وصايا أميرية خالدة

نشر في 20-12-2023
آخر تحديث 19-12-2023 | 20:54
 سلمان الجوعانه

تداعى الشعب الكويتي والأمتان العربية والإسلامية إلى التعزية ونعي سمو أمير المكارم وأمير العفو والتسامح الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح، رحمه الله، الذي يعد أحد حكام الكويت الذين ساهموا في بناء الكويت ودستورها ونهضتها الحديثة منذ تأسيسها، والذي كان له دور سياسي كبير على المستوى المحلي والإقليمي والعالمي.

ومن باب الوفاء لهذا الراحل الكبير لا بد من تذكر أهم وأبرز وصاياه الأميرية وقراراته وخطاباته السامية منذ توليه مقاليد الحكم، التي رسمت لنا خارطة الطريق لبناء الكويت الجديدة مع بداية هذا العهد الجديد والمليئة بالحب والوفاء للكويت والكويتيين وللإسلام والمسلمين.

أبرز هذه الوصايا الأميرية:

- عندما أوصانا كمواطنين في الانتخابات البرلمانية في خطاب أميري قائلاً لشعبه «أعينوني على حسن الاختيار» هذه الوصية ستبقى خالدة في أذهان الكويتيين عند اختيار رجال دولة يعينون القيادة السياسية في إدارة الدولة، وتبين مدى أهمية دور المواطن في مساندة الأمير.

- وأيضاً عندما أوصى سمو ولي العهد آنذاك قائلاً: «نحن أتينا لنبني ولم نأت لنهدم، وأهم شيء نساعد المواطن، وهدفنا الإصلاح في النظام والعهد الجديد، ووصيتي أوصلها لإخوانك نواب مجلس الأمة أيضاً ليعينوك»، وكان لقاءً مصوراً على التلفزيون الرسمي.

- وفي أحد اللقاءات عندما سُئل، رحمه الله، من الذي تتمنى رضاه؟ قال رحمه الله: رضا الله والناس، وهذه وصية تعتبر درساً لكل حاكم وقيادي صاحب نفوذ وسلطة، بأن الحكم زائل ولا يدوم إلا الله سبحانه وتعالى، ولا ينفع في حياة الإنسان وبعد مماته إلا رضا الله، عز وجل، ودعوات الناس وشهادتهم بعد رحيله.

- وعندما كان يصلي وحيداً بلا مرافقين مداوماً على عبادة الله على كرسيه وأمام مصحفه في مسجد «بلال بن رباح» عندما يجتمع عنده المصلون يقول لحرسه: «خلوهم هذول عيالي».

أثبت رحمه الله أن الحاكم العادل لا يخشى شعبه، وأن الحكم لا يتعارض مع العبادة، فمهما اعتلى شأن المؤمن فهو مجرد عبد يطلب رحمة الله.

- وآخر وصاياه، رحمه الله، بعدم انقطاع المساعدات عن المنكوبين من العرب والمسلمين في تركيا والمغرب وليبيا، وأخيراً في «غزة» وهذه وصية أيضاً تعلمنا بأن الخير بين المسلمين يجب أن يستمر واننا كمسلمين مسؤولون عن كل مسلم على وجه البسيطة نستطيع مساعدته من أجل أن يديم الله علينا الخير الذي رزقنا إياه، وأن يبارك لنا في بلادنا ورزقنا، وأننا لا ننسى من ساندونا وقت محنتنا ووقفوا إلى جانبنا.

في الختام نقول: رحم الله هذا الحاكم العادل الذي حكم فترة قصيرة لكنها كبيرة بالأفعال والدروس والعبر، ونسأل الله أن يتغمده بخالص رحمته، وأن يسكنه فسيح جناته، وأن يجمعه مع الأنبياء والشهداء والصالحين وأن يهدي سمو أمير البلاد الشيخ مشعل الأحمد الصباح لكل ما هو خير للبلاد والعباد، وأن يعينه ويرزقه البطانة الصالحة.

back to top