خامنئي يجنّب رئيسي مواجهة انتخابية مع روحاني في طهران

إيران تنهي ترتيبات شراء «سو 35» الروسية... و«الحرس» يحذر السفن الأميركية في الخليج

نشر في 29-11-2023
آخر تحديث 28-11-2023 | 20:05
عسكريون إيرانيون خلال تدشين سفينة جديدة أمس الأول (أ ف ب)
عسكريون إيرانيون خلال تدشين سفينة جديدة أمس الأول (أ ف ب)
مع فتح الرئيس الإيراني السابق، حسن روحاني، للمرة الأولى ملف الترتيبات المحتملة للتعامل مع الوضع بعد وفاة المرشد الأعلى علي خامنئي، تلقى خليفته إبراهيم رئيسي نصيحة بعدم مواجهته في انتخابات مجلس خبراء القيادة بالعاصمة طهران.

كشف مصدر إيراني، أن الرئيس إبراهيم رئيسي ترشح لانتخابات مجلس خبراء القيادة عن محافظة خراسان الجنوبية، تجنباً لمواجهة سلفه حسن روحاني في العاصمة طهران، لأنه إذ حصل على أصوات أقل، فسوف يؤثر على صورته بالداخل والخارج، ويهدد فرصته لخلافة المرشد الأعلى علي خامنئي.

وأوضح المصدر، المقرب من الرئيس، أن رئيسي استشار المرشد ونصحه بالترشح في مسقط رأسه لأن الإصلاحيين يمكن أن يحولوا انتخابات مجلس خبراء القيادة لاستفتاء على شعبيته مقارنة بمرشحيهم في طهران، التي تعتبر مقياساً لشعبية الشخصيات السياسية لضمها مواطنين من مختلف الشرائح.

وعلى خلاف خراسان، التي يحتاج المرشح لعشرة آلاف صوت للدخول البرلمان أو مجلس خبراء القيادة، فإنه في طهران يحتاج من 200 ألف صوت إلى مليون إذا كان هناك إقبال على الانتخابات.

تعيينات

وفي خراسان، وظف رئيسي أكثر من 20 ألفاً من أنصار صهره أحمد علم الهدم أبو زوجته سادن الحرم الرضوي في شرطة الأخلاق وضمهم لاحقاً للبلديات والدوائر الحكومية بعد حلها السنة الماضية، كما قام بتوظيف 10 آلاف آخرين بمجموعات إعلامية للحكومة معظمهم مهمتهم العمل في شبكات التواصل لدعم شعبيته ومشاريعه، إلى جانب عدة آلاف آخرين بباقي الدوائر الحكومية ليضمن نجاحه في انتخابات مجلس خبراء القيادة عن هذه المحافظة سلفاً.

وطالب العديد من الأصوليين المتطرفين مجلس صيانة الدستور بنفي أهلية روحاني للترشح للانتخابات مجلس الخبراء لكن المتحدث باسم مجلس الصيانة أكد أنه لا يمكنه اتخاذ هكذا قرار دون سبب قانوني.

إقصاء مرشحين

ورغم أن انتخابات مجلسي الشورى والخبراء ستتم بنفس اليوم، مارس المقبل، لم يعلن «صيانة الدستور» أسماء المرشحين الذين يحق لهم خوض الانتخابات، إلى جانب قيام اللجان الابتدائية لوزارة الداخلية بإقصاء كل من يشكل خطراً على مرشحي الحكومة قبل إحالة ملفاتهم لمجلس صيانة الدستور، الذي لم يبت باعتراضاتهم.

ولتخفيف الضغط والانتقادات لـ «صيانة الدستور» المعني بتأييد أو إقصاء المرشحين لمجلس خبراء القيادة والمتهم بتحيزه للاتجاه الأصولي المتطرف، قامت وزارة الداخلية بإقصاء 60 في المئة من المرشحين قبل إرسال ملفاتهم للمجلس، المتهم بتحيزه للتحيز للتيار الأصولي المتطرف.

وإذا ما أيد مجلس الصيانة إقصاء المرشحين للانتخابات النيابية (ثلثهم نواب حاليون معارضون لرئيسي وحكومته)، فهذا يعني أن انتخابات مجلس الشورى ستكون باردة ولن تحصل على ربع إقبال الناخبين. أما انتخابات خبراء القيادة فتكمن أهميتها في أن دورة مجلسها 8 سنوات وعمر المرشد 85 فمن الممكن أن يكون لنوابه حق انتخاب خليفته.

زيادة الشعبية

إلى ذلك، زعمت صحيفة «فرهيختكان» أمس الأول، أن «بعض استطلاعات الرأي أشارت إلى أن شعبية روحاني بلغت 5% ورئيسي يتمتع بـ4 أضعافها»، لكن بحسب هذا الادعاء، فإن شعبية رئيسي لا تتجاوز 20% بعد عامين وبضعة أشهر من فترة رئاسته.

واعتبرت «فرهيختكان»، التابعة لجامعة «آزاد» الإسلامية، أن ترشح روحاني وكلامه عن إمكانية نشر قائمة انتخابية في طهران وبعض المدن، إشارة إلى نية حركة «اعتداليون»، المشاركة في انتخابات البرلمان، والخبراء، مؤكدة أنه «يعتزم زيادة فرصه وأمثاله في انتخابات البرلمان والخبراء لتوسيع السجالات والتهكمات التي أثارها الأصوليون المتطرفون».

والأسبوع الماضي، ناقش الرئيس الإيراني السابق للمرة الأولى الترتيبات المحتملة للتعامل مع الوضع بعد وفاة المرشد علي خامنئي، مؤكداً أن هذا اليوم سيأتي، رغم أننا لا نريده.

وقال روحاني، خلال لقاء مع وزرائه ونوابه في الحكومتين السابقة والحالية، إنه «بعد احتجاجات نوفمبر 2019، وصل النظام إلى نهاية الطريق، والآن لم يعد مهماً بالنسبة لمسؤوليه أن تكون المشاركة مرتفعة أو منخفضة».

وأضاف: «أن هذه الجولة من انتخابات مجلس الخبراء، التي ستعقد في الأول من مارس، أكثر أهمية من الانتخابات السابقة».

وفي أعقاب الاستبعاد الواسع النطاق لشخصيات سياسية قريبة منهم، قال بعض الإصلاحيين إنه «ليس من الممكن المشاركة والمنافسة».

وتتم عمليات الاستبعاد في وقت شعرت سلطات النظام بالقلق من احتمال انخفاض المشاركة في الانتخابات البرلمانية بعد احتجاجات العام الماضي، إلى حد أن المرشد وصفها يوم 14 يونيو الماضي بـ«الانتخابات بالغة الأهمية، ومدفعية العدو تقصفها قبل 9 أشهر من انعقادها».

مقاتلات روسية

من جهة أخرى، أعلن نائب وزير الدفاع مهدي فرحي، أمس، إنهاء الترتيبات مع روسيا لشراء مقاتلات سوخوي-35 المتطورة، وطائرات هليكوبتر ميل 28 الهجومية والتدريب ياك 130 في إطار خطة «توطيد العلاقات العسكرية».

وأكد المتحدث باسم الخارجية ناصر كنعاني أن التعاون مع روسيا في مختلف القطاعات «لا يعني المواجهة مع أوكرانيا»، مضيفاً: «نرغب في الحفاظ على علاقات ودية مع أوكرانيا وروسيا، وقلنا بصراحة إننا ضد الحرب وقتل وتشريد الناس وتدمير البنية التحتية، وندعو إلى إنهاء الصراع».

السفن الأميركية

وعلى صعيد التوتر المتزايد بالمنطقة، حذر قائد بحرية الحرس الثوري علي رضا تنكسيري أمس السفن الأميركية في الخليج من أنها تقع ضمن مدى الصواريخ وعليها التصرف بعقلانية.

واعتبر تنكسيري وجود السفن الأميركية في المنطقة وسيلة لدعم الأطراف الأخرى، وإيران لديها تكنولوجيا تصويرية وفيديو حول جميع تحركاتها.

وقال تنكسيري: «وجّهنا تحذيراً مباشراً عبر الطائرات المسيرات لحاملة الطائرات أيزنهاور»، التي أعلنت القيادة الوسطى الأميركية، أمس الأول، عبورها مع مجموعة القوى الضاربة المرافقة لها مضيق هرمز ودخول مياه الخليج، للقيام بدوريات تضمن حرية الملاحة في الممرات الدولية، ودعم متطلباتها.

وأضاف: «مسيراتنا حلقت، الأحد الماضي، فوق رؤوسهم ووجهنا إنذاراً مباشراً بضرورة هبوط مروحياتهم ورضخوا لتعليماتنا»، وتابع: «التواجد الأميركي العسكري في الخليج كان ومازال قائماً، ولكن مضيق هرمز تحت سيطرتنا».

هجمات السفن

وفي وقت سابق، نفى المتحدث باسم الخارجية الضلوع في الهجمات الأخيرة على السفن المرتبطة بإسرائيل في البحر الأحمر، مشيراً إلى أن الحوثيين في اليمن أعلنوا مسؤوليتهم عن الاستيلاء على أول سفينة إسرائيلية في 19 نوفمبر.

ونفت جماعة الحوثي محاولة اختطاف سفينة تجارية في خليج عدن، مؤكدة أن عملياتها البحرية لا تستهدف إلا السفن الاسرائيلية المعادية ولا تسمح لأي جهة أخرى القيام بأي عمليات قرصنة تهدد الملاحة الدولية».

وقالت الحكومة اليمنية المعترف بها دوليا، مساء أمس الأول، إن «ميليشيا الحوثي مستمرة في تهديد الملاحة الدولية، والاستهتار بكافة الجهود الأممية والإقليمية والدولية لوقف الحرب وانهاء معاناة الشعب اليمني، في تأكيد على مدى ارتهانها للنظام الإيراني واجندته التخريبية في المنطقة».

back to top