هل ضحى الجمهوريون بغالبيتهم حين التصويت لمايك جونسون؟

نشر في 15-11-2023
آخر تحديث 14-11-2023 | 19:26
 إندبندنت .

خلال النقاش الذي دار الشهر الماضي حول ما إذا كان يجب انتخاب النائب جيم جوردان (جمهوري من ولاية أوهايو) رئيساً لمجلس النواب، سألت النائب خوان سيسكوماني (جمهوري من ولاية أريزونا) إذا كان سيدعم جوردان.

بالطبع، جوردان هو أحد المثقفين المتشددين من اليمين الذي كان في طليعة المدافعين عن دونالد ترامب على الدوام، بينما كان سيسكوماني واحداً من 18 جمهورياً يمثلون الدوائر التي صوتت لصالح جو بايدن (في انتخابات الرئاسة) عام 2020.

ولكن الجمهوري من أريزونا- الذي أراد الجمهوريون تقديمه كوجه جديد للحزب باعتباره مواطناً مكسيكي الولادة في الولايات المتحدة- لم يكشف عمن سيدعمه.

قال لي: «ما قلته لناخبي هو أنني لا أعمل لصالح رئيس المجلس، بل أعمل معه، بغض النظر عمن سيكون»، لذلك فوجئت عندما أعلن هو وزميله الجمهوري من دائرة بايدن، مارك مولينارو من نيويورك، دعمهما لجوردان للمنصب.

كما جاء دعم السيد مولينارو مفاجئاً ليس لأنه يمثل دائرة بايدن فحسب بل لأن زملاءه الجمهوريين من نيويورك، النواب مايك لاولر، وأنتوني ديسبوزيتو، وأندرو جاربارينو، ونيك لالوتا، جميعهم كانوا ضد جوردان. عندما التقيت بلاولر بعد إذلال جوردان وانسحابه النهائي من سباق رئاسة المجلس، قال إنه كان يعارض جوردان ببساطة لأنه لم يكن يجب عزل كيفن مكارثي من منصب رئيس المجلس.

فلننظر إلى الأحداث التي وقعت بعد أسبوع ويوم من إدلاء الجمهوريين بأصواتهم في القاعة لجعل النائب مايك جونسون رئيساً لمجلس النواب عقب حرب أهلية استمرت 22 يوماً.

كان السيد لاولر يبتسم عندما تحدثت إليه بعد التصويت يوم الأربعاء، وقال لي واصفاً رئيس المجلس الجديد: «هو رجل يؤمن بالقيم السوية، ورجل نزيه، وشخص لطيف ولديه مشاعر جياشة تجاه الجميع في المؤتمر»، لكن دعم شخص قوي بأيديولوجية يمينية مثل جونسون هو مغامرة كبيرة للجمهوريين.

يملك جوردان وجونسون سجلات متشابهة إلى حد كبير، وإذا كان هناك فارق، فهو أن جونسون هو قوة أكثر فتكاً على اليمين، وفيما كان جوردان الذي لا يتعدى كونه متحدثاً فصيحاً لم يجتز امتحان المحاماة لممارسة القانون يخطط ببساطة مع دونالد ترامب لإلغاء الانتخابات فإن جونسون قاد مساعي قانونية إلى إلغاء الانتخاب.

ارتقاء جونسون إلى أعلى وظيفة في المجلس لا يعني فقط أنه قائد المجلس الأدنى في الكونغرس والشخص الثالث في تسلسل التداول الرئاسي في الولايات المتحدة (بعد بايدن وهاريس)، بل هو الآن الجمهوري الأعلى رتبة في البلاد.

وطوال فترة 2010، ربط الجمهوريون بين الديموقراطيين، بمن في ذلك المعتدلون الذين صوتوا ضد رئيسة مجلس النواب السابقة نانسي بيلوسي، وبين نانسي بيلوسي التي صوروها كليبرالية من سان فرانسيسكو منعزلة ومنقطعة عن الواقع، وهذه أوصاف تستخدم منذ فترة طويلة لوصف كل شخص يعارض القيم المحافظة.

ونجحت هذه الاستراتيجية بشكل كبير بالنسبة لهم، طوال ذلك العقد، تمكن الجمهوريون من تقليص عدد الديموقراطيين البيض الريفيين داخل مجلس النواب، رغم أن عديداً منهم كانوا ديموقراطيين معتدلين ذوي آراء محافظة.

وحالياً، لم يعد الديموقراطيون يفوزون بعدد الدوائر الجمهورية نفسها كما كان الوضع في السابق، واكتشف الخبراء في مركز السياسات بجامعة فيرجينيا أنه في حين يمثل 18 من الجمهوريين الدوائر التي فاز فيها بايدن، هناك فقط خمسة ديموقراطيين فازوا بمقاعد في الدوائر التي فاز فيها دونالد ترامب.

لكن مناطق الضواحي التي كانت تصوت للجمهوريين في ولايات مثل أريزونا، وبنسلفانيا، وكاليفورنيا، وجورجيا، وتكساس تغيرت بشكل كبير. رئاسة ترامب- وترشيح الديموقراطيين لمرشحين رئاسيين نسبياً معتدلين- بدأ بتحويل هذه المناطق إلى ديموقراطية. قرار «دوبس ضد جاكسون» الذي ألغى الحق في إجراء الإجهاض (الممنوح في قرار) في قضية «رو ضد وايد» كان السبب الذي أبعد الجمهوريين عن الضواحي.

جونسون متشدد في ما يتعلق بالإجهاض، ويقول إنه يتطلع إلى اليوم الذي لا تسجل فيه أية حالة إجهاض. وجاء صعوده بعد الأداء الضعيف للجمهوريين في انتخابات منتصف الفترة لعام 2022، وذلك رداً على قرار دوبس، الذي أثنى عليه جونسون.

من المحتمل الآن أن يحاول الديموقراطيون ربط كل جمهوري بجونسون، وقد تبدو حجة الأشخاص الذين يقولون إنهم لا يعملون لدى رئيس المجلس غير مقنعة للناخبين بعدما دعموا جونسون بكل قوة. ويبدو أن الجمهوريين يحاولون الآن النأي بأنفسهم عن بقية أعضاء حزبهم، لا سيما أن أزمة تعيين رئيس المجلس انتهت، ويوم الخميس، قدم دي إسبوزيتو، الذي يمثل لونغ آيلاند، تشريعاً لطرد النائب المتعثر جورج سانتوس، وهو جمهوري من لونغ آيلاند أيضاً، من الكونغرس، لكن من غير الواضح ما إذا كان النأي بنفسه عن الحزب سيساعده في الفوز في هذا الوقت من العام المقبل.

*إيريك غارسيا

back to top