قادة «حماس» يفاوضون السنوار وحراك إقليمي لإعلان الهدنة

هنية يسبق النخالة للقاهرة لإجراء مشاورات حاسمة وعبداللهيان يلتقي عبدالرحمن ويهاتف البوسعيدي

نشر في 21-12-2023
آخر تحديث 20-12-2023 | 19:50
عبدالرحمن مجتمعاً بعبداللهيان في الدوحة أمس (الخارجية القطرية)
عبدالرحمن مجتمعاً بعبداللهيان في الدوحة أمس (الخارجية القطرية)
كثّفت قطر ومصر والإمارات وعمان وإيران جهودها الدبلوماسية الرامية للتوصل إلى هدنة ثانية في غزة، في تحرك إقليمي واكبه قادة «حماس» لوضع تصورهم النهائي للصفقة المحتملة التي تشمل تبادل إطلاق عشرات الرهائن والمعتقلين.

علمت «الجريدة» أن رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية اصطحب معه مجموعة من القيادات العليا الموجودة في الخارج للقاهرة لإجراء مباحثات معمقة لوقف إطلاق النار وإبرام صفقة تبادل جديدة مع إسرائيل قبل إرسالهم واحداً أو أكثر منهم للتفاوض على الشروط مع رئيس الحركة داخل القطاع يحيى السنوار.

وأوضح مصدر مطلع لـ«الجريدة» أن هنية سيدخل إلى غزة عبر الحدود المصرية للقاء قيادات «كتائب القسام» وأعضاء المكتب السياسي بالقطاع، لبحث سبل وقف النار المستمر منذ 75 يوماً.

ولم يفصح المصدر عما إذا كان اللقاء سيشمل القياديين المطلوبين لإسرائيل السنوار وقائد القسام محمد الضيف أم سيقتصر على لقاء ممثلين من قبلهما لتبادل الرسائل وشروط السنوار لإتمام أي اتفاق تبادل محتجزين أو هدنة أو وقف شامل لإطلاق النار.

وتشير معلومات «الجريدة» إلى أن من بين الشخصيات السياسية المرافقة لهنية، هم موسى أبومرزوق وخليل الحية وأسامة حمدان ومن المتوقع أن ينضم إليهم حسام بدران ومحمد نزال.

مباحثات مكثفة

في موازاة ذلك، تجري محادثات مكثفة بوساطة قطرية ومصرية للتوصل إلى هدنة ثانية تعيد «حماس» بموجبها بعض الرهائن من النساء والرجال الأكثر ضعفاً، مقابل إطلاق إسرائيل قائمة من المعتقلين الفلسطينيين تتهمهم بارتكاب جرائم خطيرة، بحسب وكالة رويترز.

وفي قطر، بحث وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان مع رئيس الوزراء وزير الخارجية محمد بن عبدالرحمن خفض التصعيد ووقف إطلاق النار بغزة.

وقال عبداللهيان، خلال لقاء عبدالرحمن: «الوقت ليس في مصلحة واشنطن والكيان الصهيوني الذي يصر على مواصلة الحرب على غزة بدعمها ولن يؤدي إلا إلى زيادة أبعاد ونطاق هزيمتهم العسكرية والسياسية».

كما أجرى وزير الخارجية الإيراني الذي يعتقد أن بلده منحت الضوء الأخضر لـ«حزب الله» اللبناني وحركة «أنصار الله» اليمنية لشن ضربات حدودية وبحرية تستهدف إسرائيل عقب يوم من اندلاع حرب غزة، مشاورات مع رئيس المكتب السياسي لحماس إسماعيل هنية بهدف تنسيق المواقف قبل مغادرة الأخيرة إلى العاصمة المصرية.

ولاحقاً، بحث عبداللهيان، في اتصال مع وزير خارجية سلطنة عمان بدر البوسعيدي، «المستجدات بقطاع غزة والمساعي المبذولة لوقف التصعيد والاعتداءات العدوانية الإسرائيلية الغاشمة». وأكد الجانبان «الموقف الثابت المتضامن مع الشعب الفلسطيني لنيل كل حقوقه المشروعة وتحقيق السلام العادل والشامل».

ضبابية ومقترح

ووسط ضبابية بشأن إمكانية تحقيق اختراق يسمح بفرض هدنة إنسانية دعت القاهرة، زياد النخالة الأمين العام لـ«الجهاد الإسلامي»، ثاني أكبر حركة فلسطينية مسلحة بعد «حماس»، لزيارتها لإجراء مباحثات.

وأمس، شدد النخالة على أن التفاوض مع الاحتلال بشأن المحتجزين في غزة وعددهم 132، أغلبهم من العسكريين، سيتم وفقاً لقاعدة «الكل مقابل الكل» وبعملية سياسية تتفق عليها كل القوى الفلسطينية.

وأكد النخالة أن «الجهاد» ستتوجه إلى القاهرة برؤية واضحة هي «وقف العدوان وانسحاب قوات العدو من غزة وإعادة الإعمار».

في هذه الأثناء، ذكرت شبكة «سي إن إن» أن إسرائيل قدمت مقترحا يتضمن وقفا لإطلاق النار لمدة أسبوع مقابل إطلاق «حماس» سراح 40 محتجزا من النساء وكبار السن والأشخاص الذين يحتاجون لرعاية طبية عاجلة.

لكن السفير الإسرائيلي لدى الولايات المتحدة مايكل هرتسوغ تشكك بقرب التوصل إلى اتفاق. وأشار إلى أن «حماس» رفضت حتى الآن إبرام اتفاق آخر في ظل تمسكها بوقف الحرب وإصرار الائتلاف اليميني الحاكم بزعامة بنيامين نتنياهو على مواصلة حملته العسكرية.

وجاء تكثيف قطر ومصر لجهودهما التي نجحت في وقت سابق بإبرام اتفاق سمح بإطلاق سراح 80 إسرائيلياً مقابل 240 فلسطينياً، جلهم من النساء والأطفال، في وقت اضطرت الإمارات إلى تخفيض سقف مشروع قرار طرحته على مجلس الأمن الدولي للمطالبة بفرض وقف دائم للأعمال العدائية في القطاع بعد اصطدامه بمعارضة أميركية وتلويح باستخدام حق النقض «الفيتو» ضده.

واستبدلت الإمارات النص الأصلي وعدلته للمطالبة بتعليق الأعمال العدائية من أجل السماح بإدخال المساعدات الإغاثية بهدف تحسين الوضع الإنساني الكارثي بغزة.

التزام وتحذير

في غضون ذلك، شدد وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، على التزام بلاده بتوفير المساعدات الإنسانية وتسهيل دخولها إلى القطاع الفلسطيني المحاصر بشكل شبه كامل منذ بدء الحرب التي دخلت شهرها الثالث، خلال اتصال هاتفي مع نظيره الأردني أيمن الصفدي. وأكد بلينكن على التزام واشنطن بتحقيق السلام من خلال «حل الدولتين».

من جهته، أكد الصفدي على ضرورة دخول المساعدات الكافية بشكل مستمر إلى القطاع.

وتناول الاتصال الجهود المبذولة لمنع توسع الحرب، وضمان حماية المدنيين، ووقف عنف المستوطنين في الضفة الغربية.

وجاء ذلك في وقت قالت منظمة الأمم المتحدة للطفولة «يونيسف»، إن الأطفال النازحين حديثاً في جنوب قطاع غزة يحصلون على كميات من الماء أقل كثيراً من المطلوب للبقاء على قيد الحياة، وتوقعت وفاة عدد أكبر من الأطفال في الأيام المقبلة، بسبب الحرمان والمرض.

كما أفاد تقرير أممي بأن نصف سكان القطاع يعانون من الجوع الشديد أو الحاد وأن 90% منهم يحرمون بانتظام من الطعام ليوم كامل.

في السياق، بدأ أمس ضخ المياه المحلاة للقطاع الفلسطيني عن طريق محطات تحلية إماراتية تم اقامتها على الجانب المصري من الحدود، لتعويض النقص الناتج عن قطع سلطات الاحتلال إمدادات مياه الشرب التي كانت تدخلها لغزة قبل هجوم «طوفان الأقصى».

قصف ومواجهات

ميدانياً، أعلن قوات الجيش الإسرائيلي توسيع عمليته وتعميقها في مدينة خان يونس جنوب غزة أمس، فيما تسببت ضرباته بمقتل نحو 19 فلسطينياً ليرتفع عدد الشهداء إلى 19 ألفاً و667، والجرحى إلى 52 ألفاً و586.

وأقرّ الجيش الإسرائيلي بمقتل ضابطين بمعارك في خان يونس التي توصف بمركز ثقل حماس في جنوب غزة. وتحدث عن إصابة 29 جندياً خلال الساعات الـ24 الماضية.

وتواصلت الاشتباكات بين فصائل المقاومة وقوات الاحتلال في محاور عدة بشمال القطاع، فيما أطلقت حماس رشقات صاروخية باتجاه تل أبيب وعسقلان ومستوطنات غلاف غزة.

back to top