بعد 46 يوماً من العدوان الإسرائيلي الوحشي، ينتظر قطاع غزة الفلسطيني هدنة طويلة تستمر ما بين 3 و5 أيام، على ضوء نضوج صفقة لتبادل الأسرى بين حركة حماس والحكومة الإسرائيلية بزعامة بنيامين نتنياهو، بوساطة قطرية ومصرية، تتضمن كذلك إدخال مساعدات إنسانية وإغاثية إلى القطاع.

وقالت قطر وتل أبيب وواشنطن و«حماس» إن الصفقة باتت قريبة جداً، في وقت أفادت معلومات بأنها تشمل إفراج الحركة عن 50 امرأة وطفلاً إسرائيلياً، بينهم مزدوجو جنسية، مقابل وقف القتال من 3 إلى 5 أيام، إضافة إلى إطلاق 3 أسرى فلسطينيين مقابل كل رهينة مدني يتم إطلاقه.

Ad

وقالت شبكة سي إن إن الأميركية إنه من المحتمل أن يتم تمديد وقف إطلاق النار المؤقت إلى ما بعد ذلك، حتى يتم إطلاق سراح المزيد من الرهائن المدنيين.

وأخذت الجهود الدبلوماسية دفعة أمس عبر اجتماع لجنة المتابعة الوزارية العربية الإسلامية مع المسؤولين الروس في موسكو، إلى جانب القمة الافتراضية لمنظمة بريكس التي تقودها روسيا والصين، وشاركت فيها السعودية ومصر وإيران عن الجانبين العربي والإسلامي، حيث تم التشديد خلال اللقاءين على ضرورة وقف فوري للنار وحماية المدنيين وإدخال المساعدات والعمل الجدي لتسوية جذرية للقضية الفلسطينية.

وبينما واصلت آلة القتل الإسرائيلية عملها المعتاد في قطاع غزة، حيث سقط عشرات القتلى أمس، رُصد تصعيد على جبهتين، ففي لبنان، قتلت إسرائيل 4 مسلحين فلسطينيين ينتمون إلى «حماس»، بينهم نائب قائد «كتائب القسّام» في لبنان خليل خراز، و4 مدنيين لبنانيين بينهم صحافيان من قناة الميادين التلفزيونية ومعاونهما.

واستُهدفت سيارة المسلحين الفلسطينيين على طريق فرعي بين الشعيتية والقليلية في قضاء صور، على بعد نحو 12 كيلومتراً من الحدود الجنوبية الغربية مع إسرائيل وخارج منطقة قواعد الاشتباك.

وأشار مراقبون إلى أن اغتيال خراز يعني أن إسرائيل دخلت مرحلة جديدة تحمل مؤشرات الانتقال إلى ما يشبه العمليات الأمنية ضد كوادر «حماس» في لبنان، لاسيما أن المسؤولين الإسرائيليين كانوا هددوا سابقاً باغتيال مسؤولي الحركة على الأراضي اللبنانية، وهو ما توعّد حزب الله بالرد عليه.

في المقابل، نعت «الميادين» «الشهيدين، المراسلة فرح عمر، والمصور ربيع المعماري، نتيجة استهداف إسرائيلي غادر»، في قصف على مثلث طير حرفا - الجبين، جنوب لبنان.

وجاء التصعيد بعد وصول مستشار الرئيس الأميركي، آموس هوكشتاين، إلى إسرائيل لنقل خشية بلاده من اتساع نطاق الحرب الدائرة حالياً، وفق ما أكد البيت الأبيض.

وفي العراق، وجهت القوات الأميركية التي تقود «التحالف الدولي» ضربة مميتة لعناصر منضوية في تحالف «المقاومة الإسلامية في العراق»، لأول مرة، بعد تعرّضها لسلسلة هجمات في العراق وسورية، واقتصار ردودها على شنّ ضربات في سورية.

وذكر مسؤول عسكري أميركي أن الضربة التي سقط نتيجتها قيادي في «حزب الله - العراق»، المنضوي في «المقاومة الإسلامية»، جاءت رداً على تعرّض قاعدة عين الأسد الجوية العراقية لضربة من ميليشيات وكيلة لإيران.