كم «خلوّ» مواقع عمال النظافة في منطقتكم؟

نشر في 17-11-2022
آخر تحديث 16-11-2022 | 19:42
 وليد عبدالله الغانم غرائب لا تنتهي نسمعها ونشاهدها في حياة العمالة الوافدة في الكويت، خصوصاً أولئك العاملين في المهن البسيطة في عقود النظافة العامة وعقود التحميل والتنزيل في الجمعيات وعمال المساجد وغيرهم، وللأسف ما زلنا نعاني في البلد فوضى استقدام وتشغيل تلك العمالة في ظل وجود تجارة الإقامات والعقود الحكومية الكبيرة والمكاتب التجارية الوهمية التي لا تقيم عملاً، ولا تمارس نشاطاً، إنما كل وجودها قائم على بيع تأشيرات الدخول للكويت وإصدار الإقامات للوافدين، وهي تجارة تدر أموالاً كبيرة وثراء سريعاً لمن لا يبالي إن جاءت ثروته من حلال أم من كسب حرام خبيث.

إحدى غرائب وجود هذه العمالة الهامشية في الكويت ظاهرة «التسول المنظم»، وتتم ممارسة هذه الحرفة بانتظام وترتيب في المواقع العامة من مجموعات من العمال في المناطق والأسواق والجمعيات والمؤسسات الحكومية، حيث يقف العامل بزيه الملون سواء بعمل يقوم به أو بمجرد وقوفه ونظره لوجوه المارة فينتظر ما يعطيه الناس حتى لو لم يطلب منهم أو لم يقدم لهم أي خدمة، وقد تبين أن بعض المواقع تدر ثروة كبيرة يوميا على من يسيطر عليها من العمالة حتى باتت شركات العمالة تؤجر المواقع المميزة على عمالها، وبدلاً من أن تدفع لهم الرواتب الشهرية تلزمهم بدفع إيجار يومي أو أسبوعي للموقع الذي يعملون فيه مقابل ما سيجنيه العمال من عطايا الناس أو من تسولهم في الطريق كما في بعض الجمعيات التعاونية.



قد لا تصدق عزيزي القارئ أن بعض المواقع الثقيلة عند الجمعيات أو الأسواق والمقاهي يتم بيعها بين العمالة الآسيوية مقابل «خلوّ» خيالي يتجاوز آلاف الدنانير، فما سيتم تحصيله من الناس ورواد المقاهي وزبائن الجمعيات يومياً يستحق هذا الخلو الضخم، وهذه السوق السوداء لها بورصة خاصة فيها يتم التداول للمواقع والأماكن بعيداً عن أعين الجهات المعنية.

نناشد الجهات المسؤولة عن العمالة الوافدة والمعنية مواجهة هذه الظواهر المشينة، والتحرك للقضاء على مافيا التسول وسوق بيع مواقع التكسب السري للأموال، وحفظ حقوق العمال حسب ما قدموا للعمل من أجله في الكويت، وتطهير البلاد من هذه الممارسات القبيحة، والاستغلال المدمر للبشر، خصوصاً في الجمعيات والأسواق والمرافق العامة. والله الموفق.

back to top