«حزب الله» يحقق مع موقوفين بتهمة التعاون مع إسرائيل

تل أبيب تستخدم الهواتف وكاميرات المنازل في حربها الأمنية ضده
• تحذير استخباري أميركي من خطط لدى الحزب لاستهداف أميركيين

نشر في 12-01-2024
آخر تحديث 11-01-2024 | 20:37
دورية لليونيفيل بالقرب من صورة الامين العام «حزب الله» اللبناني في قرية العديسة قرب الحدود اللبنانية وفلسطين المحتلة
دورية لليونيفيل بالقرب من صورة الامين العام «حزب الله» اللبناني في قرية العديسة قرب الحدود اللبنانية وفلسطين المحتلة

للحرب الدائرة بين «حزب الله» وإسرائيل أبعاد كثيرة لا تقتصر على المواجهات العسكرية القائمة على الحدود. واتخذت الضربات الإسرائيلية، في الأسابيع الماضية، شكلاً أمنياً من خلال تكثيف تل أبيب عمليات الاغتيال، بدءاً من غارة بيت ياحون التي أدت إلى سقوط خمسة كوادر من الحزب، بينهم أحد أبرز مسؤولي العمليات في «قوة الرضوان» نجل رئيس الكتلة النيابية للحزب محمد رعد، وصولاً إلى اغتيال مسؤول العمليات والتدريب في «الرضوان» وسام طويل في خربة سلم، مروراً باغتيال القيادي الكبير في حركة حماس صالح العاروري في قلب الضاحية الجنوبية لبيروت، معقل الحزب.

وانتقلت المعركة من مرحلة إلى أخرى بعد المعلومات التي تؤكد أن اغتيال طويل جرى عبر عبوة ناسفة مزروعة بجانب الطريق، وليس عبر طائرة مسيّرة، وهو ما سلط الأضواء على احتمال وجود عملاء أو خروقات بشرية تمكّن الإسرائيليين من تنفيذ مثل هذه العمليات.

وبحسب المعلومات يجري «حزب الله» تحقيقات حول هذه الخروقات، وهناك العديد من الموقوفين لدى الحزب، يتم التحقيق معهم بتهمة التعاون مع إسرائيل.

وبغض النظر عن الحساسية المحلية، التي تثيرها هذه الخطوة لدى خصوم الحزب، فإن الأخير يخوض عملياً هذه المعركة الجديدة بعيداً عن الإعلام والإثارة.

مواجهة أمنية أخرى آخذة في التطور، وهي تصدي الحزب لمحاولات اختراق شبكات الاتصالات والإنترنت وكاميرات المراقبة في الجنوب، بعدما تبين أن الإسرائيليين ينتحلون صفة لبنانيين ويجرون اتصالات بأصحاب بعض المنازل للتأكد منهم حول إخلائها قبل استهدافها.

مثل هذه الوسائل استُخدمت في غارة بيت ياحون، ولدى استهداف معمل الألومنيوم في كفروة، وفي عمليات أخرى، أجرى فيها الإسرائيليون اتصالات تارة عرفوا عن أنفسهم أنهم من الجيش الإسرائيلي، وتارة أخرى أنهم من الأجهزة الأمنية اللبنانية، وطلبوا من أصحاب هذه المنازل إخلاءها قبل قصفها.

وكان الإسرائيليون يرصدون هذه المنازل بعد التأكد من أن أصحابها باتوا خارجها، ويعتبرون أن أي حركة تُرصد في محيطها أو في داخلها هي لعناصر «حزب الله»، وبالتالي يقومون بقصفها.

ويعمل الحزب على التصدي لهذه الأساليب، من خلال مطالبة الناس بإطفاء كاميرات المراقبة وفصلها عن شبكة الإنترنت، وعدم التجاوب مع أي اتصالات هاتفية ترد من أي جهة تحاول الاستفسار عن معطيات ميدانية. كما أن الحزب عمم على أغلبية مسؤوليه وعناصره عدم استخدام الهواتف الخلوية، لأنها أيضاً تشكل نقطة اختراق تقنية يمكن من خلالها الرصد والمراقبة والمتابعة.

وفي شأن متصل، التزم «حزب الله» الصمت تجاه تقارير عن تحذيرات استخبارية أميركية من خطط لديه لاستهداف دبلوماسيين أو جنود أميركيين في منطقة الشرق الأوسط، واحتمال أن «تمتد ضربات الحزب إلى العمق الأميركي».

واعتبرت أوساط الحزب أن التقرير الذي نشرته صحيفة بوليتكو، نقلاً عن مسؤولين أميركيين يندرج في خانة التهويل.

وكان أحد المسؤولين قال للصحيفة الأميركية، إن وزارة الخارجية الأميركية «عززت إجراءات الأمن» بسفارتها في بيروت خلال الأسابيع الأخيرة لمنع أي هجوم على الدبلوماسيين المقيمين في لبنان.

back to top