زبدة الهرج: الوضع يشبه عمليات التجميل

نشر في 15-12-2023
آخر تحديث 14-12-2023 | 19:09
 حمد الهزاع

ترددت كثيراً في كتابة مقالي هذا الأسبوع لتعرضي لهجوم شرس من «الإنفلونزا» التي تطلب مني إعلان حالة الاستنفار القصوى والتعبئة العامة، فحركت لها كل أنواع أسلحة الدفاع والمضادات لصد تقدمها، فلم أستطع مقاومتها، فرفعت لها راية الاستسلام (مكره أخاك لا بطل) فانتصرت عليّ، واحتلت جسدي، وأصبحت أسيراً لها وسجين الفراش، وما يميز هذا المرض أن الناس أمامه سواسية، لا فرق بين غني وفقير أو وزير وخفير، يصاب به الجميع دون استثناء، وتميز عنصري.

وقد حاولت أن أبحث عن موضوع لمقالي، ففتشت وبصرت كثيراً فلم أجد الفكرة التي أبتكرها وأطورها لأصوغ بها النص بسبب الحرارة التي ذوبت الأفكار وبعثرتها، ولأن الأحداث والسيناريوهات مكررة ومتشابهة كعمليات النساء التجميلية التي تجرى في تركيا أو إيران، فما عليك إلا أن تدخل أي مول تجاري حتى تشاهد وجوه النساء كأنها (فولة وانقسمت نصفين) على رأي المثل المصري، وهنا أتوجه بالنصح للأزواج المطيعين لزوجاتهم حينما تخضع لرغبة أم العيال وتوافق لها على إجراء عملية تجميل اطلب من الدكتور أن يضع لها علامة في وجهها حتى تستطيع أن تتعرف عليها إذا ضاعت في زحمة النساء.

هذا التشابه الغريب في عمليات التجميل النسائية يشبه تصريحات الساسة الإيرانيين وهم يطلقون تهديداتهم على الأميركيين والصهاينة منذ فضيحة «إيران كونترا»، مروراً بعملية «طوفان الأقصى» إلى أن دخل الجيش الصهيوني غزة، وبدأ يلقي القبض على الفلسطينيين عشوائيا، وينشر صور اعتقالهم وقد جردوا من ملابسهم دون أي مراعاة لأبسط حقوق قانون الأسرى المدنيين، والجماعة في إيران تصريحاتهم متشابهة طبق الأصل، وإن اختلفت وجوههم، وما يميزهم عن باقي حكومات العالم أنهم يستخدمون قانون نظرية حارس الأسواق الذي يصيح بأعلى صوته في آخر الليل ليبين للحرامية أنه «صاحي»، وكم كنت أتمنى لو أن الحكومة الإيرانية التفتت للسياحة وطورتها ستصبح إيران حتما قبله للسياح من مختلف أنحاء العالم.

ثم أما بعد:

مراسل قناة الجزيرة في غزة مؤمن الشرافي استشهد من أسرته 21 فرداً بمن فيهم والداه بعد استهداف المنزل الذي لجؤوا إليه نازحين في مخيم جباليا، حيث قصفت القوات الصهيونية مربعا سكنيا كاملا فمسحته عن بكرة أبيه، وقس على ذلك الكثير من أهل غزة الذين فقدوا أسرهم كاملة، فهل حسب السنوار حساب هذه الكوارث؟

back to top