فضل الوافد

نشر في 03-12-2023
آخر تحديث 02-12-2023 | 18:29
 مظفّر عبدالله

أول العمود: العمل الفني الذي كتبه وأخرجه المبدع سليمان البسام بعنوان (الصمت) والذي يحكي قصة انفجار مرفأ بيروت، وتم عرضه في مركز اليرموك قبل أيام، عمل إبداعي فريد، يبرز أثر الفن في توصيل الأفكار بطرق مختلفة للمتلقي، تحية لبطلة العرض حلا عمران.

***

تتراوح نسبة الوافدين في الكويت بين 70% و75%، وهي مؤثرة اجتماعياً واقتصاديا وسياسياً، فقد لازمت مسألة الوافد في الكويت وعلى مر عقود من الزمن نوعين من التفاعل المحلي: الأول: تنفيذ الخدمات، والثاني: سلبيات الاقتصاد الريعي وما يرافقه من استغلال توريد العمالة في مظاهر تجارة الإقامات، وما ينتج عن ذلك من كراهية للأجانب، خصوصا في العقدين الأخيرين.

هذه المظاهر تأتي كنتيجة طبيعية حينما يخلو المجتمع من تكوينات أو منصات تحشد لبعض تلك الجنسيات – عربية وغير عربية – وتتعرف علي الجانب الآخر من حياتهم وثقافتهم وتجاربهم وتطلعاتهم بعيداً عن المنظور النمطي الذي يُركّز على الاستفادة الخدمية من الوافد والاكتفاء بذلك، وفي ظني أن هذه النظرة تعدّ هدراً للفوائد التي يمكن جنيها من التقرب والتعرف على العديد من الخبرات التي يملكها هذا الكم من البشر بيننا.

المطلوب هنا جهد يبذل من أجل تحقيق نسب إدماج حقيقية بين المواطنين والوافدين، مثال على ذلك تستطيع الهيئة العامة للقوى العاملة، والمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب وجامعة الكويت وسفارات الدول ذات الكثافة العمالية أن تتعاون مع عدد من جمعيات النفع العام من أجل تنظيم العديد من البرامج والأنشطة الدائمة التي تحقق خطوة يمكن من خلالها أن تتخطى النظرة التقليدية للوافد، ونرى أن هذا الجهد يفيد الأمن الداخلي للكويت، ويدعم استقرارها الاجتماعي ويقوي الجبهة الداخلية، ومن الممكن أن يقوم مركز البحوث والدراسات الكويتية بإنتاج كتاب يشمل الشخصيات العربية وغيرها ممن كان لهم دور كبير في بناء الكويت.

من غير المقبول عزل 75% من السكان ووضعهم في نمط تعامل تقليدي خدمي إلى الأبد، فمن بين الوافدين مثقفون وفنانون وحرفيون وأصحاب فكر وقلم وعلم يجب توظيفه لخدمة مسألة التفاعل المجتمعي العام مع المواطنين، وقبل ذلك يجب تكثيف عمليات البحث العلمي لهذه الأعداد الهائلة التي تطوف على مجتمعنا منذ تدفق النفط ودوران عجلة التنمية في خمسينيات القرن الماضي، وقياس طبيعة وأنماط تأثيراتها الكامنة والظاهرة في المجتمع الكويتي.

back to top