لكن «حماس» إخوان مسلمون !

نشر في 26-11-2023
آخر تحديث 25-11-2023 | 18:25
 مظفّر عبدالله

أول العمود:

اختيار شركة التصوير العملاقة «كانون» للكويتي محمد مراد سفيراً لتصوير الحياة البرية في المنطقة العربية مكسب لفن التصوير في الكويت.

***

حينما قررت المقاومة اللبنانية أن تقف عظمة في حلق الجيش الإسرائيلي وإجباره على الانسحاب من جنوب لبنان عام 2000 تلقفت الشعوب العربية هذا الحدث بالفرح دون النظر في توجهات المقاومة اللبنانية ومذهبها الديني، لأن النتيجة أسدلت الستار على سنوات من التخريب الصهيوني لهذا البلد المسالم.

اليوم، مع عمليات «طوفان الأقصى» ظهر لنا نوع من التفكير المُبتَسر في نظرته لما يحدث على أرض فلسطين، ففي حين يقوم أبطال المقاومة بجهد مختلف أحرج الصهاينة وكسر صورتهم المزيفة نرى من يعلق: لكن حماس «إخوان مسلمون»! وحين فاجأ المقاومون الصهاينة بعملية «طوفان الأقصى» قال هؤلاء: لكن عدد قتلى غزة أكبر! وكأن انهيار نظام الفصل العنصري في جنوب إفريقيا جاء بلا مجازر وقتلى بالآلاف!

«طوفان الأقصى» أحدث زلزالاً في العالم أجمع، وضع فلسطين في أول الاهتمامات شعبياً، وعرّى كل ما له علاقة بحقوق الإنسان والقانون الدولي بسبب كيان وحيد مارق، ولربما سيتكشف ما لا يمكن توقعه من خسائر للعدو الصهيوني بعد زمن، هذه النتائج التي نراها اليوم لا يمكن أن تكون بلا ثمن مؤلم، وبالمثل لا يمكن مقابلتها بسؤال عبثي من قبيل: لكن المقاومة من «حماس» الإسلامية!

تحرير الأرض من الاحتلال يأتي بسواعد من هو موجود على الأرض ومستعد لفعل المقاومة، والفلسطينيون اليوم أحوج ما يكونون لفعل ما فعلوه بعد أكثر من 75 عاما من القتل والتهجير والتنكيل والذل، وما أقدمت عليه المقاومة الباسلة أحدث زلزالاً داخل الضمير العربي وجعل ملايين الشباب تواقين لمعرفة معلومات عن قضية شبه منسية، أو ليس هذا تغييراً جذرياً جاء من أفراد أقل تسليحاً، وأضعف من عدوهم الذي استنجد بالقوة الدولية مرتعداً؟

back to top