رثاء... لزميلنا الخلوق ضرار عبدالله الدخيل رحمه الله
الموت طريقٌ كلنا سالكوه حقاً، وسيدركنا، وإن كان قاسياً علينا، فالله سبحانه وتعالى يقول: «كل نفس ذائقة الموت»... ودّعناك يا عزيز علينا، وواريناك التراب بالدمع والحزن، وكنت كما كانت وستبقى محبتك في قلوبنا، لن أقول ما قاله الغير في رثاء من أحبوهم فقط، بل أقول: ذهب رمز من رموزنا.
عشت طيباً للذكر، وودعناك بمزيد من العزة والكرامة والفخر، عشت طيباً للقلب، ليناً معطاءً، حكيماً صلباً عصياً، لقد كان فقيدنا - رحمه الله - يملك قلباً متسعاً للجميع، وأخاً حنوناً للجميع، ووجهاً بشوشاً للجميع... نم قرير العين أيها الصديق والزميل فلقد تركت فينا سيرتك الحسنة، كنت رجلاً لك من الهيبة والوقار والمكانة في كل راحلة تحطها أقدامك.
لم نستطع أن نوفي فيك معاني العطاء والإخاء والمحبة والشرف ونبل الأخلاق مهما حاولنا التعبير... زميلنا الراحل - رحمك الله رحمةً واسعةً أيها الأخ والرفيق والصديق. إننا نستمد من كرم أخلاقك الكثير، وكما يقولون لا تموت ذكرى رجل خلّف وراءه نبل الأخلاق وحسن العشرة.
وداعاً أيها الأخ الصديق الرفيق الباقي في قلوبنا وفي ذاكرتنا، ورحمك الله وغفر لك وأسكنك فسيح جناته، إنّه سبحانه وتعالى ولي ذلك والقادر عليه.
ضرار... كلنا حبيناك بقدر ما حبيتنا... ونشرت بيننا من عبير وجودك... بقدر الابتسامة التي أهديتها لنا... بقدر الأخلاق الجميلة التي عاملتنا بها... بقدر ما علمتنا قيمة الحياة... وقيمة الإنسان... وقيمة الإيمان... وقيمة الرحيل.
ولكننا في الوداع... تعجز ألسنتنا، ولن نقول أبداً إلا ما يرضي الله... كما أمرنا ربنا سبحانه... «إنا لله وإنا إليه راجعون».
أسأل الله أن يرحم بوعبدالله برحمته الواسعة، ويغفر له مغفرة من عنده... وينزل الصبر والسكينة والسلوان على قلب أهله وذويه وأحبابه، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.