الصين تدعو التايوانيين لعدم انتخاب المرشح الاستقلالي
مرشح المعارضة التايوانية يتعهد بعدم إثارة مسألة الوحدة في حال فوزه
عشية انتخابات رئاسية مهمة في تايوان، دعت الصين أمس سكان الجزيرة إلى اتخاذ «القرار الصحيح» غداً، محذرة من أن لاي تشينغ-تي، المرشح الاستقلالي الأوفر حظاً للفوز، والذي يشغل منصب نائب رئيسة تايوان الحالية تساي إنغ-وين وينتمي على غرارها إلى الحزب التقدّمي الديموقراطي المؤيد للاستقلال، يشكّل «خطراً جسيماً» على العلاقات.
وقال المتحدث باسم مكتب شؤون تايوان في بكين تشن بينهوا: «إذا وصل لاي إلى السلطة، فسيستمرّ في الترويج للأنشطة الانفصالية المرتبطة باستقلال تايوان»، فيما نددت الناطقة باسم الخارجية الصينية ماو نينغ بالتحذير الأميركي لبكين بشأن إثارة التوترات حول الانتخابات، معتبرة أنه على أن واشنطن أن «تمتنع عن التدخل في انتخابات منطقة تايوان بأي شكل من الأشكال لتجنب إلحاق ضرر خطر في العلاقات الصينية-الأميركية».
وشددت ماو لى على أن «الصين تعارض على الدوام أي شكل من أشكال التبادل الرسمي بين الولايات المتحدة وتايوان»، بعدما أعلنت الولايات المتحدة أنها سترسل وفداً إثر الاقتراع هذا الأسبوع.
وقالت مسؤولة أميركية كبيرة لصحافيين، أمس الأول، إنّ الولايات المتّحدة واظبت في السنوات الأخيرة على إرسال وزراء سابقين، أو مسؤولين حكوميين كبار سابقين، إلى تايوان، وبالتالي «فما من جديد» على هذا الصعيد. وحذّرت المسؤولة الأميركية الكبيرة من أنّه «سيكون استفزازياً من جانب بكين أن تردّ (على نتيجة الانتخابات) بمزيد من الضغط العسكري أو الإجراءات القسرية».
وأكّدت أنّ «الولايات المتّحدة لا تنحاز إلى أيّ طرف في الانتخابات، وليس لديها مرشّح مفضّل. بغضّ النظر عن نتيجة الانتخابات، فإنّ سياستنا فيما يتعلّق بتايوان ستظلّ على ما هي عليه، وعلاقتنا غير الرسمية القوية ستتواصل».
وشدّدت المسؤولة في الإدارة الأميركية على أنّ الولايات المتّحدة تعارض أيّ محاولة «تدخّل» خارجي في العملية الانتخابية في الجزيرة، مؤكّدة أن واشنطن لديها «ملء الثقة» بهذه الانتخابات.
إلى ذلك، تعهد المرشح الرئاسي هو يو-ايه (66 عاما) عن حزب المعارضة (كومينتانغ)، الذي يُنظر إليه على أنه يتمتع بعلاقات أوثق مع بكين، عدم «بيع» جزيرة تايوان للصين في حال انتخابه رئيسًا، والحفاظ على علاقة قوية بالولايات المتحدة «الحليف الوفي».
وقال هو إن «تايوان بلد ديموقراطي وحرّ... ومهما كان ما تعتقده الصين، فإن ما يريد منّا الرأي العام في تايوان أن نفعله هو الحفاظ على الوضع الراهن». ووعد بألّا تُطرح مسألة «إعادة التوحيد» في حال انتخابه.
وفي خطاب رأس السنة، أكد الرئيس الصيني شي جينبينغ أن «الصين سيعاد توحيدها بالتأكيد».
كما أشار المرشح المعارض الى أنه «عند النظر إلى المخاطر بشأن الصين، فإن أهم شيء هو أنه يجب أن نواصل تعزيز أسلحة دفاعنا الوطني وتحسين قدرات الدفاع الوطني حتى لا نسمح لهم بالتجرؤ على بدء حرب بسهولة»، مضيفا «إذا شنت الصين حربا فلن تستطيع دفع الثمن «.
وجاءت هذه التطورات بعدما أبلغ مسؤولون عسكريون صينيون نظراءهم الأميركيين خلال مباحثات عسكرية وأمنية رفيعة في واشنطن أنّهم «لن يتتنازلوا أبداً أو يتراجعوا» في مسألة تايوان وطالبوهم بوقف تسليحها، ووقف التحركات الاستفزازية» في البحر الجنوبي، وتقليص انتشارهم العسكري.
وقالت وزارة الدفاع الصينية، في بيان عقب المحادثات التي جرت يومي الاثنين والثلاثاء في واشنطن، «يتعيّن على الولايات المتّحدة أن تفهم بالكامل الأسباب الجذرية لقضايا الأمن البحري والجوي، وأن تكبح بشكل صارم جماح قواتها على الخطوط الأمامية، وأن تتوقف عن المبالغة والضجيج».
وفي بيانها، شددت «الدفاع» الصينية على أنّها «أوضحت أيضاً موقفها الرسمي ومخاوفها الرئيسية بشأن القضايا المتعلقة بالمصالح الأساسية للصين والقضايا الدولية الساخنة».
في موازاة ذلك، كشفت صحيفة «مانيلا تايمز» عن استجرار الولايات المتحدة كميات كبيرة من الوقود إلى الفلبين من إحدى قواعدها العسكرية في هاواي، معتبرة أن ذلك يثير الشك حول التحضير لحرب محتملة بين الصين وتايوان.
وذكرت الصحيفة الفلبينية أمس، أن ناقلة تجارية تقبع في خليج «سوبيك» بالفلبين ليتم نقلها إلى منشأة تجارية مخصصة لتخزين الوقود النظيف من المنشأة العسكرية الأميركية رد هيل في بيرل هاربور في هاواي.