زبدة الهرج: «ما هي زاطت»
بما أن المجلس والحكومة حالياً (رَبْع) وعلاقتهم سمن على عسل، ويشبكون أياديهم ببعض وهم يمشون في الطريق، ومن يتحرش بهم (نهاره مش فايت، ويا ويله وسواد ليله)، لذا يطيب لي أن أنقل لهم رسالة ثقيلة من بعض إخوانهم المتقاعدين حملتها ولا يحملها إلا أصحاب القلوب المرهفة، عسى أن أجد لها مكاناً في زحمة اجتماعاتهم واقتراحاتهم.
ودعوني أيها السادة الأعضاء المحترمين أن أهمس في آذانكم نص الرسالة حتى لا يسمعها الأعداء، وفحواها أن تتبنوا إقرار قانون منحة اجتماعية مالية للمتقاعد الذي يرغب في الزواج من امرأة ثانية مع رحلة شهر عسل.
هذا الاقتراح سيضرب عصفورة ونسرة بحجر، لأنه أولاً سيقضي على العنوسة، وثانياً يخلي النسرة اللي منكدة على زوجها تركد وتترك نظام السحلية أم سبع ألوان، وكذلك يثبت المجلس والحكومة للشعب الكويتي العظيم أن قلوبهم جامدة، ولا يهابون أحداً، وأنهم مستعدون أن يضحوا لأجل إسعاد المواطن، وأن الخوف ليس في قاموسهم، وأنهم يدخلون البحر دون سترة نجاة، وأن الكرسي آخر اهتمامهم، وحسب نظرتي الشرعية ما إن تتم الموافقة على القانون حتى يرتدع اللصوص والفساد قبل أن تمتد أياديهم إلى المال العام، ولكن قد تصادفنا مشكلة هي من الذي سيبادر الحكومة أم المجلس؟!
أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم.
ثم أما بعد:
تخيلوا معي لو أن النائب مهلهل المضف أضاف المقترح آنف الذكر إلى محاور استجوابه القادم بأن ترفض الحكومة إقرار قانون منحة اجتماعية للمتقاعد الذي يرغب في الزواج من امرأة ثانية!
عليّ النعمة وأبصم بالعشر أن الحكومة أمام أمرين: إما أن تخضع له، وإما أن تقدم استقالتها، ومهلهل الكسبان وسيصبح بطلاً قومياً ستذكره الأجيال القادمة واللاحقة.
