«البضائع المُدنسة»... وفكرة المقاطعة

نشر في 19-11-2023
آخر تحديث 18-11-2023 | 18:55
 مظفّر عبدالله

أول العمود: من سلبيات استخدام أداة الاستجواب في مجلس الأمة الشخصانية، وانعدام تنسيق المستجوِب مع عدد من النواب.

تبث بالدلائل- بعد طوفان الأقصى- القوة التأثيرية لسلاح مقاطعة البضائع الاستهلاكية المُجيرة للكيان الصهيوني، وهو سلاح مجرّب في أحداث سابقة وثقها كتاب «small acts of resistance» للكاتب البريطاني ستيف كراوشو. بالطبع هناك تفاصيل كثيرة تستحق البحث لغرض وزن التأثير المتوقع للمقاطعة في كل حدث على حدة، بمعني تحديد المكان، وشرارة الحدث، والعدو، وصاحب القضية، وحجم البشر المعنيين بالقضية، وعددهم، ونوع البضائع، وهكذا.

وهناك أيضاً الحديث الخاص بالتغييرات المتوقعة لأي حركة احتجاجية ينتج عنها فعل مقاطعة تجارية كما حدث في مقاطعة المنتجات الدنماركية والفرنسية بعد استفزازات مست معتقدات المسلمين (قدر البنك المركزي الدنماركي خسائر المقاطعة الناتجة عن الرسوم المسيئة للنبي بـ7 مليارات كرونة).

ماذا يمكن أن تحدث المقاطعة؟

1- إرعاب المنتج أو الوكيل من سلاح الحركة الاحتجاجية للمقاطعين ومحاولة اتقاء «شرهم» الاحتجاجي.

2- تحفيز أصحاب الأعمال للتفكير في خطوط إنتاج وتوريد أكثر أماناً.

3- تدريب البشر على السلاح الأيسر استخداماً في وقت الأزمات لتحقيق مسألة الانعتاق النفسي من السلوك الاستهلاكي المعتاد.

4- بحث الناس عن بدائل استهلاكية «غير مُدنسة» من جهة عدوهم.

5- بناء تضامن أخلاقي بين الشعوب في حال كانت القضية واسعة كما هي الحال في القضية الفلسطينية.

اليوم – في ظل طوفان الأقصى– كسب الشباب والمؤثرون الحرب الإعلامية الإلكترونية ضد الكيان الصهيوني، وربما سيكون موضوع المقاطعة الاستهلاكية للمنتجات وجهاً آخر للمعركة.

«كراوشو» في كتابه آنف الذكر جاء على بيان حادثة طريفة، وهي خسارة بنك «باركليز» البريطاني لحصته السوقية بمقدار 27٪ بسبب استثماره في اقتصاد جنوب إفريقيا زمن التمييز العنصري، فما كان من مناهضي هذه السياسية من طلبة جامعة أكسفورد سوى وضع نوعين من الملصقات على أجهزة السحب الخاصة بالبنك أحدها يقول: هذا الجهاز للسود، والثاني حمل وسم «هذا الجهار للبيض»، في أسلوب آثار حفيظة العملاء ونفّرهم من البنك.

أخيراً، لا بد من التوضيح بأن مسألة المقاطعة ليست عصا سحرية، وهي غير مضمونة النتائج على المدى الطويل، لكنها وسيلة «مقرفة» لكل صاحب مال وتجارة وصناعة، فمع كل حدث سياسي ذي تشعبات مؤثرة في الرأي العام يفقد صاحب المال شهية النوم، ويظل في حالة إفاقة حتى انتهاء الحدث، خاصة بعد إعداد قوائم السلع «المدنسة» وتداولها وجعلها حاضرة عند الناس.

المقاطعة حركة احتجاج سياسية تشبه وخزة دبوس على جلد إنسان، لا تميته لكنها تغير تعابير وجهه لتكون مُكفهرة.

back to top