زبدة الهرج: أحيانا الأماني مؤلمة

نشر في 05-01-2024
آخر تحديث 04-01-2024 | 18:48
 حمد الهزاع

عندما تقود سيارتك على الطريق وتكون الرؤية غير واضحة بسبب كثافة الضباب ماذا تعمل؟ إما أن تقود ببطء شديد، وقد يأتي من يقود سيارته بسرعة و«بايعها» ويصطدم بسيارتك من الخلف فتصبح حضرتك مرحوماً، أو تقف على كتف الطريق وتبتعد مسافة كافية آمنة، وهنا أنت تصرفت بحكمة، وربنا وفقك وحافظت على نفسك وعلى من معك و«عديت» الليلة على خير.

وهذا التصرف ينم على عقلية قيادية ذات رؤية عالية من الحكمة، وقد يكلفك هذا الأمر بعض الوقت وتتأخر قليلا، لكنك تصل الى نتيجة إيجابية وسليمة، أفضل من أن ترتكب كارثة بسبب سوء التقدير وعدم إدراك العواقب التي قد تحدث في أي لحظة، ومن ثم فإن العودة إلى الوراء تكون مستحيلة وبعدها لا ينفع ندم ولا بكاء على الأطلال.

لذا فإن حسن التصرف والإحساس بالمسؤولية واتخاذ القرار الصحيح لا يقتصر على قيادة السيارة بل ينطبق على أمور كثيرة، منها إدارة العمل عندما تمنح المسؤولية إلى قيادي صاحب فكر متفتح يعمل على تطوير مستوى الخدمات على جميع الصعد، ووفق استراتيجية لا تخضع للمحسوبيات والوساطات، ويخرج من مكانه ليرى ما يحدث على أرض الواقع، ويفتح أبوابه للمراجعين ويتلمس احتياجاتهم، كما أنه يختار بعناية فريق عمل مميزا، ومستشارين أمناء صادقين يكونون عيوناً وآذاناً له، فيرون ما يثار ويطرح في مواقع التواصل الاجتماعي، ويسمعون ما يتكلم عنه الشارع، لينقلوا له الحقائق دون مجاملة أو زيف ويسدون له النصح والمشورة السديدة، وبلا شك ستكون الإدارة ناجحة لأنها اعتمدت في عملها على الإخلاص في العمل والبساطة الذكية.

ثم أما بعد:

بما أن الأماني أحيانا موجعة فقد اقتصرت أحلامنا وطموحاتنا على التمنيات البسيطة كردم حفر الشوارع وترقيعها مع «شوية» اهتمام بالزراعة على «شوية» توفير للبيض في الجمعيات، مع ضبط سعر البصل و«كده رضا ومية فل وأربع طعش».

back to top