زبدة الهرج: رحلوا وبقيت كوارثهم

نشر في 17-11-2023
آخر تحديث 16-11-2023 | 19:21
 حمد الهزاع

ما زال بعض سفهاء العرب من الذين يعيشون على أحلام الماضي الكئيب يتحدثون عن صدام حسين ومعمر القذافي أن لو كانا على قيد الحياة لما تجرأت إسرائيل وأميركا على الهجوم على غزة، هؤلاء السذج هم امتداد لمن كان يطالب بأن يكون نفط الخليج للعرب، وهم تلامذة الذين كانوا يرفعون شعاراتهم القومية الفاشلة منذ عهد جمال عبدالناصر الذي نادى بالجماهير «سأعيش من أجلكم... وأموت من أجل حريتكم وشرفكم»، فدفع الوطن العربي ثمن النكسات والضعف والهوان الى يومنا هذا.

في عام 1981 نفذت إسرائيل غارة جوية على العراق فدمرت مفاعل «تموز» النووي العراقي الذي يبعد 17 كيلومتراً عن بغداد، وتسببت الغارة بمقتل عراقيين وتدمير المفاعل، وقال رئيس وزراء إسرائيل آنذاك مناحيم بيغن لصدام حسين، إذا أردت أن تبقى رئيساً للعراق فالتزم الصمت، وكأنك لم تر شيئاً، فبقي صدام حسين على سدة الحكم 23 سنة هو وزمرته ينكلون بالشعب العراقي يذبحون الرجال ويستحيون النساء وحتى جيرانه لم يسلموا من شره.

وفي عام 1986 انطلقت طائرات أميركية على ليبيا وقصفت ودمرت عدداً من المواقع في العمق الليبي بما فيها مسكن القذافي وقتلت ابنته بالتبني هناء القذافي وعدداً من الليبيين، وقال الرئيس الأميركي في ذلك الوقت رونالد ريغان للقذافي هذه الضربة «قرصة ودن لتعرف حجمك»، فإذا أردت أن تبقى على كرسيك فاعمل حالك ميت ومش شايف حاجة، وفعلاً بقي القذافي سيفاً مصلتاً على رقاب الليبين حتى وصل به جنون العظمة أن يحرف القرآن الكريم.

ثم أما بعد:

يقول شلومو بن عامي، وزير الخارجية الإسرائيلي السابق بعد مباحثات دامت أشهراً: أبدينا مرونة وطرحنا للمرة الأولى اقتراحاً بشأن القدس في قمة كامب ديفيد للسلام وبحضور الوفد المفاوض الفلسطيني، وقد أبدى كلينتون ارتياحاً ورضاً كبيرين إزاء اقتراحنا، وكنا نحث ياسر عرفات أن يقدم ما لديه من اقتراحات، لكن الوفد الفلسطيني طلب منا تعويضات عن سنوات الاحتلال كلها، فلم أتمالك نفسي فانفجرت بالصراخ عليهم متسائلاً: مَنْ الذي يحتاج إلى إقامة دولة، نحن أم أنتم؟! كان الردّ الفلسطيني مخيباً للآمال، فنحرت عملية السلام مع سبق الإصرار والترصد.

back to top