» لاستطلاعات الرأي في ولاية آيوا.

وبحسب الاستطلاع، حصل ترامب على دعم 48 بالمئة من أصوات المشاركين المحتملين في المؤتمر الانتخابي، تليه هيلي بنسبة 20 بالمئة، وديسانتيس بـ 16 بالمئة. وجاء رجل الأعمال في مجال التكنولوجيا الحيوية فيفيك راماسوامي في المركز الرابع بنسبة 8 بالمئة.

ويمنح الاستطلاع ترامب تقدمًا غير مسبوق عشية انتخابات آيوا التي ستكون بمنزلة اختبار مبكر للقوة الانتخابية للرئيس السابق بين القواعد الشعبية لحزبه. وفي الوقت نفسه يمنح الاستطلاع هيلي دفعة صغيرة، حيث تقدّمت للمرة الأولى على ديسانتيس، الذي أنفق قدرًا هائلاً من الوقت والمال في الحملات الانتخابية بولاية آيوا.

ويأتي الاستطلاع في الوقت الذي قلبت عاصفة ثلجية ودرجات حرارة منخفضة تاريخيا الأيام الأخيرة من الحملة الانتخابية في آيوا، وأثارت تساؤلات حول عدد الناخبين الذين سيشاركون في ليلة التجمع الحزبي، رغم أن سكان آيوا ليسوا غرباء على تساقط الثلوج ودرجات الحرارة الباردة.

فقد ألغت حملة ترامب العديد من الأحداث المخطط لها في ولاية الغرب الأوسط خلال عطلة نهاية الأسبوع، حيث تقطعت السبل بالرئيس السابق في فلوريدا، وسط تساقط ثلوج قياسي ورياح شديدة بولاية آيوا. كما قلّص ديسانتيس وهيلي جدول أعمالهما يوم الجمعة، لكنهما استأنفا معظم حملتهما المقررة بحلول منتصف نهار السبت.

ووصل ترامب إلى دي موين، عاصمة ولاية آيوا، في وقت متأخر من أمس الأول، وعقد أمس تجمعًا شخصيًا واحدًا فقط، بعد أن شارك ليل السبت ـ الأحد في جلسة أسئلة وأجوبة مع المدعية العامة الجمهورية في ولاية آيوا، برينا بيرد، التي أيّدته.

وحاول ترامب وحلفاؤه التخفيف من التوقعات قبل المؤتمرات الحزبية، لكنّ الرئيس السابق ضاعف أيضًا من مهاجمة خصومه في محاولة باللحظة الأخيرة لتعزيز الدعم. وهاجم هيلي مساء السبت، واصفا إياها بـ «الداعية للعولمة»، وقال إنها «ليست قوية بما يكفي لتكون رئيسة».

وفي منشور على وسائل التواصل، انتقد أيضًا راماسوامي للمرة الأولى، واتهمه بـ «حيل الحملة الخادعة»، وحثّ الناخبين على عدم «الخداع» و«إهدار» أصواتهم عليه.

وقال أستاذ العلوم السياسية في جامعة دريك في دي موين، الخبير في المؤتمرات الحزبية، دينيس غولدفورد، إن أكبر نقطة ضعف لدى ترامب يمكن أن تتمثل ببساطة في اعتقاد مؤيديه بأن فوزه مضمون، وليس هناك حاجة لهم إلى التجمع.

ويظل حلفاء ترامب في آيوا واثقين تمامًا بأنه سيحقق فوزًا كبيرًا هذا الأسبوع. وهذا من شأنه أن يبقيه على المسار الصحيح لتحقيق نصر مبكر مريح في معركة الترشيح، وتجنّب معركة ضروس تمتد حتى موعد المؤتمر الجمهوري الذي سيعقد في ميلووكي بولاية ويسكونسن خلال يوليو.

وإذا فاز ترامب في آيوا واستمرت هذه الديناميكية حتى خروجه منتصرا سالما من معركة الترشيح، فسوف يتسبب ذلك في إثارة قلق عميق بين بعض أقرب حلفاء أميركا في مختلف أنحاء العالم قبل الانتخابات الرئاسية. وقد سعى بايدن إلى إعادة بناء التزام أميركا تجاه شركائها التقليديين، من أوروبا إلى منطقة المحيطين الهندي والهادئ، بعد التمزقات التي أحدثتها إدارة ترامب، وسوف تتعرض هذه العلاقات للخطر مرة أخرى.

إن احتمال إعادة المنافسة على البيت الأبيض بين رئيسين هي الأولى من نوعها منذ تنافس دوايت أيزنهاور وأدلاي ستيفنسون للمرة الثانية على التوالي عام 1956 قد دفع بايدن بالفعل إلى البدء في مهاجمة ترامب بشكل مباشر، واصفا السباق الرئاسي بأنه معركة لإنقاذ الديموقراطية الأميركية.

back to top