خاص

السفير الباكستاني لـ «الجريدة•»: جاهزون لتلبية احتياجات الكويت لدعم أمنها الغذائي

«لدينا 3300 طبيب وممرض... وكل شهرين أو ثلاثة تصل دفعة جديدة»

نشر في 05-01-2024
آخر تحديث 04-01-2024 | 18:20
أكد السفير الباكستاني لدى البلاد، مالك فاروق، أن عام 2023 انتهى بتفاعل رفيع المستوى بين قيادتَي البلدين، بعد انقطاع دام 6 سنوات، حيث زار الكويت في نهاية العام الماضي وفد مدني برئاسة رئيس وزراء باكستان، وآخر عسكري. وفي لقاء مع «الجريدة»، قال فاروق إن بلاده «تريد أن تؤدي دوراً في قضية أمن الكويت الغذائي»، لافتاً إلى أن الكويت تستورد 99% من منتجاتها الغذائية. وطمأن السفير الكويتيين الراغبين في الاستثمار ببلاده، مشدداً على أن استثماراتهم آمنة ومربحة أيضا، وموضحاً أن سياسات حكومته الحالية تميل نحو مصلحة المستثمر... وفيما يلي نص اللقاء.

* كيف انتهى عام 2023 بالنسبة للعلاقات الثنائية بين الكويت وباكستان؟

- انتهى بتفاعل رفيع المستوى بين قيادتَي البلدين، حيث زار الكويت رئيس وزراء باكستان أنور الحق كاكر، الذي كان على رأس وفد مكون من وزراء مهمين جداً، مثل وزراء المالية، والتجارة، والقانون والعدل والتغيّر المناخي، والطاقة، إضافة إلى رئيس أركان الجيش الفريق أول سيد منير.

لذلك، سواء على المستوى المدني أو العسكري، أجرينا مناقشات مثمرة للغاية حول كل الجوانب، وكما نعلم، فإن باكستان تتمتّع بعلاقات ودية وممتازة مع الكويت، مبنية على المصالح المشتركة والثقة والتفاهم المتبادل.

* كيف تصف هذه الزيارة، وما القضايا التي تمّت مناقشتها؟

- كانت ناجحة للغاية، لأنها تمت أولاً بعد انقطاع دام 6 سنوات، لذلك كان من المهم جدًا أن يكون هناك تفاعل على مستوى القيادة، ومن ثمّ بالطبع فإن هذا مهم أيضًا، لأنها تزامنت مع الذكرى الـ 60 لإقامة العلاقات الدبلوماسية بين باكستان والكويت.

وأعتبر أنه سواء على المستوى المدني أو العسكري، فقد أجرينا مناقشات مثمرة للغاية حول جميع الجوانب بشكل عام، وكما نعلم، فإن باكستان تتمتع بعلاقات ودية وممتازة مع الكويت مبنية على المصالح المشتركة والثقة والتفاهم المتبادل.

حصة باكستان من اللحوم التي تستوردها الكويت 3%... ولا مساومة بشأن معايير جودة اللحوم الطازجة والذبح الحلال

وفي الحديث عن العلاقات الثنائية، اتفق الجانبان على أن هذا التفاعل سيكون منتظماً، ولا ينبغي أن يكون متقطعاً، وكانت المحادثات على مستوى الوزراء بين الطرفين مثمرة للغاية، وكان التركيز بشكل خاص على التجارة والاستثمار.

وقام الوفد خلال زيارة إلى هيئة الاستثمار الكويتية، بإطلاعها على المبادرة الحالية للحكومة الباكستانية، حيث أطلقت حكومتنا مجلساً خاصاً لتسهيل الاستثمار (SIFSC) لدول مجلس التعاون الخليجي، مؤلّف من 5 قطاعات: الزراعة، وتكنولوجيا المعلومات، والطاقة، والتعدين، والأمن الغذائي، لأننا نعلم أن الأمن الغذائي مهم بشكل خاص في منطقة الخليج، وهو الشغل الشاغل لجميع حكومات العالم بما فيها الكويت.

وتريد باكستان أن تؤدي دوراً في قضية أمن الكويت الغذائي، وبإمكانها تلبية احتياجاتها من الفواكه والخضراوات واللحوم الطازجة.

وكما هو معروف، فالكويت تستورد 99 بالمئة من المنتجات الغذائية من دول مختلفة حول العالم.

وبالنسبة إلى اللحوم، فإن حصة باكستان من الكمية التي تستوردها الكويت من البرازيل ونيوزيلندا وأستراليا، لا تزيد على 3 بالمئة. ونعلم جيداً مدى اهتمام الكويت عندما يتعلق الأمر بمسألة اللحم الحلال، وباكستان رائدة في مجال اللحوم الحلال، وقد طوّرنا الجودة العالمية للمسالخ، وشعبنا لا يساوم في مسألة معايير جودة اللحوم الطازجة، وهي عنصر حساس في الواقع، كما أن الشعب الكويتي يعلم أن الباكستاني لا يساوم عندما يتعلق الأمر بالذبح بطريقة سليمة ومهنية.

لدينا بنية تحتية جيدة بسبب الممر الاقتصادي الباكستاني - الصيني... لكن صناعة السياحة بحاجة إلى الاستثمارات

أما بالنسبة إلى الأرز، فنحن ننتج واحدًا من أفضل أنواع الأرز البسمتي، لكن حصة الأرز الباكستاني القادم للكويت أقل من 1 بالمئة.

أضف إلى ذلك الخضار والفواكه، إذ لدينا أفضل أنواع الفواكه، وحتى المكسّرات والصنوبر، ولدينا كذلك أجود أنواع الملح الوردي في العالم.

وعقدتُ مع وزير التجارة الكويتي اجتماعًا جيدًا ومثمراً في أواخر العام الماضي، وكان متفائلًا جدًا بانتشار المنتجات الباكستانية قريباً في السوق الكويتي، وأنا متأكد من أنه في الأيام المقبلة سترون نتائج هذا في كلا الاتجاهين، وسنرى المنتجات الباكستانية تأتي إلى الكويت، ومن ثم سنشهد بعض الاستثمارات الكويتية في باكستان.

تعاون عسكري

*وبالنسبة إلى لقاءات رئيس أركان الجيش الباكستاني، ما النتائج التي تمخّضت عنها؟

- أجرى رئيس أركان الجيش، الفريق أول سيد عاصم منير والوفد المرافق، مناقشات مستفيضة وطويلة جداً، لأن باكستان حريصة حقاً على تعزيز وتعميق التعاون مع الكويت في مجال الدفاع أيضًا.

لقد اعتادت سفننا العسكرية أن تأتي إلى هنا سابقاً، وهذا ما سنقوم به مستقبلاً، حيث إن هذه السفن التي تعود إلى بحريتنا، تذهب إلى كل مكان سنوياً، ثم نريد أن تكون الكويت جزءًا من هذه الزيارات، وأن تكون أيضاً جزءا من «تدريبات أمان في باكستان». فالكويت حاليا مراقب فقط في هذه التدريبات، لكنّنا نريد أن تكون لديها عضوية كاملة. وإذا تحدّثنا عن التدريبات، فيمكن أن يأتي العسكريون من الكويت إلى باكستان للمشاركة في التدريبات، وقد أرسلت الكويت أخيراً مجموعة كبيرة تزيد على 30 عنصراً من القوات المسلحة، وأنا متأكد من أنهم تعلّموا الكثير، لأنّه عندما يتعلق الأمر بالخبرة والمهارات، فإن عسكريينا لا يساومون في التدريبات وهم صعبون وجدّيون للغاية.

الاستثمارات الكويتية

*حدثنا عن الاستثمارات الكويتية في بلدكم، وهل هي آمنة؟

- لدينا بعض الاستثمارات، وعلى سبيل المثال، ثمّة شركة تابعة لهيئة الاستثمار الكويتية (KIA)، التي ركّزت في البداية محفظتها الاستثمارية فقط على مجالين، إمدادات المياه والطاقة المتجددة، أما الآن، فقاموا بالتوسّع قليلاً والدخول في قطاع الزراعة أيضاً.

وعرضنا مع الهيئة بعض المشاريع المحددة، لأننا نعلم أن «KIA» تطلب دائمًا الدراسة المناسبة مع تقرير الجدوى، نظراً لأن لديهم معاييرهم الخاصة.

ونظرًا للمخاوف التي يظهرها المستثمرون دائمًا، فإن اهتمامهم الأول بالطبع هو استرجاع أموالهم مع أرباح الأسهم، لذا فأنا أؤكد للمستثمر الكويتي أن كل ما ستستثمره أي شركة أو شخص في باكستان، سيكون استثماراً آمنًا ومأمونًا، وبالطبع مربحًا أيضًا، فباكستان بلد كبير، وهي في حدّ ذاتها سوق ضخمة وسوق كبيرة مفتوحة، والسياسات الحالية التي تنتهجها الحكومة مواتية للغاية، وهي تميل نحو المستثمر.

باكستان أيضاً بلد زراعي غنّي جداً، وعرضنا على أصدقائنا الكويتيين الاستثمار في هذا القطاع، وكذلك في قطاعَي الطاقة والتعدين، حيث لدينا معادن نادرة جداً، ولدينا العديد من المناجم التي تحتاج إلى الاستكشاف والاستثمار فيها.

والسياحة أيضاً مجال آخر، حيث نحتاج إلى استثمارات من الكويت، فباكستان بلد جميل وفيه العديد من المواقع الجميلة، ولدينا بنية تحتية جيدة بسبب الممر الاقتصادي الباكستاني - الصيني، ولكن صناعة السياحة لا تزال بحاجة إلى الاستثمارات، مثل قطاع الفنادق والمنتجعات الكبيرة.

ونحن نعلم أن الكويتيين يحبون السياحة كثيراً، وباكستان قريبة نسبياً من الكويت وأسعارها معقولة جداً، خصوصاً لمن يهتم بالتسوق، والمنسوجات الباكستانية تعدّ واحدة من أفضل المنسوجات بالعالم، وتجدها في كل مكان، وخصوصاً في الدول الأوروبية، لكننا بالكاد نراها في الكويت.

تأشيرات العمالة الباكستانية

*أين وصلت محادثاتكم فيما يتعلّق بالتأشيرات؟

- أنا ممتن للسلطات الكويتية التي استمعت إلى وجهة نظري حول مشكلة عودة إصدار التأشيرات لمواطنينا، وآمل أن نتمكن قريبًا من التوصل إلى نوع من التفاهم، حيث سنرى بعدها المزيد من العمالة الباكستانية الماهرة يأتون إلى الكويت، التي هي بحاجة إلى الكثير من القوى العاملة، وخصوصاً العاملين في مجال تكنولوجيا المعلومات وفي البناء وقطاعات الهندسة.

لقد التقيت الأمين العام لهيئة تشجيع الاستثمار المباشر في الكويت (KDIPA)، وهي تقدّم واحدة من أفضل السياسات الصديقة للمستثمرين، لذا، فإن أحد المجالات التي أركز عليها هو خ

برة باكستان المتطوّرة والجيدة في مجال تكنولوجيا المعلومات، والكويت بحاجة إلى ذلك، لأنها أكثر اهتمامًا بالأمن السيبراني.

الاتفاقيات الصحية

*هل ثمة أي اتفاق بين وزارتَي الصحة في البلدين؟

- هناك اتفاقية بين بلدينا، وبموجبها تطلب منّا وزارة الصحة في الكويت تزويدها بما تحتاجه من طاقم تمريض. وبعد شهرين أو 3 أشهر، ستصل دفعة جديدة، بعد انتهاء وزارة تنمية الموارد البشرية في باكستان، وهي المسؤولة عن التوظيف، من اختيار الذين نجحوا في الاختبارات المطلوبة ضمن قائمة الأطباء وطاقم التمريض وأطقم الفنيين.

نريد أن تكون للكويت عضوية كاملة في «تدريبات أمان» لا صفة المراقب فقط

وحتى الآن، لدينا نحو 3300 من الطواقم الطبية والتمريضية في الكويت، وأتقدم عبر «الجريدة» بالشكر الخاص لوزارة الصحة هنا ولوزيرها على دعمهم المستمر وتعاونهم، وكذلك الشكر موصول إلى قيادة الكويت وشعبها على ما أظهروه من ثقة تجاه مواطنينا. كما أنني ممتن للمسؤولين في بلادي، أولاً، لأنهم حريصون جداً على اختيار أفضل الأشخاص لإرسالهم إلى الكويت، وثانياً، لأولئك الذين يأتون للعمل في الكويت، فقد جلبوا أفضل صورة إيجابية طيبة لبلدي إلى الكويت.

وحقيقة، لم أسمع ولو ملاحظة سلبية واحدة عن أيّ منهم، وهذا حقًا مصدر فخر كبير لي، وشرف لي أن الجميع سعداء جدًا بمعرفتهم ومهارتهم. لقد قمنا بتمديد هذه الاتفاقية، التي تم إبرامها في مايو من العام الماضي، حتى عام 2026. وبموجبها، وهي اتفاقية حكومية كما تعلمون، نحصل على دفعة جديدة كل شهرين أو 3 أشهر.

وجهات نظر متشابهة في القضايا الدولية

رداً على سؤال عن رؤية الكويت وبلاده في القضايا الدولية، قال السفير فاروق: «إذا تحدثنا عن القضايا الدولية في غالبية الأحيان، فإنّ البلدين يلتقيان في كل القضايا، ولديهما وجهات نظر متشابهة، خصوصاً عندما نتحدث عن الوضع الحالي في غزة. لذا فقد دانت الدولتان دائمًا العدوان الإسرائيلي على المدنيين الفلسطينيين، ثم طلبتا من المجتمع الدولي أن يؤدي دوراً في التوصل إلى وقف النار. إنه وضع محزن للغاية ما يحدث هناك».

وتابع: «وعلى غرار الكويت، فإننا نرسل أيضاً طائراتنا العسكرية المحمّلة بمواد إغاثة إلى أشقائنا وإخوتنا الفلسطينيين».

back to top