حادث في البحر الأحمر ومناورات حوثية بصعدة

لندن وواشنطن لن تترددا بشن ضربات جديدة على اليمن
• نصرالله: التهديد الأميركي لإيران لن يجدي نفعاً

نشر في 15-01-2024
آخر تحديث 14-01-2024 | 19:52
عناصر حوثية تحرق العلمين الأميركي والبريطاني خلال تظاهرة في صنعاء أمس (رويترز)
عناصر حوثية تحرق العلمين الأميركي والبريطاني خلال تظاهرة في صنعاء أمس (رويترز)

تصاعد الترقب في منطقة البحر الأحمر غداة الضربات الأميركية ـ البريطانية على مواقع لجماعة «أنصار الله» الحوثية في العاصمة اليمنية صنعاء، ومدينة الحديدة الساحلية، وصعدة معقل الجماعة، وغيرها من المدن اليمنية.

وفي أول مؤشر على أن الضربات الأميركية- البريطانية لن تتمكن من ردع الحوثيين بشكل سريع، قالت هيئة عمليات التجارة البحرية البريطانية إنها تلقت تقريرا أمس عن واقعة تتضمن زورقين صغيرين على بعد 23 ميلا بحريا (43 كيلومترا) شمال غربي مدينة عصب الساحلية الإريترية على البحر الأحمر. وكان قيادي في جماعة «أنصار الله» توعد برد وشيك على الضربات الأميركية ـ البريطانية التي تهدف الى تقليص قدرتها على شن هجمات على سفن بحرية.

جاء ذلك فيما أجرى الحوثيون أمس الأول مناورة عسكرية في محافظة صعدة بالقرب من المملكة العربية السعودية. وتضمنت المناورات، وفق قناة «المسيرة» التلفزيونية التابعة للحوثيين، إطلاق نار حي بالدبابات والمدفعية والطائرات بدون طيار وأسلحة أخرى ضد أهداف تحمل العلم الإسرائيلي. وقال قادة حوثيون إنهم مستعدون للمشاركة في المعركة ضد الأعداء «الأميركيين والصهاينة»، بحسب التقرير. وكانت الجماعة نفذت مناورة مماثلة في صعدة عام 2015.

تحذيرات أميركية وبريطانية

وحذّر وزير الخارجية البريطاني، ديفيد كاميرون، من أن بلاده مستعدة لتنفيذ المزيد من الضربات على أهداف للحوثيين في حال استمرار تعرض السفن التجارية والعسكرية للهجوم، مشيرا إلى أن الهجمات الحوثية تساهم في رفع الأسعار بجميع أنحاء العالم.

الصين ومصر قلقتان من اتساع رقعة الصراع في المنطقة

وقال كاميرون في مقال صحافي نشرته «التلغراف» أمس، إن الضربات التي شنتها القوات الأميركية والبريطانية خلال الأيام الماضية، «ستؤدي إلى حد ما إلى إضعاف قدرات الحوثيين التي تم بناؤها بدعم إيراني».

وتابع: «موقفنا الواضح أننا سندافع دائماً عن حرية الملاحة، والأهم من ذلك أننا سنكون مستعدين لدعم الأقوال بالأفعال».

وأمس الأول، أكد الرئيس الأميركي جو بايدن أنه بعث برسالة خاصة لإيران بشأن الحوثيين واستعداده لشن المزيد من الضربات بهدف حماية الملاحة.

وفي تصريحات منفصلة نقلت قناة «العربية» السعودية عن الخارجية الأميركية قولها إن الضربات على اليمن لن تكون الاخيرة، معبرة عن استغرابها من موقف الصين «لكونها الأكثر استفادة من حرية الملاحة»، بعد أن صعدت الصين أمس من موقفها الرافض للضربات الأميركية والبريطانية على اليمن.

30% من القدرات

وفيما اعتبر المتحدث باسم الحوثيين محمد عبدالسلام أن الضربات التي شنت ليل الخميس ـ الجمعة غير مؤثرة، كشف مسؤولان أميركيان لـ «نيويورك تايمز» أنه حتى بعد ضرب أكثر من 60 هدفاً بأكثر من 150 ذخيرة موجهة بدقة، فإن تلك الضربات دمرت حوالي 20 إلى 30 في المئة فقط من القدرات الهجومية للمتمردين، ومعظمها يتم تركيبه على منصات متنقلة ويمكن نقله أو إخفاؤه بسهولة.

إيران ونصرالله

إلى ذلك، حذر مندوب إيران لدى الأمم المتحدة أمير سعيد إيرواني، من أن أي دولة تشارك في ضرب اليمن قد تعرض نفسها لخطر محتمل، وستكون مصالحها أهدافاً مشروعة لليمنيين. ورأى إيرواني أن الضربات الأميركية ـ البريطانية تمثل خرقاً للقانون الدولية «ويُثبت نجاح ضغوط إسرائيل على واشنطن لجرّها إلى حرب مباشرة».

من ناحيته، اعتبر عضو مجمع تشخيص مصلحة النظام في إيران محسن رضائي أن «أميركا ستغرق في البحر الأحمر كما غرق فرعون مصر في النيل»، معتبراً أن «هجوم أميركا وبريطانيا على اليمن يظهر محاولة شخص غارق لإنقاذ نفسه من مستنقع حرب غزة الذي صنعه بنفسه».

وفي بيروت، شدد الأمين العام لـ «حزب الله» حسن نصرالله على أن ضربات لندن وواشنطن على الحوثيين تدمر أمن الملاحة العالمي، لأن هجمات الجماعة اليمنية تستهدف فقط الملاحة المرتبطة بإسرائيل، معتبراً أنه «إذا كان بايدن ومن معه يظنون أن اليمنيين سيتوقفون عن مواجهة الإسرائيليين في البحر الأحمر فهم مخطئون وجاهلون».

ووجه نصرالله سهام انتقاداته لمملكة البحرين، التي تستضيف القيادة الأميركية الوسطى «سنتكوم»، وندد بمشاركتها في الضربات على الحوثيين، لافتاً إلى أن «التهديد الأميركي لإيران لن يجدي نفعاً». ودعا نصرالله كل الشعوب العربية إلى دعم «أنصار الله»، مؤكداً «إصابة هدف حساس في حيفا بصاروخ كروز أطلق من العراق رغم تكتم الإسرائيليين».

مصر والصين

في هذه الأثناء، طالب وزير الخارجية المصري سامح شكري، ونظيره الصيني وانغ يي، بوقف فوري لإطلاق النار بغزة، ومعالجة الوضع الإنساني المتدهور، وبإقامة دولة فلسطينية كاملة العضوية في الأمم المتحدة.

وأعرب الجانبان في بيان مشترك عقب لقاء في القاهرة عن «متابعتهما الحثيثة لتطورات الأوضاع في البحر الأحمر، وأهمية قراءة تلك التطورات ارتباطا بالأوضاع في غزة، باعتبارها مسببا رئيسيا لها».

وأكدا «أولوية تأمين سلامة وأمن الملاحة في البحر الأحمر». كما أعربت القاهرة وبكين «عن القلق إزاء اتساع رقعة الصراع بالمنطقة، مع التشديد على أهمية تكاتف الجهود الدولية والإقليمية من أجل الوقف الفوري للاعتداءات على غزة، والعمل علي خفض حدة التوتر وعدم الاستقرار إقليمياً».

وقال وانغ خلال مؤتمر صحافي بعد اجتماع مع الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، إن الصين تدعو إلى إنهاء الهجمات على السفن المدنية ومضايقتها في البحر الأحمر. ولم يشر وانغ إلى الحوثيين لكنه أكد موقفاً سبق أن أعلنه دبلوماسيون صينيون آخرون هذا الشهر.

من ناحيته، أكد السيسي خلال لقاء الوزير الصيني ضرورة وقف إطلاق النار في قطاع غزة لحماية المدنيين وإغاثتهم، وكذلك نزع فتيل التوتر في المنطقة، وتجنب إذكاء عوامل عدم الاستقرار الإقليمي.

back to top