حرّروا أميركا

نشر في 05-01-2024
آخر تحديث 04-01-2024 | 18:53
 د. محمد عبدالرحمن العقيل

لم نكن نتخيل يوماً أن نسمع نداءات استغاثة من ناشطين ومواطنين أميركيين في منصات التواصل، ينادون بتحرير «بلد الحرية» بقول أحدهم: «حررونا من أميركا بعدما تنتهون من تحرير غزّة، فنحن أسرى لدى حكوماتنا المستبدة!» وآخر يقول: «أميركا تشارك في إبادة الأبرياء بأموالنا، وتزعم أنها بلد الحرية والديموقراطية».

إن رؤية هذا الخلل والاختراق الصهيوني في القيادة الأميركية، بات أمراً واضحا لدى شريحة كبيرة من المجتمع، وليس تحليلا يَرِد فيه الخطأ والصّواب! والموضوع مرسوم منذ البداية، فكل مرشح للرئاسة الأميركية لا بد له أن يبدي مظاهر الولاء لليهود لينجح في الانتخابات، حتى ارتفع سقف تقديم الولاء، إلى أن وصلت الحال بأن نسمع رئيس أميركا يقول: «أنا صهيوني !» والكارثة، أنه لم يتم عزله أو محاسبته على هذا التصريح!

ولعل أكثر ما أذهلني من إخفاقات الحكومة الأميركية مؤخرا هو عندما عقد مجلس النواب الأميركي جلسة تحقيق مع رؤساء أكبر جامعات أميركا بطريقة مهينة واستصغار! وتركوا العضو «Elise Stefanik» تتهجم على كبار أساتذة الجامعة بكل صلافة وعنجهية وكأنهم مجرمين! هل أصبحت أميركا تفتخر بإهانة رموز العلم من أجل عصابة مجرمة!

ناهيك عن الطرق التي تم اتخاذها لابتزاز ومحاربة «Elon Musk» لعدم رضوخه لمطالبهم في تشفير منصة «x» وأفسد عليهم عبث الهيمنة الإعلامية الصهيونية التي تغزو العالم بمحطاتها الاحترافية.

أنا شخصيا، أصبحت لا أتحرى الحقيقة من تلك القنوات المُفبرِكة للأخبار، فالإعلام الغربي وبعض القنوات الإخبارية العربية باتت أداة وأبواقا للصهيونية العالمية بشكل مكشوف، فهم يريدون رسم العالم بطريقتهم من خلال هذه القنوات التي تدخل بيوتنا بدون استئذان.

أعزائي القرّاء، إن سمعة أميركا ومصداقيتها تذكرانني بمشهد الساحر الأنيق البارع الذي كان يُذهل الجمهور بخفة يديه وبراعته وقدرته على إخفاء الأشياء وإخراجها بطريقة ساحرة، تجعل الأطفال يصدقون ما يرون ويصفقون له بكل حرارة، ولكن يبدو أن ساحرنا قد كبر في السن وخرّف، ونسي أن يُغلق الباب الخلفي للمسرح، فدخل بعض الجمهور مصادفة من الباب الخلفي للمسرح، ورأى سخافة تلك الحيل، التي كان يظن أنها معجزة!

back to top