زبدة الهرج:أي نصر يزعمون؟

نشر في 01-12-2023
آخر تحديث 30-11-2023 | 19:02
 حمد الهزاع

أعلم أنه سينزعج مني البعض، وقد أُرمى بأبشع العبارات، ولا يهمني من يؤيدني لأني سأقول الحق وما يمليه عليّ ضميري، فنحن مع الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره، ونضاله ومقاومته للاحتلال الصهيوني، وهذا الأمر مسلم به وليس فيه جدال إلى أن يتم تطبيق قرارات الأمم المتحدة وقرار مجلس الأمن 242/ 1967.

وبما أن قادة «حماس» ليسوا فوق النقد ولا أريد أن أقسو عليهم بل الواقع يحتم علي أن أقول ما أشعر به، وبعد أن حصحص الحق وانكشف المستور وبان، وتم الاتفاق على الهدنة وتبادل الأسرى بين «حماس» والصهاينة، وبعد الدمار الذي خلفه العدو الصهوني في غزة، والخسائر التي تكبدها أهل غزة من آلاف الشهداء ومليارات الدولارات في البنية التحية والاقتصادية، اتضحت تفاصيل السيناريو بأن «حماس» حققت هدفها ومبتغاها، وتم إطلاق سراح بعض الأسرى الفلسطينيين الذين يقبعون في سجون الاحتلال، مقابل إطلاق «حماس» بعض المحتجزين لديها، وأخذ صور معهم بالابتسامة العريضة وهم يودعونهم، وتدمير غزة على رؤوس من فيها.

وقد توقعنا أن لدى «حماس» مفاجأة تقلب الطاولة على العدو، وترفع رؤوسنا كشعوب ساندتهم بالدعاء والمال، لكن الواقع يقول إنهم خذلونا لأنهم لم يحرروا شبر أرض لضمها لقطاع غزة، ولم يرغموا الصهاينة على الجلوس على طاولة الحوار أذلة صاغرين، بل إن الأطفال والنساء والرجال ذهبوا ضحايا مخطط قادة «حماس» من أجل ثلة من الأسرى.

فهل هذا ما كانت «حماس» تصبو إليه؟! وللعلم إن الكيان الصهيوني قادر على أن يلقي القبض على من أفرج عنهم وإعادتهم مرة أخرى للسجن أو تصفيتهم، وهنا لابد لنا أن نشير إلى أن المحصلة النهائية للحرب هي أن الناس فقدوا أحباءهم والتكلفة عليهم باهظة، فمن سيعوض أهالي الضحايا؟ ومن ذا الذي يعمر ما تم تدميره؟ فإسرائيل لن تدفع (شيكل) واحدا، والدول العربية والخليجية لن تدفع (دولارا) إلا مقابل تسليم غزة الى السلطة الفلسطينية أو جهة يتم الاتفاق عليها مع الدول الراعية للسلام، وقد تعاود إسرائيل الهجوم.

ثم أما بعد:

طرحت سؤالا على أحد الإخوة الغزاويين: لماذا لا يستطيع أحد من أهل غزة أن ينتقد حماس؟ فقال: حماس هي الحاكم الوحيد لقطاع غزة، يعني هي الخصم والحكم، وأي فرد في غزة ينتقدها يعرض نفسه للمساءلة وقد توجه له تهمة الخيانة.

back to top