شوشرة: خريطة مثمرة

نشر في 08-12-2023
آخر تحديث 07-12-2023 | 20:18
 د. مبارك العبدالهادي

انسجام العلاقة بين السلطتين التشريعية والتنفيذية آتى ثماره ببروز العديد من مؤشرات التعاون والتنسيق والتكامل في تحقيق خريطة الطريق المتفق عليها التي نتمنى استمرارها لمعالجة كل الملفات، وهذا الاتفاق النيابي- الحكومي يعد الأفضل على مستوى الحكومات المتعاقبة بعد تحقيق المطالب المتفق عليها، ما لم يتدخل الذين يدسون السم بالعسل كالعادة ممن لا همّ لهم سوى دخولنا في دوامة أخرى لأنهم ينزعجون من أي هدوء في أوضاعنا السياسية واستقرارها.

ولا تزال الآمال معلقة نحو تصحيح أوضاع الرواتب التي طالما ينتظرها الجميع بفارغ الصبر، والتي تعد نقطة فاصلة ومهمة، خصوصاً مع الأوضاع الصعبة التي يواجهها أصحاب الدخل المحدود والمتقاعدون مع ارتفاع الأسعار، وعلى الحكومة كسب هذا الاتفاق عبر محركاتها التي عملت وساهمت في توطيد العلاقة مع المجلس في تصويب المسار وتعديل اعوجاج أوضاع الأجهزة التي تعاني الإهمال والتراجع في خدماتها المقدمة للمستفيدين، وإعادة ترتيب أوضاع بعض القياديين الذين لا يزالون يعيشون في أبراجهم العاجية، ويسهمون في عرقلة التعاون بين السلطتين بسبب أخطائهم المتكررة ومخالفاتهم، وتحويل قطاعاتهم إلى عزبة خاصة لهم ولبطانتهم التي وراء تراجعنا.

وعلى النواب الذين لا يزالون يغردون خارج السرب إعادة ترتيب أوراقهم، والتفكير جيدا بأوضاع المواطنين قبل بعض المحسوبين عليهم الذين يدخلونهم في مستنقع التعطيل الذي يلحقه خلط الأوراق والتأخير في الإنجاز.

ويجب الالتفات الى المشاريع التنموية التي أدت موجات التأزيم السابقة إلى ضعف متابعتها وتأخير إنجازها، فالعديد من الدول سبقتنا في إطلاق مشاريعها الضخمة وتحقيق تطلعات اقتصادها وازدهاره، في حين لا تزال مؤشراتنا في تراجع، وما إن يصل الى اللون الأخضر حتى نتفاجأ بدخول الأحمر على الخط فجأة مما يربك العملية الاقتصادية التي يفترض أن يصبح مؤشرها في حالة تصاعدية دون أي انخفاض.

إن الآمال كبيرة لاستثمار هذا التكامل بين الحكومة والمجلس وتحويل الحلم الى حقيقة في إنجاز الملفات العالقة وإقرار المطالب الشعبية المستحقة، وعلى البعض أن يعوا أيضا أن تقديم بعض التنازلات لا يعني الضعف والتراجع بقدر ما هو مكسب لإبداء حسن النوايا والمصداقية في التعاون دون مساومات ورضوخ وضغوط وصفقات على حساب المصلحة العامة، وهي فرصة كبيرة يجب عدم تفويتها للذين همهم الأول والأخير مصلحة الوطن والمواطن حتى تستمر عجلة الإنجاز ونصل الى تحقيق المطالب المتفق عليها دون عراقيل وتعطيل.

آخر السطر:

العمل بصمت دون ضجيج سيحقق الإنجاز.

back to top