«لابا» تفتتح مهرجان العودة الثالث 3 مارس بفعاليات متميزة

تستضيف «غزال عكا» وأمسية لفرقة «بنات القدس» وعروضاً أدائية تجسد الحكاية الفلسطينية

نشر في 27-12-2023
آخر تحديث 26-12-2023 | 19:47
في وقت تتواصل حرب الإبادة الجماعية والمأساة والجرائم الإنسانية في غزة، تستعد أكاديمية لوياك للفنون - «لابا» كعادتها لإطلاق مهرجان العودة 2024 بنسخته الثالثة، بهدف تسليط الضوء على عمق القضية الفلسطينية، ودعم صمود الفنانين الفلسطينيين في الداخل.

تستعد أكاديمية لوياك للفنون - «لابا» لانطلاق مهرجان العودة 2024، والذي يقدم عروضا أدائية استثنائية لدعم المقاومة الثقافية الفلسطينية وإعادة تأهيل المراكز الثقافية التي دمرها الاحتلال.

ويتضمن المهرجان السنوي فعاليات ثقافية وفنية متنوعة، تكرس أهمية المقاومة الثقافية ودورها المؤثر في سياق المقاومة الفلسطينية، بحيث تعد من أهم أنواع المقاومة التي ترعب الكيان الصهيوني وتهز صورته أمام الرأي العام العالمي وتفضح انتهاكاته وأكاذيبه، فالكلمة والصورة والأغنية، كلها ركائز أساسية ترعب العدو تماما كما يرعبه الفدائي، وقد ساهمت هذه المقاومة في رفع الوعي بشأن القضية الفلسطينية وحشد المناصرين حول العالم.

وفي هذا الإطار، ينطلق مهرجان العودة بنسخته الثالثة في 3 مارس المقبل ويمتد حتى 6 منه، بحيث يفتتح اليوم الأول بعرض مسرحي مونودراما بعنوان «غزال عكا» للفنانة الفلسطينية القديرة رائدة طه، ويشهد اليوم الثاني عرضا راقصا لفرقة «لابا» تحت شعار «الحكاية الفلسطينية»، تستعرض فيه أحقية القضية وتجذر الشعب الفلسطيني وعمق الهوية والانتماء، بطريقة أدائية إبداعية.

كما سيحظى الحاضرون بأمسية غنائية لفرقة «بنات القدس»، التابعة لمعهد إدوارد سعيد الوطني للموسيقى، وفي اليوم الثالث سيتاح للحضور مشاهدة مسرحية «غزال عكا» في عرضها الثاني، ويختتم المهرجان يومه الرابع والأخير بالعرض الراقص لفرقة «لابا» وبالأمسية الغنائية لفرقة «بنات القدس».

وفي تصريحها، قالت رئيسة مجلس إدارة «لوياك» العضوة المنتدبة لأكاديمية «لابا» فارعة السقاف إن «مهرجان العودة الفلسطيني هو أحد أوجه التزامنا الإنساني والقومي والأخلاقي تجاه القضية الفلسطينية وشعبها، حيث تعبر لوياك ولابا دوما عن مواقفهما من خلال المقاومة الثقافية والمقاومة الخضراء».


ملصق «غزال عكا» للفنانة رائدة طه ملصق «غزال عكا» للفنانة رائدة طه

وأضافت السقاف: «حقق المهرجان في نسختيه الأولى والثانية النجاح الكبير، وحقق للفنانين المستفيدين أهدافا طيبة دعمت صمودهم واستمراريتهم، وها هي الفنانة رائدة طه تنجح في تقديم مشروعها الجديد (غزال عكا)، وتحقق انتشارا واسعا لحكاية المقاومة الفلسطينية، وما يميز نسخة هذه السنة مشاركة معهد إدوارد سعيد بعرضين من خلال فرقة بنات القدس، وكذلك مشاركة لابا بعروض فنية استثنائية تعكس واقع الشعب الفلسطيني».

بدورها، أعربت الممثلة والكاتبة رائدة طه عن اعتزازها بالمهرجان، قائلة: «كان لي الشرف والحظ الكبير أن أشارك في مهرجان العودة للمرة الثالثة على التوالي، هذا الصرح الثقافي والفني المميز منحني الفرصة لتقديم عروضي في لوياك، في الكويت الحبيبة التي كانت سندا لفلسطين دائما وأبدا. غزال عكا هي فصول في حياة غسان كنفاني، وستكون جزءا من هذا المهرجان».

وأضافت: «هذا العرض الذي قُدّم في بيروت مرات عديدة، شارك في مهرجان قرطاج، وما زال يجول في العالم»، متابعة: «أتوق للمشاركة في هذا المنبر الذي يجود بعطائه فنيا وثقافيا وتراثيا. شكرا لوياك وطاقاتها الرائعة، شكرا للسيدة فارعة السقاف التي منحتني فرصة أن أكون جزءا من المشهد الثقافي الكويتي في مسرحية ألاقي زيّك فين يا علي«.

الجدير ذكره أن مسرحية غزال عكا كتابة وأداء الممثلة رائدة طه، وإخراج جنيد سري الدين، وتروي سيرة الأديب الفلسطيني المناضل غسان كنفاني عبر مونودراما مؤثرة، بدءا من طفولته ومغادرته عكا قسرا مع عائلته على أثر نكبة عام 1948، مرورا بحياته في لبنان، وانتقاله إلى دمشق، ومن ثم عودته إلى بيروت، وهو عرض مسرحي متماسك توثق عبره طه، معاناة الشعب الفلسطيني على امتداد عقود طويلة، وتختزل تاريخ شعبها وثقافته ونمط حياته على خشبة المسرح، باعتبار أن الفن يشكل سلاحها الوحيد للتعبير عن فظاعة المجازر الإنسانية والإبادة والجرائم الوحشية التي يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي بحق أهل غزة وفلسطين.


فرقة بنات القدس فرقة بنات القدس

أما فرقة «بنات القدس»، التابعة لمعهد إدوارد سعيد الوطني للموسيقى، فهي فرقة مقدسية بقيادة د. سهيل خوري، وتضم كوكبة من العازفات والمغنيات الفلسطينيات، اللواتي يبدعن في التعبير عن حكاية الثورة الفلسطينية وعن مفاهيم الحرية والحب والفرح والسلام، عبر لوحات غنائية وموسيقية متنوعة ومتميزة، ومن خلال العزف على الآلات الشرقية من آلة القانون والعود والآلات الإيقاعية المختلفة، أصبحت الفرقة صوت القدس الثائر على المسارح الوطنية والعالمية، ونالت العديد من الجوائز المرموقة.

ونجح معهد إدوارد سعيد منذ انطلاقته عام 1993 في استنهاض الحياة الموسيقية بفلسطين، وتعزيز مكانة الموسيقى وتأثيرها في العالم، حيث جاءت هذه الإنجازات بالرغم من التحديات الكبرى التي خلقها احتلال فلسطين، فهي تعكس إصرارا نوعيا ليس على البقاء فقط، بل وعلى الازدهار وإلهام الآخرين على الطريق، وقد رفد المعهد المشهدين الموسيقيين الفلسطيني والعربي بالعشرات من خريجيه الذين شقوا وما زالوا يشقون طريقهم نحو النجومية على المسرح الموسيقي العالمي، وساهمت إنتاجاته ومنشوراته في إثراء المكتبتين الفلسطينية والعربية، ونقشت بصمة لا تمحى على تعليم الموسيقى في كل أنحاء العالم العربي.

back to top