فرنسا: بارديلا يتطلع للسلطة بعد فوزه بمعركة الهجرة

زعيم اليمين المتطرف يؤكد تفوقه في حرب الأفكار ويترقب انتخابات البرلمان الأوروبي

نشر في 24-12-2023
آخر تحديث 23-12-2023 | 19:48
احتجاجات رافضة لقانون الهجرة بميدان تيودور هرتزل أمس الأول (د ب أ)
احتجاجات رافضة لقانون الهجرة بميدان تيودور هرتزل أمس الأول (د ب أ)

أكد رئيس «حزب التجمع الوطني» اليميني المتطرف في فرنسا جوردان بارديلا، أن سياسته القومية المناهضة للهجرة فازت في معركة الأفكار بفرنسا وستنتصر أيضاً في انتخابات البرلمان الأوروبي العام المقبل.

واعتبر بارديلا، اليد اليمنى لمارين لوبان، الذي سيقود قائمة «التجمع الوطني» في الانتخابات الأوروبية يونيو المقبل، أن قانون الهجرة الذي أقره الرئيس إيمانويل ماكرون الثلاثاء الماضي بدعم من نواب اليمين المتطرف يعد «انتصاراً أيديولوجياً حقيقياً».

وقال الشاب البالغ من العمر 28 عاماً لصحيفة «فايننشال تايمز»، «إن ما تبنته الجمعية الوطنية لن يحل بالتأكيد جميع مشاكل الهجرة في فرنسا، لكننا أيدناه لأنه يفتح الباب أمام أفكارنا»، معرباً عن ثقته في نجاح حزبه في الانتخابات الفرنسية، وقال إن «المسألة ليست ما إذا كنا سنصل إلى السلطة، ولكن متى».

وتوصل ماكرون لتسوية مع حزب التجمع الوطني المتطرف لتمرير مشروع قانون الهجرة الجديد الذي ينص على اتخاذ إجراءات مشددة للحد من الهجرة ومنح تصاريح العمل لغير المسجلين، وهو ما اعتبره بارديلا سابقة لأنه يعامل الفرنسيين بشكل مختلف عن الأجانب.

ويعد إنشاء نظام «تفضيل وطني» للمواطنين على حساب الأجانب في الحصول على السكن الاجتماعي ووظائف القطاع العام والخدمات الحكومية الأخرى، محور برنامج اليمين المتطرف، إذ تعهّد حزب «التجمع الوطني» في حال انتخابه، بإجراء استفتاء لمراجعة الدستور لجعله متوافقاً مع «التفضيل الوطني».

وقوبل قانون ماكرون للهجرة بانتقادات شديدة من اليساريين والمنظمات غير الحكومية والنقابات العمالية باعتباره استسلاماً لأفكار اليمين المتطرف المعادية للأجانب.

غير أن الرئيس الفرنسي نفى أي تنازل أيديولوجي ووصف القانون الجديد بأنه «هزيمة لحزب التجمع الوطني»، و«درع ضرورية» من شأنه أن يحل مشاكل نظام اللجوء ويجعل عمليات الترحيل أسهل.

وتأتي هذه النقاشات في وقت تحول حزب التجمع الوطني إلى تيار رئيسي في الساحة السياسية والمؤسسات الفرنسية بفوزه بـ 88 مقعداً في الجمعية الوطنية العام الماضي، وهو أمر غير مسبوق، بعد وقت قصير من خسارة لوبان انتخاباتها الرئاسية الثانية وجهاً لوجه مع ماكرون.

وأظهرت استطلاعات أن الجهود التي بذلتها لوبان «لإزالة السموم» من الحزب الذي أسسه والدها من خلال التخلص من سمعته العنصرية ومعاداة السامية، أثمرت إلى حد كبير، إذ تحتل مع بارديلا الآن المركزين الثالث والرابع على التوالي في تصنيف الشخصيات السياسية الفرنسية الأكثر شعبية.

وينظر عدد كبير من الناخبين للمرة الأولى منذ عشر سنوات إلى «التجمع الوطني» كمرشح محتمل للحكم بدلاً من اعتباره حزب معارضة، وفق استطلاع لصحيفة «لوموند» الفرنسية، في حين يكافح ماكرون وحلفاؤه من أجل إضعاف حزب التجمع الوطني الصاعد، بينما يظل اليسار الفرنسي غارقاً في الاقتتال الداخلي.

ودعا بارديلا، الذي يُنظر إليه على أنه مرشح لمنصب رئيس الوزراء إذا فاز «التجمع الوطني» بالسلطة في فرنسا، الرئيس ماكرون إلى حل الجمعية الوطنية وإجراء انتخابات مبكرة، لاسيما أن حزب النهضة الذي يتزعمه ماكرون فقد الأغلبية في البرلمان.

وقال بارديلا «إنه من الأقلية وأعتقد أن لديه مسؤولية... من غير المسؤول ترك بلد غير قابل للحكم. نحن مستعدون للعودة للناخبين»، مضيفاً «أعتقد أننا يمكن أن نفوز بالأغلبية المطلقة».

ولم يعد حزب لوبان يدعو إلى مغادرة الاتحاد الأوروبي أو اليورو، لكنه بات يدعو إلى تحويل الاتحاد من الداخل عبر إعادة السلطة إلى الدول القومية، حيث يخطط بارديلا لخوض الانتخابات وفق خط مناهض لبروكسل إذ يلقي باللوم على سياسات الاتحاد الأوروبي في ارتفاع أسعار المواد الغذائية والطاقة، والهجرة «الخارجة عن السيطرة»، وما يسميه إجراءات «البيئة العقابية» التي تتعامل مع تغير المناخ.

وأشار بارديلا إلى انتصار اليمين المتطرف في هولندا الشهر الماضي واحتمال تكراره في النمسا العام المقبل، مشيداً بـ«وصول أوروبا الشعبية... الأشخاص الذين يشاركوننا وجهات نظرنا الأساسية وهي الرغبة في تعزيز قوة الدول، وحماية أنفسنا من الهجرة والدفاع عن هويتنا».

back to top