«بريكس» على خط حرب غزة... والهوة تتسع بين نتنياهو والغرب

• إيران تنفي ضلوعها في خطف الحوثيين سفينة «غالاكسي ليدر» في البحر الأحمر

نشر في 21-11-2023
آخر تحديث 20-11-2023 | 20:33

مع تواصل العدوان الإسرائيلي على غزة لليوم الـ45، ووسط حديث عن نقل الجيش الإسرائيلي تركيزه إلى جنوب القطاع المكتظ بنحو 1.7 مليون نازح من مناطق الشمال والوسط جراء العمليات البرية والمواجهات، التي تشهدها تلك المناطق منذ 27 أكتوبر الماضي، تعقد اليوم قمة افتراضية استثنائية لمجموعة «بريكس» حول قضية فلسطين والصراع الحالي في غزة، بدعوة من رئيس جنوب إفريقيا سيريل رامافوزا.

وسيشارك الرئيس الصيني شي جينبينغ، وسيلقي كلمة مهمة بحسب المتحدثة باسم الخارجية الصينية ماو نينغ.

وطالبت اللجنة الوزارية المكلفة من القمة العربية - الإسلامية، أمس، السلطات الصينية بلعب دور أبرز على الساحة الدولية من أجل دفع جهود إنهاء المأساة التي تسببت في مقتل أكثر من 13 ألف فلسطيني 70 في المئة منهم من النساء والأطفال.


قذائف إسرائيلية فوق غزة أمس (أ ف ب) قذائف إسرائيلية فوق غزة أمس (أ ف ب)

وفي مستهل جولة تشمل الدول الخمس دائمة العضوية بمجلس الأمن الدولي، دعا وفد اللجنة العربية الإسلامية، الذي يشارك به وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان، ونظيره المصري سامح شكري، والأردني أيمن الصفدي، والإندونيسي رينتو مارسودي، والفلسطيني رياض المالكي، والأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي حسين إبراهيم طه، من بكين، إلى تحرك جماعي لوقف الحرب على القطاع الفلسطيني المحاصر بشكل شبه كامل منذ هجوم حركة «حماس» غير المسبوق على إسرائيل في السابع من أكتوبر الماضي.

وشدد أعضاء اللجنة الوزارية خلال مؤتمر مشترك مع وزير الخارجية الصيني وانغ يي على «أهمية اضطلاع المجتمع الدولي بمسؤوليته خصوصاً الأعضاء الدائمين في مجلس الأمن، للتحرك باتجاه وقف الانتهاكات الصارخة التي تقوم بها سلطات الاحتلال الإسرائيلي، وممارساتها الاستفزازية التي من شأنها عرقلة مسار السلام وتهديد الأمن والسلم الدوليين».

وأكد الوزراء الذين يزورون موسكو اليوم «أهمية الوقف الفوري للتصعيد العسكري، والتهجير القسري للفلسطينيين من قطاع غزة، وسرعة إدخال المساعدات الإنسانية الضرورية، لتجنب تفشي كارثة إنسانية».

وأعرب الوزراء عن «رفضهم التام لما تقوم به سلطات الاحتلال من حرب ضد مفهوم حل الدولتين، وضد تقرير المصير للفلسطينيين».

من جهته، صرح وزير الخارجية السعودي عقب الاجتماع بأن الرسالة التي يريد الوفد توجيهها إلى بكين، هي «ضمان وقف فوري لإطلاق النار ووقف المجازر وتقديم المساعدات الإنسانية لغزة».

وزير إسرائيلي: تبادل الأسرى مع «حماس» لن يتم دون قيادة مصرية للوساطة

بدوره، قال وزير الخارجية المصري، إن «هناك سياسة مُعلنة لتهجير الفلسطينيين من غزة، لكن الموقف المصري والعربي القوي الرافض للتهجير كان بمثابة خط أحمر لمنع تهديد السلم والأمن والاستقرار بالمنطقة والعالم».

وأشار إلى أن بلاده «تتطلع لدور أكثر قوة من جانب قوى عظمى مثل الصين، من أجل وقف الاعتداءات ضد الفلسطينيين»، متهماً «قوى كبرى» بمنح «غطاء للاعتداءات الإسرائيلية الحالية».

وفي وقت تتطلع قوى إقليمية إلى الصين، من أجل لعب دور متوازن في ظل الانحياز الأميركي الصريح لإسرائيل، أكد وزير الخارجية الصيني وانغ يي، خلال لقاء الوفد المشترك، أن بلاده تدعم الجهود الرامية إلى تخفيف التوتر في غزة، وإحلال السلام في أقرب وقت ممكن.

وشدد على أن بكين «تقف إلى جانب العدالة» في القضية الفلسطينية، وبذلت جهوداً لتخفيف التوتر وحماية المدنيين وزيادة المساعدات الإنسانية، كما أنها تحاول خلق توافق من أجل السلام في المحادثات الثنائية والمنصات متعددة الأطراف.

ماكرون ونتنياهو

جاء ذلك فيما بدا أن الهوة تتسع بين رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ودول الغرب.

وقال بيان صادر عن الإليزيه، أمس، إن الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، لفت انتباه نتنياهو إلى «المخاطر الإنسانية والخسائر البشرية الكثيرة» المرتبطة بالعمليات العسكرية المستمرة في غزة.

وأعرب ماكرون في اتصال جرى مع نتنياهو عن «قلقه البالغ حيال تصاعد العنف ضد المدنيين الفلسطينيين»، داعياً إلى «القيام بكل ما هو ممكن لمنع اتساع أعمال العنف هذه والحفاظ على الهدوء».

ووفق البيان ذكّر ماكرون نتنياهو بـ «الحاجة المطلقة إلى التمييز بين الإرهابيين والسكان وتوفير الحماية الفعالة للمدنيين»، وأكد مجدداً «أهمية التوصل إلى هدنة إنسانية فورية تؤدي إلى وقف إطلاق النار».

كما أعرب ماكرون في اتصال مع رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس عن قلقه البالغ إزاء تزايد أعمال العنف ضد المدنيين الفلسطينيين في الضفة الغربية وأدانه.

جاء ذلك في وقت نقلت صحيفة «وول ستريت» الأميركية عن مسؤولين، أن العلاقة بين نتنياهو والرئيس الأميركي جو بايدن متوترة، بعد أن فشل بايدن في اقناع رئيس الوزراء الإسرائيلي باتخاذ خطوات يعتقد المسؤولون الأميركيون أنها يمكن أن تساعد في منع تصعيد الصراع وبينها إطالة مدة الهدنة، والتوصل إلى صفقة تبادل تطلق سراح الرهائن في غزة وبينهم أميركيون.

قصف ومآس

في غضون ذلك، واصل الطيران الحربي الإسرائيلي قصف مناطق عدة بقطاع غزة بالتزامن مع تجدد المعارك بين الجيش الإسرائيلي وعناصر حركتي «حماس» و«الجهاد» في شمال المنطقة الساحلية التي يسكنها نحو 2.4 مليون نسمة.

وحذرت حكومة غزة من «ارتكاب الاحتلال مجزرة جديدة في المستشفى الإندونيسي شمال القطاع»، مشيرة إلى تعرض المستشفى لقصف مباشر من الدبابات الإسرائيلية «في إطار الحرب على المستشفيات وتدميرها»، كما قصفت مدرسة الكويت المجاورة.

وزعم الجيش الإسرائيلي أن غارة جوية قتلت ثلاثة آخرين من قادة «كتائب القسام» الجناح العسكري لـ«حماس»، وأقرّ بمقتل 7 من قواته بينهم ضباط في الساعات الأخيرة، ما يرفع عدد القتلى في الهجوم البري إلى 68، وهو ما يعادل خسائر تل أبيب في 57 يوماً خلال عملية «الجرف الصامد» التي شنتها إسرائيل ضد القطاع في عام 2014.

قصف إسرائيلي على المستشفى الإندونيسي ومدرسة الكويت و60 قتيلاً بغارات على دير البلح

وبينما دوت صافرات الإنذار في البلدات الإسرائيلية القريبة من قطاع غزة جراء استهدافها بصواريخ فلسطينية، أودت الغارات الجوية على دير البلح في جنوب القطاع بحياة 60 شخصاً، وسط حديث عن استعداد إسرائيل لتحويل تركيزها البري على جنوب القطاع.

إلى ذلك، تواصل التشكيك الغربي خصوصاً من قبل وسائل الإعلام وشخصيات سياسية وخبراء بـ «أدلة اسرائيل» لاستهداف مجمع مستشفى الشفاء الطبي أكبر منشأة طبية في القطاع، رغم اصدار الجيش الإسرائيلي فيديو قال إنه لنفق يبلغ طوله 55 متراً تحت المستشفى، وكذلك فيديو مأخوذ عن كاميرات المستشفى يظهر مسلحين يدخلون أشخاصاً يعتقد أنهم رهائن من شرق آسيا إلى المستشفى يوم هجوم 7 أكتوبر.

محور إيران

ووسط تنامي مخاطر اتساع دائرة العنف إقليمياً، نفت إيران علاقتها بخطف المتمردين الحوثيين سفينة الشحن «غالاكسي ليدر»، التي يعتقد أنها مستأجرة من قبل رجل أعمال إسرائيلي يدعى رامي أونجر، بعد تقارير أشارت إلى أن طهران لابد أن تكون زودت الحوثيين بمعلومات دقيقة عن ارتباط السفينة بشكل أو بآخر بتل أبيب.

وأرجع المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، ناصر كنعاني، الاتهامات الإسرائيلية لبلده بالتورط في اقتياد جماعة «أنصار الله» الحوثية السفينة التي نفت إسرائيل تبعيتها لها أو وجود إسرائيليين على متنها، في البحر الأحمر إلى سواحل الحديدة في اليمن بخانة «ارتباك إسرائيل ومحاولة التغطية على هزيمتها».

وقال كنعاني: «حذرنا من أن استمرار دعم الولايات المتحدة للإبادة الجماعية في غزة سيثير رد فعل في المنطقة».

وأضاف أنّ «فصائل المقاومة في المنطقة ليست تحت قيادة إيران، وأنّه على عكس الولايات المتحدة التي تقود حلفاءها، فإنّ إيران ليس لديها قوات تحت قيادتها أو وكلاء في المنطقة».

أسرى وإعدام

على صعيد متصل، طالب أقارب الرهائن في غزة من وزير الأمن الإسرائيلي المتطرف، ايتماير بن غفير، عدم المضي قدماً في قانون عقوبة الإعدام بحق الأسرى الفلسطينيين المتهمين بارتكاب هجمات مسلحة، فيما شدد وزير الزراعة الإسرائيلي عضو المجلس الوزاري الحربي المصغر، آفي ديختر، على أن «تبادل الأسرى» مع «حماس»، «لن يتم دون قيادة مصرية لدور الوساطة»، التي تلعب قطر دوراً بارزاً فيها حالياً بالتنسيق مع الولايات المتحدة.

back to top