هل تدوم تطمينات إسرائيل لقطر بعدم اغتيال قادة «حماس» في الدوحة؟

نشر في 30-11-2023
آخر تحديث 29-11-2023 | 19:47
إسماعيل هنية يستقبل عبداللهيان في مقر إقامته بالدوحة قبل أيام
إسماعيل هنية يستقبل عبداللهيان في مقر إقامته بالدوحة قبل أيام

نقلت صحيفة «التايمز» البريطانية عن مصدر استخباراتي إسرائيلي كبير قوله، إن التطمينات التي منحتها إسرائيل لقطر بأنها لن تقوم بأي اغتيال لقادة الجناح السياسي لحركة «حماس» المقيمين في الدوحة هو «إجراء مؤقت من أجل الحصول على تعاون قطر» في مفاوضات تبادل الرهائن في غزة وقضايا حساسة أخرى، مضيفاً «يمكن أن يستغرق التخطيط لاغتيالات الموساد عاماً كاملاً، ومن المؤكد أن الاستعدادات قد بدأت».

وكان الصحافي الفرنسي جورج مالبرونو أول من كشف عن التطمينات الإسرائيلية للدوحة، بعد أن قال رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتيناهو، إنه أمر جهاز الاستخبارات الإسرائيلية الخارجية باغتيال قادة حماس «في كل مكان» يستطيعون الوصول إليهم فيه.

وتشير صحيفة «التايمز» في تقرير نشرته أمس إلى تعرض الموساد لواحدة من إخفاقاته النادرة في عام 1997، عندما حاول اغتيال مشعل، الزعيم آنذاك، عن طريق رش السم في أذنه أثناء وجوده في الأردن.

وألقت السلطات الأردنية القبض على العملاء المتورطين، وفي خضم الضجة الدبلوماسية التي تلت ذلك، لم يكن على إسرائيل أن توفر الترياق لإنقاذ حياة مشعل فحسب، بل اضطرت أيضا إلى إطلاق سراح مؤسس «حماس»، الشيخ أحمد ياسين، من السجن. ومنذ ذلك الحين، اعتبر أنه من غير المرجح أن يقتل «الموساد» زعيماً سياسياً لـ»حماس»، خصوصا إذا كان يقيم في دولة موالية للغرب بموافقة رسمية.

ونقل التقرير عن آشر بن أرتسي، وهو شخصية بارزة سابقة في كل من جهاز الأمن العام «الشاباك» والشرطة الإسرائيلية: «من المؤكد أن هذا النوع من التصفية يمكن تنفيذه، لكن لا يبدو لي أنه سيتم تنفيذه في قطر مادام رئيس الموساد أو منسقو الأسرى موجودين في المفاوضات».

ويضيف أن هذا النوع من التصفية يمكن أن يتم في قطر أو أي دولة أخرى في العالم دون أن تعلن إسرائيل مسؤوليتها أو تترك بصمة. ووقعت حتى الآن عشرات الاغتيالات الناجحة من هذا النوع، في العديد من الدول، وأغلبها لم تصل إلى وسائل الإعلام على الإطلاق.

ويقول بن أرتسي: «ما ينشر هو الإخفاقات والتشابكات، لكن حتى عندما نعمل بشكل جيد أحياناً يتم ارتكاب الأخطاء».

ويلفت تقرير «التايمز» إلى أن الوقت ليس مشكلة بالنسبة للموساد، فبعد عملية ميونيخ التي قتل فيها 11 عضواً في الفريق الإسرائيلي للألعاب الأولمبية في 1972، استغرق الموساد نحو سبع سنوات لاغتيال منفذي ومخططي الهجوم في عدة بلدان بالعالم، في عملية معقدة ومضنية أطلق عليها اسم «غضب الله».

back to top