نهاية مفجعة للكويتي المفقود بالعراق

العثور على جثته وزميله السعودي قرب سيارتهما محترقة بصحراء السكريات
• وزير الخارجية: تنسيق مع بغداد لمعرفة ملابسات الحادث ونتائج التحقيقات
• قيادة العمليات العراقية: الحادث سببه انفجار عبوة قديمة من مخلفات «داعش»

نشر في 27-12-2023
آخر تحديث 26-12-2023 | 20:38
لحظة عثور القوات العراقية على سيارة المفقودَين محترقة
لحظة عثور القوات العراقية على سيارة المفقودَين محترقة
بعد 48 ساعة من اختفائهما، انتهت رحلة قنص المواطن الكويتي وصديقه السعودي في العراق، أمس، نهاية مفجعة، بعد إعلان العثور على جثتيهما بالقرب من مركبتهما المحترقة في صحراء السكريات بمحافظة صلاح الدين.

وبينما أعرب وزير الخارجية الشيخ سالم الصباح، في بيان أمس، عن ألمه وحزنه لهذا «الخبر المفزع»، قال إن التنسيق جارٍ حالياً مع حكومة العراق لمعرفة ملابسات الحادث ونتائج التحقيقات التي لا تزال جارية، مبيناً أنه أوعز إلى سفارة الكويت في بغداد لمتابعة وإنهاء الإجراءات اللازمة بهذا الشأن.

وأبلغت مصادر مطلعة «الجريدة» أن سفارة الكويت في العراق اتخذت جميع الإجراءات اللازمة لنقل جثمان المواطن الكويتي إلى البلاد، في وقت سيسلم جثمان صديقه السعودي إلى سفارة المملكة في العراق.

وذكرت المصادر أن السلطات المعنية في العراق استمعت إلى قائد حملة الصيد، وهو ابن شقيق نائب كويتي سابق، حيث أفاد بأن صديقيه تعرضا لهجوم مسلح أصاب مركبتهما بأضرار جسيمة، لافتة إلى أنه تم إبلاغ الجيش العراقي في المنطقة لحظة وقوع الحادث، فضلاً عن إبلاغ السفارة الكويتية التي طلبت من باقي أفراد الحملة العودة إلى بغداد سريعاً حفاظاً على أرواحهم.

من جهته، قال مستشار رئيس الوزراء العراقي للشؤون السياسية سبهان ملاچياد، لـ «الجريدة» إن «الاحتمال الأقرب وراء حادث الكويتي وزميله السعودي هو تنظيم داعش الإرهابي، لاسيما أن المنطقة التي اختفيا فيها يوجد فيها أحياناً أفراد من التنظيم».

إلى ذلك، أعلنت قيادة العمليات المشتركة في العراق أن مصرع المواطن الكويتي وزميله السعودي نجم عن تعرض سيارتهما لانفجار عبوة ناسفة قديمة من مخلفات «داعش» أدت إلى احتراقها.

وبالتزامن أُعلن أمس اختفاء طالب كويتي يدرس في إحدى الجامعات المصرية بعد وصوله إلى مطار القاهرة لأداء اختبارات نهاية الفصل الحالي.

وتتابع سفارة الكويت في مصر ملابسات اختفاء الطالب، لاسيما بعد العثور على حقائبه في أحد الطرق بالقاهرة.

وفي تفاصيل الخبر:

انتهت قضية اختفاء المواطن الكويتي وصديقه السعودي خلال رحلة قنص في العراق بخاتمة مفجعة، مع إعلان وزارة الخارجية أن السلطات المعنية في العراق عثرت اليوم على جثتين تعودان للمفقودين.

وأعرب وزير الخارجية، الشيخ سالم الصباح، في بيان لـ «الخارجية» اليوم، عن ألمه وحزنه بهذا الخبر المفزع، راجياً من الله تعالى أن يتغمدهما بواسع رحمته، ويلهم ذويهما الصبر والسلوان، كما عبّر عن خالص تعازيه الحارة لأسر الضحيتين في هذا المصاب.

وأكد أن «الخارجية» تابعت على مدار الساعة مع السلطات العراقية، التي قامت بجهود كبيرة، حتى العثور عليهما في أسرع وقت ممكن، مضيفاً أن التنسيق جار حالياً مع حكومة العراق لمعرفة ملابسات الحادث، ونتائج التحقيقات الجارية، مشيراً إلى أنه أوعز لسفارة دولة الكويت في بغداد لمتابعة وإنهاء الإجراءات اللازمة بهذا الشأن.

وأشاد وزير الخارجية بالجهود المشكورة التي قامت بها القيادة والسلطات العراقية، من أجل الكشف عن مصير الفقيدين خلال فترة وجيزة.

وأشارت مصادر مواكبة لجهود البحث عن المفقودين إلى أن القوات الأمنية العراقية عثرت، مساء، على المواطن الكويتي وصديقه المفقودين في محافظة صلاح الدين متوفيين، ووجدت جثتيهما بالقرب من مركبتهما المحروقة كلياً في منطقة صحراء السكريات بمحافظة صلاح الدين.

وأبلغت المصادر «الجريدة» أن السلطات المعنية في العراق أبلغت سفارة الكويت في بغداد بعثورها على جثماني المفقودين والمركبة التي كانا يستقلانها خلال رحلة الصيد، لافتة إلى أن السفارة بالعراق اتخذت كل الإجراءات المتبعة لنقل جثمان المواطن الكويتي إلى البلاد، بينما يسلم جثمان صديقه السعودي إلى سفارة السعودية في العراق.

وكانت الجهات المعنية في وزارة الخارجية، بالتعاون والتنسيق مع سفارة دولة الكويت في العراق، ووزارة الخارجية العراقية، والجهات المعنية والعسكرية العراقية، أجرت عمليات بحث عن المفقودين منذ إعلان اختفائهما في صحراء الأنبار بالعراق، حيث فقدا في رحلة صيد برية في الأراضي العراقية قبل يومين.

سبهان ملاچياد: «داعش» المتهم الأول وراء الجريمة

وأشارت المصادر إلى أن عدداً من أشقاء وأقارب المواطن الكويتي المفقود وصديقه السعودي توجهوا إلى العراق، مساء أمس، في محاولة للمساعدة في البحث عنهما، وتواصلوا مع السفارة الكويتية في العراق، التي طلبت منهم الحضور في بغداد، وانتظار الأخبار وعدم الامتثال لأي معلومات كاذبة أو التوجه إلى أماكن خطرة للبحث عنهما.

وأوضحت أن السلطات المعنية العراقية استمعت إلى قائد حملة الصيد، وهو ابن شقيق نائب سابق، والذي أفاد بأن حملتهم مرخصة من قبل السلطات المعنية في العراق، وأن صديقيهما المفقودين كانا يتقدمان القافلة عند التوجه إلى الصيد، وتعرضا لهجوم مسلح أصاب مركبتهما بأضرار جسيمة، وتم إبلاغ الجيش العراقي في المنطقة لحظة وقوع الحادث، وإبلاغ السفارة الكويتية، التي طلبت منهم العودة إلى بغداد بشكل سريع، حفاظاً على أرواحهم، لتتولى هي عملية البحث عن المفقودين بالتنسيق مع السلطات العراقية.

اتهام «داعش»

من جهته، اعتبر مستشار رئيس الوزراء العراقي للشؤون السياسية سبهان ملاچياد، أن «الاحتمال الأقرب للواقع في مسألة اختفاء الكويتي وزميله هو تنظيم داعش الإرهابي»، نافياً في الوقت نفسه «أن يكون الهدف من وراء هذه العملية المُدانة من كل أطياف الشعب العراقي، طلب فدية مالية».

وفي اتصال مع «الجريدة»، قال ملاچياد: «لا نريد استباق الأمور، لكن المنطقة التي اختفى فيها المواطن الكويتي وزميله الآخر في الرحلة، يوجد فيها، وبحسب المعلومات التي وردتنا، أحياناً أفراد من تنظيم داعش الإرهابي»، مستغرباً «وجود المفقودين في تلك المنطقة المحظور الوجود فيها، علماً أن هناك ساتراً يسمى خط الصد بين المناطق التي توجد فيها القطعات الأمنية والمناطق خارجها».

وأضاف: «سبق أن حذّرنا مراراً وتكراراً الراغبين في الصيد، من العبور إلى تلك المناطق من دون التنسيق مع المسؤولين في المنطقة لضمان سلامتهم».

وكان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين، قال: أجرينا اتصالاً هاتفياً مع وزير خارجية الكويت الشقيقة الشيخ سالم الصباح، لبحث ملابسات ما تعرض له المواطن الكويتي في محافظة الأنبار، نقلنا فيه اهتمام وحرص الحكومة العراقية، على جميع المستويات، لمعرفة مصير المواطن.

إلى ذلك، كانت وسائل إعلام عراقية، أعلنت في وقت سابق، أن تنظيم «داعش» اختطف مواطنين كويتيين بين محافظتي الأنبار وصلاح الدين وأحرق سيارتهما.

ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها على الفور عن الحادث. وكثيراً ما يقوم الصيادون من دول الخليج برحلات إلى صحراء العراق الجنوبية والغربية بحثاً عن الصقور.

قيادة العمليات العراقية: الحادث سببه انفجار عبوة قديمة من مخلفات «داعش»

أعلنت قيادة العمليات المشتركة في العراق أن وفاة المواطن الكويتي وصديقه السعودي نجمت عن تعرض سيارتهما إلى انفجار عبوة ناسفة قديمة من مخلفات «داعش» الإرهابي أدت إلى احتراقها.

وأوضحت القيادة العراقية، في بيان لها، أن المذكورين دخلا العراق مرتين بسمة دخول سياحية وليس لغرض الصيد، الأولى بتاريخ 20 نوفمبر 2023، والثانية في 17 ديسمبر 2023، وأنه إثر فقدان الاتصال بهما، وبتوجيه مباشر من القائد العام للقوات المسلحة واهتمام ومتابعة حثيثة منه تم تكثيف الجهود الاستخبارية وعمليات البحث والتحري في الصحراء الواسعة الممتدة بين محافظات صلاح الدين والأنبار ونينوى. وبعد استنفار كل الجهود وتخصيص قطاعات كبيرة لواجب البحث والتحري والمتابعة الاستخبارية الدقيقة تم العثور على جثتي المفقودين، بعد أن تعرضت سيارتهما إلى انفجار عبوة ناسفة قديمة من مخلفات «داعش» الإرهابي أدت إلى احتراقها.

وختم البيان «في الوقت الذي نعزي فيه حكومتي وشعبي المملكة العربية السعودية ودولة الكويت نعبر عن خالص الحزن والمواساة لعائلتي الضحيتين، وسيقوم الجانب العراقي بتسليم ونقل وإيصال الجثتين لذويهم بالتنسيق والتعاون مع سفارتي البلدين الشقيقين في بغداد».

وشددت القيادة العراقية على ضرورة التقيد بأحكام الحصول على سمة الدخول إن كانت سياحية أو لأغراض الصيد، مؤكدة ضرورة الالتزام بقرارات مجلس الوزراء الخاصة بالتنسيق حيال سمة الدخول للأراضي العراقية والتقييد بالمعايير الخاصة بحماية ومرافقة الصيادين والتوصيات الصادرة من وزارة الداخلية بعد موافقة وقرار مجلس الأمن الوطني ذات العلاقة بشروط ومعايير سمة الدخول للصيد وآليات وسياقات التنقل والحماية للصيادين.

back to top