إلى جنات الخلد

نشر في 18-12-2023
آخر تحديث 17-12-2023 | 22:07
 د. مبارك العبدالهادي

إلى جنات الخلد يا أمير العفو، فقد كان سمو الأمير الراحل الشيخ نواف الأحمد الصباح، طيب الله ثراه، والداً للجميع، وشهدت مسيرته عطاء وتضحيات يصعب حصرها في سبيل رفعة البلاد، وكان خير سند لأبنائها.

وها هو أميرنا الراحل الشيخ نواف يغادر دنيانا الفانية بما فيها ليقابل ربّه، سبحانه وتعالى، بمسيرة حافلة بالعطاء مليئة بالإنجازات، قضى خلالها حياته في خدمة وطنه وشعبه، ولم يدخر جهداً في نصرة الحق والعدل سواء كان في الكويت أو في أي دولة من دول العالم.

وها هي المسيرة تُستكمل بوالدنا وقائدنا سمو أمير البلاد الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح، فسموه خير خلف لخير سلف، وقد شهدت الكويت طفرات عديدة بتوجيهات سموه خلال ولاية العهد، وستستمر وتمضي نحو المزيد من التقدم والازدهار إن شاء الله.

فبفضل حكمة سمو أمير البلاد ورؤيته الثاقبة هناك العديد من الملفات التي ستتحقق رؤيتها على أرض الواقع، فالكويت كما عهدها الجميع في استكمال مسيرة الإصلاح والنهضة والبناء، واليوم أبناء الكويت عليهم مسؤولية أيضا لاستكمال هذه التوجيهات البناءة، والمضي قدما في عملية التطور والعمران وتحقيق الرغبة السامية لتكون بلادنا في مصاف الدول المتقدمة في مختلف المجالات.

إن الكويت التي شهدت العديد من المحطات أثبتت للعالم بحكمة قيادتها دورها الريادي ورؤيتها الثاقبة سواء على الصعيد المحلي أو الدولي، فأدت وما زالت تؤدي دورا إقليميا في حلحلة الملفات الشائكة والثبات في المواقف دون أي تنازل، وآخرها موقفها الذي شهد له العالم أجمع في أحداث غزة، وتمسكها الدائم بدعم القضية الفلسطينية ومناصرتها، فضلا عن القضايا الدولية العادلة الأخرى.

إن هذا الوطن الصغير في حجمه كبيرٌ دائما في مواقفه، ومد يد العون للأشقاء والضعفاء والمظلومين، فضلاً عن تمسكه الدائم بوحدة الصف العربي والإسلامي وتفويت الفرصة على كل من يسعون إلى بث سموم الفتنة.

الكويت في كل الظروف مهما كانت لن تنحني أمامها بقدر الوقوف بثبات والتحلي بصلابة الموقف واتخاذ الإجراءات الكفيلة لفكفكة العقد وإزاحة الستار عن كل المعوقات التي تلوح في الظلام.

أما على الصعيد المحلي فالشعب الكويتي دائما وأبداً يلتف خلف قيادته السياسية، وأثبت ذلك في العديد من المواقف والظروف والمحن، ولن يتهاون للحظة في ذلك، بل إنه ضرب أروع الأمثلة في وحدة الصف، وستبقى الكويت راسخة الأركان قوية البنيان، فهي دولة المؤسسات والديموقراطية والعمران.

آخر السطر:

مسيرة البناء والنهضة مستمرة، والإصلاح واقع، والتكاتف والوحدة صمام الأمان.

back to top