السنعوسي... عقل لم يهدأ

نشر في 20-11-2022
آخر تحديث 19-11-2022 | 21:26
 مظفّر عبدالله أول العمود:فرص دول الخليج العربية من إقامة بطولة كأس العالم في الشقيقة قطر ذهبية... أفواج من كل العالم تزور المنطقة لترى ما فيها من تاريخ وثقافة وتراث، فهل من تخطيط لذلك؟

***

آخر مرة رأيت فيها هذه القامة الثقافية الإعلامية، محمد السنعوسي، كان في احتفال ديني أقامته الكنيسة القبطية في منطقة حولي في يناير الماضي، كان في صدر المجلس، سأله أحد الحضور عن وسامته و«شياكته» فرد بنبرة فيها شيء من التندر بقوله: «هذا من بره بس».

آخر ما تلقيته من إنتاج أدبي كان كتابه الأخير الذي أهداه لي والذي صدر قبل أيام من رحيله والموسوم «تجربتي في المشروعات السياحية وحكايات أخرى».



محمد السنعوسي في الجانب الإعلامي والسينمائي يذكرني بالقامة الكويتية الأخرى في ضفاف الثقافة والتنوير الأستاذ عبدالعزيز حسين، فهما ممن ينطبق عليهما وصف «رجال الدولة».

أبو طارق، رحمه الله، ظاهرة كويتية عربية فريدة عكست روح الرجل الثائر والمُجدد والمبتكر والمحرك للأحداث، وهو من الشخصيات الصلبة ومن ذوي الرأي الذي لا يخشى التحديث وطرق المجالات الجديدة في عوالم الثقافة العامة، ويشهد له سجله الحافل بالإنجازات على ما نقوله، فقد تخطى الساحة المحلية بدخوله في قنوات الإنتاج السينمائي الدولي فكان فيلم «الرسالة» الشهير.

قليلة هي الشخصيات التي تبقي في الذاكرة، ويبقى أثرها مع الزمن والسنعوسي أحد هؤلاء الخالدين في وجدان الكويتيين لأنه وبكل بساطة دخل قلوبهم بأعماله وجهده وخدمته لتطلعات الناس البسيطة والعادية من خلال برامجه التلفزيونية التي خصص بعضها لإخراج أناس من السجن ودعم ذوي الاحتياجات الخاصة، وأظهر معاناة الفنان الكويتي في حواراته الشيقة معهم.

هو رجل دولة، ساهم في بناء مفاصلها الإعلامية في عقد الستينيات وما تلاها، والسنعوسي يعني المشروعات السياحية التي قُتلت ظُلماً في يومنا هذا، ويعني مؤسسة الإنتاج البرامجي المشترك لدول الخليج العربي التي أثمرت «افتح يا سمسم»، هو صاحب البهجة والفرج والنقد اللاذع للأجهزة الحكومية، ودموعه التي ذرفها في لقائه مع الإعلامية الناجحة إيمان نجم كانت دموعاً تختصر تراجع الكويت وانكفاءها، فالسنعوسي أعطى للمنصب الوزاري معنى في زمن الوزراء الصوريين.

أتمنى إطلاق اسمه على جهة تُعني بتدريب الكوادر الإعلامية لتخليد ذكراه، كما أتمنى على كلية الإعلام وقفة وفاء لهذا الرجل الذي لم يهدأ يوماً.

back to top