إيران تتكبد أول خسارة بشرية في «حرب غزة»

مقتل مستشارَين في «الحرس الثوري» ومقاتلين موالين لطهران بغارة إسرائيلية على دمشق
• بلينكن والسوداني يتوافقان على ضرورة عدم توسّع الحرب... وباقري في بغداد غداة هجوم «داعش»

نشر في 03-12-2023
آخر تحديث 02-12-2023 | 19:47
مع عودة التوتر المتصاعد على عدة جبهات في المنطقة إلى المربع الأول، أطلّ تنظيم داعش برأسه على العراق مجدداً، في وقت وجّهت إسرائيل ضربة لإيران و«حزب الله» اللبناني في سورية.

في أول خسارة بشرية إيرانية منذ بدء حرب غزة قُتل مستشاران إيرانيان ينتميان إلى الحرس الثوري في غارة إسرائيلية على منطقة السيدة زينب، التي تعتبر معقلا للميليشيات الموالية

لطهران، جنوب العاصمة السورية دمشق، وذلك غداة انهيار الهدنة في قطاع غزة الفلسطيني.

وأعلنت العلاقات العامة في «الحرس الثوري» الإيراني ووكالة الأنباء الرسمية، أمس، مقتل اثنين من مستشاري الحرس العسكريين، يدعيان محمد علي عطايي شوجه وبناه تقي زادة، في سورية خلال غارات جوية إسرائيلية ليل الجمعة - السبت.

من ناحيته، تحدث مدير المرصد السوري رامي عبدالرحمن عن حصيلة أكبر، مشيرا الى أن «مقاتلَين سورييَّن يعملان مع حزب الله ومقاتلَين أجنبيين مواليين لإيران قُتلوا في غارات جوية إسرائيلية على مواقع لحزب الله قرب السيدة زينب» جنوب دمشق.


بناه تقي زادة - محمد علي عطايي
بناه تقي زادة - محمد علي عطايي

وكانت وزارة الدفاع السورية أعلنت عن «عدوان جوي من اتجاه الجولان المحتل، استهدف بعض النقاط في محيط مدينة دمشق» فجر أمس.

عبداللهيان

وقبل الإعلان عن أول خسارة إيرانية بشرية في الحرب، قال وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان، إنه سمع خلال زيارته لبيروت الأسبوع الماضي، أن رد الأحزاب الموالية لإيران، بما فيها حزب الله اللبناني، على استئناف اسرائيل الحرب بعد الهدنة «سيبعث على الندم، وسيكون أشد قساوة من ذي قبل».

الحوثيون

إلى ذلك، وبعد إسقاط سفينة أميركية مسيّرةً حوثية وغارة يُعتقد أنها اسرائيلية أصابت قاعدة صاروخية لجماعة أنصارالله الحوثية في اليمن، وجّه عضو المجلس السياسي الأعلى في اليمن، محمد علي الحوثي، تحذيرا للقوات الاميركية، ودعاها الى «العودة من حيث أتت»، مؤكداً أن «شعب اليمن هو شعب الجهاد وسيوجه بنادقه نحو العدو الحقيقي إسرائيل».

ودعا الحوثي الدول العربية الى «رفع حماس والجهاد الإسلامي من قائمة الإرهاب ووضع الكيان الإسرائيلي فيها».

ودان مجلس الأمن الدولي، أمس الأول، في بيان، اختطاف السفينة جالاكسي ليدر المرتبطة بإسرائيل في البحر الأحمر من الحوثيين، والتي كان على متنها طاقم مكوّن من 25 فردا في البحر الأحمر منتصف نوفمبر الماضي.

ودعا أعضاء مجلس الأمن إلى الإفراج الفوري عن السفينة وطاقمها، مؤكدين أهمية الحقوق والحريات الملاحية لجميع السفن في خليج عدن والبحر الأحمر، وفقا للقانون الدولي. وأشاروا إلى أهمية تعزيز التعاون الدولي والإقليمي لمواجهة التهديدات التي يتعرض لها السلام والأمن في المنطقة.

«داعش» والعراق

وفي العراق، أعلنت قيادة عمليات نينوى أمس، انتهاء الاشتباكات المسلحة بين الجيش وعناصر في تنظيم داعش بقضاء مخمور جنوب شرق الموصل، وقتل 4 إرهابيين في كمين محكم.

وأكد مصدر في قوات البيشمركة الكردية مقتل جندي وإصابة 2 خلال الاشتباكات في محيط ناحية قراج التابعة لقضاء مخمور ضمن محافظة نينوى، إضافة إلى مقتل 4 من «داعش».

جاء ذلك بعدما هاجم «داعش» ليل الخميس - الجمعة حافلة صغيرة كانت تقلّ مدنيين خلال عودتهم من تجمّع انتخابي لمرشّح من عشيرتهم، مما أسفر عن مقتل 12 شخصاً وإصابة 17 بجروح. وأتى الهجوم قبيل انتخابات مجالس المحافظات المقررة في 18 الجاري التي تتمتع بصلاحيات واسعة وتنتخب المحافظين.

وفي أوج المخاوف من تمدد الصراع في المنطقة، أفادت وكالة تسنيم بأن رئيس هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الإيرانية، اللواء محمد حسين باقري، يتوجه إلى بغداد على رأس وفد عسكري رفيع.

السوداني وبلينكن

وقبل زيارة باقري، حذّر رئيس الوزراء العراقي محمد السوداني وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن من أي «اعتداء» على الأراضي العراقية. وقال السوداني، في اتصال هاتفي مع بلينكن، إن «الهجوم الأميركي على منطقة جرف النصر مثّل تجاوزاً على السيادة العراقية»، مضيفاً «اننا نجدد التزام الحكومة العراقية بحماية مستشاري التحالف الدولي الموجودين في العراق».

وأكدت الحكومة العراقية، في بيان أمس، أن السوداني وبلينكن بحثا التطورات في الأراضي الفلسطينية المحتلة، وجهود العراق لاحتواء التداعيات الخطيرة للاعتداءات المتكررة على قطاع غزة، والعمل على تثبيت التهدئة ووقف العدوان وضمان عدم اتساع الحرب بما يشكل تهديداً حقيقياً للأمن والاستقرار في المنطقة.

بدوره، طالب بلينكن السوداني بالوفاء بالتزامات العراق في حماية جميع المنشآت التي تستضيف أميركيين على أراضيه، مشدداً على ضرورة قيام الحكومة بملاحقة المسؤولين عن الهجمات التي تستهدفهم.

وكانت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) أعلنت، أمس الأول، ارتفاع إجمالي عدد الهجمات على قواتها المنتشرة في العراق وسورية إلى 74 هجوما منذ 17 أكتوبر الماضي.

وأواخر نوفمبر، قصفت «البنتاغون» مرتين مقاتلين في فصائل عراقية موالية لإيران، رداً على هجمات شنتها تلك المجموعات على القوات الأميركية وقوات من التحالف الدولي في العراق وسورية المجاورة.

وكان مستشار رئيس الوزراء العراقي، فرهاد علاء الدين، انتقد الفصائل التي تقصف القواعد الأميركية، وقال إن «أمراء حرب لا يروق لهم الاستقرار، يقومون بتلك الهجمات التي لا تشكل أي ضغط على إسرائيل».

تحرك أميركي

في غضون ذلك، أقر مجلس النواب الأميركي مشروع قانون يجبر إدارة الرئيس جو بايدن على التجميد الدائم لأموال بقيمة 6 مليارات دولار، كانت قد أفرجت عنها لإيران في وقت سابق من هذا العام مقابل إطلاق سراح 5 معتقلين أميركيين، ويحتاج القانون الى موافقة مجلس الشيوخ.

جاء ذلك، في حين قدم السيناتور الجمهوري ستيف داينز، مشروع قانون لإعادة تصنيف الحوثيين في اليمن منظمة إرهابية.

back to top