‫ مطاعم في الذاكرة

نشر في 22-12-2023
آخر تحديث 21-12-2023 | 20:35
 د. نوري أحمد الحساوي

تمتلئ الكويت كما يلاحظ كل من يقطنها بكل أنواع المطاعم المنتشرة في أرجاء البلاد، والاستثمار في المطاعم ذو مردود جيد متى ما عرف أصحابها كيف يديرونها إدارة ذكية، وانتشار المطاعم في الكويت قد يرجع سببه الأول إلى حب الكويتيين وذوقهم الجيد للطعام، لذلك حينما ينمى إلى علمهم أن هناك مطعما جيدا قد فتح يتهافتون عليه من كل صوب حتى يشفوا غليلهم، هكذا كان الكويتيون منذ خمسينيات القرن الماضي بعدما حباهم الله بالخير الوفير من نعمة النفط أدامه الله.

اشتُهرت مطاعم في الكويت منذ تلك الفترة، وأصبحت ذات شعبية عند أهل الكويت، خصوصا الشباب منهم ومن تلك المطاعم:

• «مطعم عفيف» في المرقاب متخصص في عمل سندويش النقانق، كان يقصده كثير من شباب ذلك الوقت، أي في فترة الخمسينيات، وكان يقع خلف مبنى الصندوق الكويتي للتنمية حاليا، وقد انتهى نشاط المطعم في أواخر فترة الستينيات من القرن الماضي.

• «المطعم الوطني» وهو مطعم إيراني ويطلق عليه (مطعم شرق) اشتهر شهرة كبيرة في فترة الستينيات والسبعينيات، وموقعه كان في منطقة شرق قرب شارع الهلالي، وكان يقدم المأكولات الإيرانية بأنواعها، خصوصاً الكباب الإيراني اللذيذ، وكان هذا المطعم كبيراً في المساحة وجدرانه تتزين بلوحات جميلة وأشعار الشاعر الفارسي عمر الخيام، ومن بين تلك الصور المعلقة على جدران المطعم صورة كبيرة لشاه إيران محمد رضا بهلوي، وبجانبه أمير الكويت السابق المغفور له عبدالله السالم الصباح.

• «مطعم بوعدنان» كان يشتهر بعمل سندويشات الفلافل التي يقدم معها الفلفل المخلل بطعم مميز، ولهذا المطعم عدة أفرع منتشرة في الكويت، خصوصا في منطقة السوق وحولي مقابل سينما حولي الصيفي، وكذلك في منطقة شرق أمام سينما الحمراء والفردوس، ونال هذا المطعم شهرة كبيرة رغم بساطة ما يقدم من مأكولات.

• «مطعم الكرد» الذي كان يقع في النقرة، أخذ شهرة وشعبية كبيرة عند أهالي حولي والنقرة وغيرهم من أهالي الكويت، وهو ملك لرجل فلسطيني من عائلة الكرد، حتى أن الدوار القريب من هذا المطعم سمي دوار الكرد، نسبة لهذا المطعم، ومازال هذا الدوار يسمى بهذا الاسم حتى الآن، كان هذا المطعم يقدم سندويشات الفلافل المميزة، ويعمل الحلويات كالكنافة النابلسية الأصلية ذات المذاق الخاص والمميز والقطايف اللذيذة، واشتهر بتقديم نوعية مميزة من الفلفل الحار، في المساء يتعطل السير في الشارع الواقع أمامه بسب العدد الكبير من زبائنه، والآن لم يتبق منه إلا ذكراه.

• «مطعم عدنان وموفق جبري» هما في الأصل مطعم واحد تفرعا إلى فرعين: الأول في بداية شارع فهد السالم في مدينة الكويت، وسمي مطعم (موفق جبري) والآخر في نهاية شارع فهد السالم قبل مبنى البريد القديم وسمي مطعم (عدنان جبري)، كانا مطعمين على مستوى من الفخامة ونوعية الأكل الذي يقدم، خصوصا الحلويات كالكنافة وغيرها من الأصناف الأخرى، لذلك اختص بإقامة الحفلات والعزائم لضيوف الدولة أو ضيوف بعض التجار، وكان يملكه أخوان أردنيان فلسطينيا الأصل، ومازال في الأردن في العاصمة عمان مطعم جبري لبيع الحلويات خصوصا الكنافة التي يشتهر بها كما اشتهر بها في الكويت.

• «مطعم بوخليل» الذي اشتهر بسندويشات الشاورما اللذيذة، وكان يقصده الكثير من شباب الكويت في الفترة المسائية، حيث يزدحم المكان المقابل للمطعم بالسيارات الخاصة بزبائن المطعم، ويقع بالقرب من شارع فهد السالم في مدينة الكويت.

• «مطعم هارون الرشيد» و«مطعم بو نواس» كانا يقعان في شارع فهد السالم في اتجاه بوابة الجهراء، أحدهما يقع على يمين الشارع والآخر على يساره، واشتهرا بالمشويات خصوصاً الهامبرغر، علما أن مطعم بونواس يعد من أول من قدم الهامبرغر في الكويت.

هذه نماذج من المطاعم التي كانت ذات شعبية يتذكرها شباب الخمسينيات والستينيات والسبعينيات من القرن الماضي، وهناك غيرها العديد من المطاعم التي لم يبق لها أثر الآن، ونذكر منها مطعم ابن البلد وزهرة المدائن في حولي وغيرها من المطاعم، جميعها كانت تتميز بشعبية وقبول لدى الكويتيين في ذلك الوقت الجميل، والتي اختفت وحل محلها مطاعم تحاكي هذا الوقت والزمان وناسه، «فكلوا واشربوا ولا تسرفوا».

back to top