مقتل عنصر من فصيل موال لإيران بقصف جوي في العراق

بغداد تندد «بفعل عدائي» من واشنطن

نشر في 26-12-2023 | 12:12
آخر تحديث 26-12-2023 | 18:49
No Image Caption

قُتل عنصر على الأقلّ من فصيل عراقي في الحشد الشعبي إثر ضربات جوية استهدفت فجر الثلاثاء مواقع في وسط العراق وجنوبه، على ما أفادت مصادر أمنية عراقية، فيما نددت الحكومة العراقية بـ«فعل عدائي واضح» من الجانب الأميركي.

وأعلنت الولايات المتحدة قصف ثلاثة مواقع في العراق تستخدمها فصائل موالية لإيران، غداة هجوم بطائرة مسيّرة استهدف قوات التحالف الدولي لمكافحة تنظيم داعش والقوات الأميركية قرب مطار أربيل في شمال العراق، أدّى إلى إصابة ثلاثة عسكريين أميركيين بجروح.

ونددت الحكومة العراقية في بيان الثلاثاء بـ«استهداف مواقع عسكرية عراقية من قبل الجانب الأميركي»، معتبرةً أنه «فعل عدائي واضح وغير بنّاء».

وأشار البيان إلى أن القصف الذي أدّى إلى مقتل «منتسب» في القوات الأمنية و«إصابة 18 آخرين بينهم مدنيون» بجروح، يسيء «إلى العلاقات الثنائية بين البلدين» ويمثّل «مساساً مرفوضاً بالسيادة العراقية».

وأفاد مسؤول في وزارة الداخلية العراقية الثلاثاء وكالة «فرانس برس» بإن قصفاً استهدف موقعاً للحشد في مدينة الحلّة مركز محافظة بابل في وسط البلاد «أدّى إلى مقتل عنصر» في فصيل موالٍ لإيران، وإصابة «20 آخرين بجروح، بينهم من القوات الأمنية العراقية».

وأشار إلى أن موقعاً آخراً تابعاً لفصيل موال لإيران في محافظة بابل تعرّض لقصف أيضاً، بدون مزيد من التفاصيل.

وأضاف المصدر أن أربعة عناصر أصيبوا بقصف كذلك لموقع تابع لفصيل موالٍ لإيران في محافظة واسط في جنوب العراق.

وأكّد مصدران أمنيان في بابل وفي واسط هذه الحصيلة.

أتى ذلك فيما أعلن وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن أنّ «القوات المسلّحة الأميركية شنّت ضربات ضرورية ومتكافئة على ثلاث منشآت في العراق تستخدمها كتائب حزب الله وجماعات تابعة لها».

وأضاف أنّ «هذه الضربات الدقيقة هي ردّ على سلسلة هجمات ضدّ طواقم أميركية في العراق وسورية شنّتها ميليشيات ترعاها إيران، بما في ذلك هجوم شنّته كتائب حزب الله التابعة لإيران وجماعات تابعة لها على قاعدة أربيل الجوية في وقت سابق من اليوم».

توتّر إقليمي



من جهتها، قالت المتحدّثة باسم مجلس الأمن القومي الأميركي أدريين واتسون في بيان إنّ الهجوم على قاعدة أربيل الجوية أدّى لإصابة ثلاثة عسكريين أميركيين بجروح، أحدهم حالته خطرة.

وأضافت واتسون في بيانها أن «الأولوية القصوى» للرئيس الأميركي جو بايدن هي «حماية العسكريين الأميركيين من الأذى»، مشيرة إلى أنّ «الولايات المتّحدة ستتحرك في الوقت والطريقة اللتين نختارهما إذا ما استمرّت هذه الهجمات».

وتعرضت القوات الأميركية في العراق وفي سورية لعشرات الهجمات منذ منتصف أكتوبر أي بعد عشرة أيام من بدء الحرب بين حماس واسرائيل في غزة.

وتعكس تلك الهجمات التداعيات الإقليمية التي تسببت بها هذه الحرب.

وتقول الفصائل الموالية لإيران إن هجماتها ضدّ القواعد الأميركية في الشرق الأوسط تأتي بسبب الدعم الذي تقدّمه واشنطن لإسرائيل.

وجاءت الضربات الأميركية في العراق كذلك غداة مقتل القيادي بارز في فيلق القدس رضي الموسوي بضربة إسرائيلية في سورية طالت منطقة السيدة زينب قرب دمشق، وفق الحرس الثوري الإيراني، وقد تعهدت طهران جعل الدولة العبرية «تدفع ثمن هذه الجريمة».

وقصفت واشنطن مرّات عدّة مواقع مرتبطة بالفصائل الموالية لإيران في العراق، آخرها مطلع ديسمبر، أسفر عن مقتل خمسة عناصر من فصيل موال لإيران.

وأحصت واشنطن حتى الآن 103 هجمات ضدّ قواتها في العراق وسورية منذ 17 أكتوبر، وفق حصيلة أفاد بها مسؤول عسكري أميركي.

وتبنّت معظم الهجمات على القوات الأميركية «المقاومة الإسلامية في العراق» التي تضمّ مقاتلين في فصائل مرتبطة بالحشد الشعبي، وهو تحالف لعدة فصائل مسلحة عراقية باتت منضوية في القوات الرسمية.

وتعرّضت السفارة الأميركية في بغداد في 8 ديسمبر لهجوم بعدّة صواريخ لم يسفر عن ضحايا، لكنه الأول الذي يطال السفارة مذ بدأت الهجمات ضدّ القوات الأميركية وقوات التحالف الدولي، ولم تتبن أي جهة هذا الهجوم.

وأعلنت الحكومة العراقية عن توقيف عدد من الضالعين في الهجوم على السفارة الأميركية وقالت إن عدداً منهم «على صلة ببعض الأجهزة الأمنية».

وأكّدت الحكومة العراقية في بيانها الثلاثاء على أنها تتعامل «بحزم إزاء قيام بعض العناصر بالاعتداء على مقارّ البعثات الدبلوماسية الأجنبية أو الأماكن التي يتواجد فيها المستشارون العسكريون من الدول الصديقة».



back to top