خطورة مصطلح «حقوق الإنسان»

نشر في 12-01-2024
آخر تحديث 11-01-2024 | 19:00
 د. نوري أحمد الحساوي

نعم إن «حقوق الإنسان» مصطلح خطير يجب أن نعرف جيدا كيفية التعامل معه، وألا نأخذه على علاته، حيث يختلف مفهوم ثقافة حقوق الإنسان من شخص لآخر، فبعض الناس يعني لديهم ضمان معاملة كل الناس بصورة تحترم فيها كرامتهم الأساسية وقيمتهم الإنسانية، في حين ينظر آخرون إلى مفهوم «حقوق الإنسان» بأنه يعني أن على السلطة ورجال الأمن حماية مصالح المشبوهين والمجرمين والمسجونين وغيرهم ومعاملتهم معاملة إنسانية، ففي بريطانيا مثلاً وبدواعي «حقوق الإنسان» دخل الكثيرون واستقروا في بريطانيا طلبا للجوء السياسي، مما ساهم في ازدياد العنصر الأجنبي في هذه الدولة، وبالتالي بدأت تظهر سلبيات هذا الوضع الجديد، مما جعل بريطانيا تفكر بتغيير أنظمتها وقوانينها بهذا الخصوص.

قد يستخدم مصطلح حقوق الإنسان من بعض الدول ليكون تبريرا خبيثا لاستخدام القوة العسكرية والتدخل ضد دولة أخرى لتحقيق بعض المصالح، وفي ذلك أمثلة كثيرة من واقعنا الذي نعيشه مما يخرق مبدأ السيادة الوطنية.

في الكويت استخدم مصطلح حقوق الإنسان من البعض كثيرا في قضية المقيمين بصورة غير قانونية أو ما يسمون (البدون) وقد يكون مصطلح حقوق الإنسان قد استخدم بقصد أو بحسن نية، لكن النتيجة هي إظهار الكويت وكأنها دولة قمعية واستبدادية أمام دول العالم لا تراعي حقوق الإنسان، وكل ذلك بسبب حشر مصطلح حقوق الإنسان بهذه القضية التي أعتبرها قانونية تنظيمية بحتة تحل بالقانون وتطبيقه بالشكل الصحيح، ليأخذ كل مستحق حقوقه، ولكن البعض أراد أن يصور القضية وكأن فيها خرقا وتطاولا على حقون الإنسان ليزيد الضغط على الحكومة وإجبارها على الحل العشوائي، مما يسبب ضررا على الكويت وأمنها واستقرارها.

نقول إن مفهوم «حقوق الإنسان» يجب أن نحرص الحرص الشديد على كيفية استخدامه في الظروف المناسبة له والحقيقية وليس لدغدغة المشاعر وتحقيق مصالح شخصية على حساب الوطن والمواطن، لأنه يحمل معاني ومبادئ سامية، وشعور البشر المشترك بالإنسانية والمعاناة المشتركة هو ما يجعل هذا المفهوم في ضمير كل إنسان حي، لكن لنعلم أنه رغم وجود قبول عالمي لرسالة ومبادئ حقوق الإنسان فما زال هناك أيضا خلاف حول ماهية ما يعدّ حقا للإنسان وكيفية تطبيق قانون حقوق الإنسان لأن بعض الدول تطبق حقوق الإنسان بالصورة التي تخدم مصالحها.

لذلك نقول أخيراً يجب أن نكون موضوعيين وواقعيين في التعامل مع مصطلح حقوق الإنسان الذي نحترمه ونقدره ونعمل جميعا على أن تكون الكويت رائدة فيه، ولمَ لا فالكويت بلد الإنسانية ولكن بحذر وفكر؟

back to top