ديرة لبن سمك تمر هندي

نشر في 16-11-2023
آخر تحديث 15-11-2023 | 19:14
 حسن العيسى

تورّط وزير التربية وزير التعليم العالي في قراره السابق بالسماح بتسجيل التحاق الطلبة الكويتيين للدراسات الطبية في الجامعات المصرية والأردنية، بعد نقد إعلامي له بأنه في مرات كثيرة أو قليلة، والله أعلم، يحصل الطلاب على شهاداتهم الطبية من تلك الجامعات العربية وهم جالسون في بيوتهم بالكويت.

وهذا متصور عند الكثير من حملة الشهادات العليا غير العلوم الطبية، والذين يزينون أسماءهم بحرف الدال مسبقاً كأيقونة للوجاهة الاجتماعية «الفالصو» في بلد الخواء الاستهلاكي من ألفه إلى يائه، مع أنهم (الباحثين عن الرزات) لا يدرون أين هي الجامعات التي سجلوا بها ومدى جديتها البحثية، لكن في المسائل الطبية يصبح من الصعب تقبّل العلاج من طبيب يعالج مريض السرطان بحبات البنادول أو بعصير البرسيم كما يتناقل عدد من رواد الواتساب في رسائلهم العلمية الناصحة بين معارفهم المصابين.

وزير التربية المتراجع «المتوهق» حاله من حال بقية وزراء الدولة الباحثين عن مجد البقاء لأطول مدة في الوزارة مع تجنّب «السين والجيم» والاستجوابات التي هي سلاح نواب الخدمات للحصول على استثناءات ووساطات في دولة المحسوبيات، لم يفعل غير ما يصنعه معظم الوزراء السابقين والحاليين في الدولة القبلية العشائرية ونهج السلطات فيها لإدارة الدولة الحديثة - التقليدية، والتي هي كالغراب الذي أراد تقليد مشية اليمامة فلم يتعلمها وأضاع مشيته.

فهذا الوزير ركل الحقائق العلمية وصحة الناس جانباً من أجل عوير وزوير من نواب هرول لمرضاتهم، ولا تختلف البعثات الطبية في مثالنا هنا عن منع بيع أشجار الكريسماس وصور سانتا كلوز والفصل الجنسي في جامعة الكويت، والقائمة طويلة... وبعد ذلك مازال الفريقان الحكومي والنيابي يتحدثان عن الإصلاح وتحقيق مصادر دخل دائمة وتحسين مستوى معيشة المواطن، ولبن ـ سمك ـ تمر هندي.

back to top